هذا أكثر ما يخشاه الغرب بشأن ترسانة بوتين من الأسلحة النووية
وطن – مع تصاعد التوتر بين القوات الروسية ضد القوات الأوكرانية، لم يستطع الرئيس فلاديمير بوتين الإطاحة بالحكومة الأوكرانية حيث نفد الوقود من قواته وغادر بعض جنوده ساحة المعركة.
وفي هذا السياق، قالت ضابطة الاستخبارات السابقة ريبيكا كوفلر في مقال بصحيفة نيويورك بوست الأمريكية “بدلاً من تقسيم الناتو والاستيلاء على العاصمة كييف، وجد بوتين نفسه في وضعية صعبة إلى حد ما، غير قادر على تغيير الديناميكيات في ساحة المعركة أو قبول الهزيمة، من المحتمل أن يلتجأ إلى الخيار النووي.”
في 15 أبريل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن العالم يجب أن “يكون مستعدًا” لاحتمال أن يستخدم بوتين أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا.
روسيا تختبر صاروخاً باليستياً جديداً عابراً للقارات
وما زاد الأمر تعقيدا هو اختبار روسيا لصاروخ جديد عابرًا للقارات، يُطلق عليه اسم Satan II، والذي قال عنه بوتين “سيضمن أمن روسيا وسيدفع أولئك الذين يحاولون تهديد بلدنا بخطاب متفلّت وعدواني إلى التفكير مرتين.”
اقرأ أيضاً:
أثناء الحرب اليوغوسلافية، طور بوتين وهيئة الأركان العامة الروسية لأول مرة استراتيجية “التصعيد إلى عدم التصعيد”.
وتقول النظرية إنه من خلال تجاوز العتبة النووية، فإن روسيا ستقضي على خصمها من خلال دفعه إلى التخلي عن القتال والاكتفاء بالسلام.
وقالت كوفلر أنه إذا لجأ بوتين الى استخدام أحد أسلحته النووية في أوكرانيا. فمن المحتمل أن يكون رأسًا حربيًا من شأنه أن ينتج انفجارًا يعادل ثلث القوة التدميرية لقنبلة هيروشيما.
من خلال تفجير قنبلة نووية “صغيرة” في أوكرانيا، يعتقد بوتين أنه يمكن أن يمنع تدخل الغرب.
“اليد الميتة”
لن تجرؤ روسيا على استهداف الوطن الأمريكي بضربات نووية، ومع ذلك، يمتلك البلد أخطر سلاح نووي في العالم وهو نظام “بيريمتر” – اليد الميتة حسب تصنيف الناتو – والذي يقال إنه يمكن أن يدمر الوطن الأمريكي في 30 دقيقة.
هذا النظام صممه السوفييت في ذروة الحرب الباردة. إذا تم تشغيله، فإنه سيطلق ترسانة روسيا النووية بالكامل مباشرة في هذا البلد.
كما يظل هذا السلاح النووي شبه خامد حتى يتم تفعيله من قبل مسؤول رفيع المستوى في حال حدوث أزمة.
بوتين يهدد
يعمل بوتين في الوقت الحالي على تصعيد لهجته عن طريق التهديد بالضغط على زر هذا الأخير، وعندما هاجم أوكرانيا لأول مرة في 24 فبراير، ﺗﻮﻋﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ الروسي البلدان التي تتدخل في العمليات الروسية في أوكرانيا “بعواقب لم ترها من قبل.”
وبعد ثلاثة أيام، حوّل بوتين قوات الردع إلى نظام الاستعداد القتالي، وهو الموقف النووي الذي تحتفظ به موسكو اليوم.
روسيا لن تستخدم أسلحة نووية إلا في حالة “تهديد وجودها”
في 22 مارس، بعد أن سأل صحفي سي إن إن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، عما إذا كانت روسيا ستلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، أجابه هذا الأخير إن روسيا لن تستخدم أسلحة نووية إلا حال “تهديد وجودها”.
في ذلك الوقت أدرك بعض المحللين أن احتمالية حدوث ذلك كانت منخفضة لأن الجيش الروسي يتفوق على أوكرانيا بشكل كبير.
لكن في 28 مارس، بعد يومين من إعلان جو بايدن في بولندا أن بوتين “لا يمكنه البقاء في السلطة”. قال بيسكوف لشبكة “بي بي اس” إن روسيا والغرب “دخلا مرحلة الحرب الشاملة”.
كما اتهم بيسكوف عدة دول على غرار الولايات المتحدة وكندا بشن حرب ضد روسيا “في التجارة والاقتصاد” والاستيلاء على الممتلكات” و”مصادرة الأموال” و”عرقلة العلاقات المالية”.
أشارت كوفلر إلى أن بوتين يجد نفسه في الوقت الحالي محاصرًا في هذا النزاع. ويلجأ إلى مفاهيم “الحرب الشاملة” و”التهديد الوجودي” لإبقاء الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي خارج الصراع.
وطوال الوقت، كان بوتين يعلم أن سلاح “اليد الميتة” هو ما يخيف الغرب أكثر من أي شيء آخر.