رسائل جزائرية شديدة اللهجة إلى مصر حددت فيها “الخط الأحمر” الذي لا يمكن تجاوزه!
شارك الموضوع:
وطن – كشفت مصادر دبلوماسية مصرية، بأن الجزائر أرسلت لمصر رسائل شديدة اللهجة تحذرها فيها من خطورة اتخاذ خطوات تعزز الانقسام الليبي من خلال فرض خيارات محددة على المسار السياسي.
وأكدت المصادر الدبلوماسية على رفض الجزائر القاطع للتحركات المصرية في ليبيا والتي تحاول من خلالها القاهرة دعم مرشح برلمان طبرق لرئاسة الوزراء فتحي باشاغا ومساعدته على دخول العاصمة طرابلس، عبر تحالفات مع مليشيات ومجموعات مسلحة في غرب ليبيا.
عسكرة الأزمة خط أحمر بالنسبة للجزائر
وأوضحت المصادر بأن الرسائل الجزائرية شديدة اللهجة أكدت أنها لن تسمح بعسكرة الأزمة الليبية من جديد، أو نشوب معارك في العاصمة طرابلس؛ معتبرة هذا الأمر بمثابة “خط أحمر” لا يمكن تجاوزه، وذلك وفقاً لما نقله موقع “العربي الجديد”.
وشددت الرسائل الجزائرية على أن تجاوز الخط الأحمر يعني انخراطاً عسكرياً في دعم الحكومة الشرعية التي يرأسها عبدالحميد الدبيبة والمعترف بها دولياً.
وأوضحت المصادر: أن “رسائل الصدام المصري الجزائري فيما يخص الملف الليبي، جاءت بعدما توسطت القاهرة لدى الجزائر للاعتراف بالحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي ووجهت دعوة لباشاغا لزيارة الجزائر. على غرار الدعوة التي تلقاها رئيس حكومة الوحدة وزيارته إلى هناك.
نقاش بين تبون والسيسي
وأشارت المصادر إلى أن: “تطورات الموقف كانت محل نقاش موسع أخيراً بين الرئيسين: الجزائري عبد المجيد تبون ،والمصري عبد الفتاح السيسي وفي اتصال هاتفي شدد خلاله تبون على أنه يتعين على القاهرة أن تؤكد احترام الرؤى الجزائرية في إطار ما تراه يتوافق مع مصالح شعبها، كما تقدر للقيادة المصرية مواقفها التي ترى أنها في صالح دولتها وشعبها.
ووفقاً للمصادر فقد :”أكد الرئيس الجزائري لنظيره المصري استشعار بلاده جدية تحركات حكومة الوحدة الوطنية لإجراء الانتخابات، والتجهيز لها، ونقل ليبيا إلى حالة الاستقرار الدستورية، بدلاً من مرحلة الحكومات الانتقالية”.
يأتي ذلك فيما اكتفى البيان الرسمي الصادر عن مؤسسة الرئاسة المصرية بالإشارة إلى “تبادل الرئيسين التهنئة بحلول عيد الفطر”.
وبحسب المصادر فإن الرؤية الجزائرية بشأن الأزمة السياسية في ليبيا، تتوافق بشكل تام مع ما تتحرك في نطاقه المستشارة الأممية ستيفاني وليامز”.
العلاقات الجزائرية-المصرية على المحك
وكان مصدر دبلوماسي مصري كشف أواخر أبريل/نيسان الفائت أن العلاقات المصرية-الجزائرية أصبحت على “المحك”؛ بسبب اختلاف وجهات النظر الحادة المتعلقة بالملف الليبي في الفترة الأخيرة.
وقال المصدر نفسه إن “استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لرئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة مثّل صدمة للمسؤولين في مصر؛ خصوصاً أن الزيارة كانت بهدف الحصول على الدعم. ولم تكن في إطار مسعى من جانب الجزائر لإقناعه بتسليم مهامه للحكومة المكلفة برئاسة فتحي باشاغا“.
وبحسب المصدر، فإن الدبيبة “لجأ إلى الجزائر أخيراً للاستقواء بموقفها الرافض لمد المرحلة الانتقالية، وإجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن. حيث زار الدبيبة الجزائر، وأجرى هناك محادثات مع الرئيس عبد المجيد تبون. وسط مساعٍ لحل أزمة الحكومتين في ليبيا”.
واكد المصدر الدبلوماسي على أن التوتر في العلاقات المصرية الجزائرية وصل إلى ذروته، خصوصاً نهاية فبراير/ شباط الماضي، بعدما قررت الجزائر تشكيل الـ”جي 4″ الأفريقية مع كل من نيجيريا، وإثيوبيا، وجنوب أفريقيا، في إطار تحالف جديد للتشاور والتنسيق حول قضايا القارة الأفريقية مستقبلاً”.