وطن – يكتنف الغموض شخصية تشبيحية بامتياز في مدينة دمر البلد –شرق دمشق- وهو الشبيح “علي أبو ذراع” الذي نادراً ما تتوفر صورة له أو حساب على وسائل التواصل الاجتماعي أو ذكر لاسمه في محرك البحث “غوغل”.
وبدأ أبو ذراع رحلة التشبيح والسرقة والنهب قبل الثورة. حيث جمع نصف ثروته الحالية المقدرة بملايين الدولارات من احتكار تجارة الدخان وبيعه في الأسواق بصفقات مشبوهة -بحسب ناشطين-.
ومع بداية الثورة كان من الطبيعي أن ينحاز لأولياء نعمته ويعادي أبناء بلدته التي كانت من أوائل المناطق الثائرة في محيط دمشق. ويبدأ بتسليم العشرات من أبنائها المتظاهرين لمخابراته بعد تصويرهم وتحديد هوياتهم، ليقضوا تحت التعذيب في أقبية الفرع 215.
وكان أبو ذراع-كما يروي ناشط من أبناء دمر البلد فضّل عدم ذكر اسمه لـ”وطن” مجرد حلاق رجالي وجعل من هذه المهنة واجهة للتجسس والعمالة للنظام. والدليل -كما يقول- أنه كان يتقاضى مبالغ زهيدة مقابل الحلاقة لا تتجاوز الخمس ليرات فيما غيره من الحلاقين كانوا يتقاضون مائة ليرة.
“حلاق الولاد”
وكان أهل البلد يطلقون عليه لقب “حلاق الولاد” واستلم بعدها مخصصات “ريجة الدخان” كاملة وبات يتحكم بكل منتوجاتها. وكشف محدثنا أن رئيس المركز في دمر البلد ويدعى “عصام ماليل” كان يسهّل معاملاته في مديرية المالية وغيرها مقابل نسبة. وكان يسجل كل مرة باسم مختلف أصدقائه وأقاربه للتمويه.
قد يهمك أيضا:
-
الشبيح “أحمد شلاش” يشمت في الأردن: “تاريخنا مليء بطولة وتاريخكم غاصّ بالعمالة”!
-
معركة بين “الشبيحة” في ريف حماة الشمالي.. والموالون يناشدون الأسد: “قمحانة تقتلنا”!
وبعد قيام الثورة في “دمر البلد” بدأ أبو ذراع الذي يلقبه الأهالي بـ “علي حميت إيدو” بتصوير فيديوهات للمظاهرات السلمية. وتحديد وجوه هويات الأشخاص المشاركين فيها على الكمبيوتر، ليقوم بعدها بإبلاغ أجهزة المخابرات عنهم، وتسليمهم بالاسم.
وكشف محدثنا أن أكثر علاقات أبو ذراع كانت مع الفرقة الرابعة والفرع 215 وفرع الخطيب. وقضى في دمر البلد وحدها ما يقارب الـ 900 شاب أكثرهم ظلماً وعدواناً، والكثير منهم لا علاقة لهم بالثورة، ولم تكن لهم أي أنشطة مسلحة ضد النظام من وراء تشبيحه ومن معه.
استحوذ على تجارة الدخان
وكشف محدثنا أنه كان يعمل مع قريبه 17 عاماً في البناء فحضرت دورية أمنية ومعهم أبو ذراع. فهربوا من مكان العمل، وقفز قريبه إلى فسحة أرضية خلف مكان الورشة، ولكن عناصر الدورية تمكنوا من ملاحقته وإلقاء القبض عليه. وحينها قال الشبيح المذكور لمن معه-وفق شهود عيان- :”خذوه هذا إرهابي”.
وقضى تحت التعذيب رغم أن ثيابه كانت مليئة بالرمل، وظهرت صورته ضمن الصور التي سرّبها قيصر مطلع 2014. وبدت علامات التعذيب واضحة على وجهه وجسده.
ومنذ عشر سنوات تمكن أبو ذراع -كما يقول المصدر- من الاستحواذ على منتجات الدخان كاملة في المنطقة لحسابه الخاص. بالشراكة مع ضباط الفرقة الرابعة ومنهم مدير مكتب ماهر الأسد العقيد “غسان بلال” والعميد “محمد جابر” أحد أقرباء بشار الأسد، وتصديره إلى كافة المحافظات السورية بتسهيل من “عصام ماليل” مدير مركز التبغ في المزة.
ولم يكن أحد يجرؤ على شراء أو بيع علبة دخان واحد خارج موافقته. وكانت هذه التجارة التي لم تتجاوز نسبة أرباحه منها 3% وسيلة لتكوين ثروة طائلة تقدر بملايين الدولارات وتأسيس سلسلة مطاعم ومسابح وصالات أفراح (السلام). كما يملك 7 أبنية مرخصة في دمر البلد، ويملك كذلك 10 دونمات أرض في محيط دمشق.
ودأب-بحسب المصدر- على تزوير وكالات وعقود بأسماء المعتقلين والمطلوبين والمهجرين وبيع البيوت والأراضي العائدة لهم للتجار والمستثمرين في دمر البلد. والشرقية والغربية وحارة الرناكسة ووادي السيل وجبال دمر والتوسع وغيرها.