وطن – يتصدر اسم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الغائب عن المشهد تماما محركات البحث وحديث النشطاء بمواقع التواصل، منذ أيام بعد انتشار شائعات عن وفاته، لم يصدر بشأنها أي تعليق رسمي حتى الآن.
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.. تاريخه وأسرته
الشيخ خليفة بن زايد، تولى رئاسة الإمارات يوم 3 نوفمبر في العام 2004 تحديدا، خلفا لوالده الراحل ومؤسس الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
الشيخ خليفة من مواليد 1948 أي أنه يبلغ الآن من العمر 73 عاما. وكان أكبر الأبناء الذكور للشيخ زايد ونشأ في مدينة العين، ومتزوج من شمسة بنت سهيل المزروعي.
والشيخ خليفة بن زايد لديه من الأبناء الذكور، سلطان (57 عاما) ومحمد (50 عاما). وله أيضا 6 بنات هم (شما وعوشة وشيخة وموزة وسلامة ولطيفة).
ويعد الشيخ خليفة هو الرئيس الثاني للإمارات بعد الشيخ زايد بن سلطان. والحاكم الـ16 لإمارة أبوظبي أكبر إمارة في الإمارات السبع التي يتكون منها الاتحاد.
وكان أول منصب رسمي يشغله الشيخ خليفة عندما كان ولي عهد إمارة أبوظبي هو ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها.
الخطاب الأول للشيخ خليفة
في أول خطاب له بعد توليه حكم الإمارات خلفا لوالده المؤسس، والذي صادف اليوم الوطني الثالث والثلاثين، تعهد خليفة بن زايد بالعمل بتفان في خدمة الإمارات والإماراتيين لتحقيق المزيد من العزة والرفاهية والمحافظة على المكتسبات الوطنية.
وقال في كلمة للشعب الإماراتي آنذاك ما نصه: “إن ما وصلت إليه بلادنا من مكانة ورفعة وعزة وما تنعم به من طمأنينة ورخاء. هو ثمرة مسيرة طويلة من الجهد والمثابرة والعمل الشاق الدؤوب قادها فقيدنا الكبير بحكمة وحلم وصبر.”
وأضاف:”إذ رسخ كل ثروات البلاد ونذر حياته لبناء الوطن وتقدمه وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة. حتى أصبحنا على ما نحن عليه اليوم.”
وتابع الشيخ خليفة بن زايد في كلمته التي نقلها التلفزيون والصحف وجميع وسائل الإعلام وقتها:”لقد ترسخت دعائم اتحادنا الشامخ وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة. والحمد لله، علامة بارزة على تقدم الدول والأمم بما انتهجته من سياسات حكيمة وحققته من منجزات عظيمة. وما تنعم به من أمن واستقرار وازدهار وطمأنينة.”
حكمه انتهى قبل أن يبدأ
وتفاجأ الجميع بعد تولي الشيخ خليفة بن زايد رئاسة الإمارات، تواريه عن المشهد شيئا فشيئا. وسطوع نجم شقيقه محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي.
ولم يكشف عن أسباب تنحية الشيخ خليفة عن المشهد طيلة سنوات وظل الأمر طي الكتمان. وظل خليفة يباشر مهام ضئيلة ومحدودة بشكل معتاد. وكان يظهر بشكل بروتوكولي فقط خلال المناسبات العامة.
حتى مرت مسيرته السياسية بمنعطف حاد في العام 2014. حين أعلن محمد بن زايد، عن وعكة صحية شديدة تعرض لها الشيخ خليفة. ليختفي بشكل كلي من هذا التوقيت عن المشهد ويبدأ في رحلة علاج طويلة. حيث سافر أكثر من مرة لعدة عواصم أوروبية لأجل العلاج.
ووقتها أعلنت وسائل الإعلام الإماراتية الرسمية، أن الشيخ خليفة تعرض لوعكة صحية، نتيجة إصابته بجلطة. نقل على إثرها للمستشفى وخضع لعملية جراحية.
وأصبح محمد بن زايد، هو الحاكم الفعلي للإمارات وليس الشيخ خليفة. وباتت جميع القرارات والسلطات في يده وحول الدولة وكل مقدراتها لخدمة أهدافه ومخططاته الشخصية.
والتي كان أبرزها خلال السنوات الماضية محاربة تيار الإسلام السياسي ودعم الانقلابات ضد ثورات الربيع العربي.
شكوك بشأن تدهور صحته واتهامات لمحمد بن زايد
وباستثناء لقاء في صيف عام 2017، التقى فيه حكام العائلة المالكة للتهنئة برمضان، ولقاء آخر مطلع عام 2018 للمشاركة في عزاء والدته، وظهور ثالث في فرنسا بعدها حيث كان برحلة علاجية، لم يظهر الشيخ خليفة للعلن مرة أخرى.
حتى أنه لم يحضر صلاة الجنازة على والدته التي أناب عنه فيها حاكم دبي وشقيقه محمد بن زايد، وبدا سلوكه العام غير مستقر حيث أعلن الإعلام الرسمي أكثر من مرة سفره في رحلات خارجية ممتدة غير معلوم أي تفاصيل عنها.
وكان العديد من المعارضين الإماراتيين فضلا عن تقارير صحفية، كشفوا عن دور مشبوه لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، في تدهور وضع الشيخ خليفة الصحي.
هل تم تسميمه وما دور محمد دحلان؟
وكانت تقارير تحدثت عن أن محمد بن زايد استعان برجله المقرب ومستشاره محمد دحلان، القيادي الفلسطيني الهارب، لتسميم الشيخ خليفة بن زايد بسم “البولونيوم“. نفس المادة التي اتهم دحلان باستخدامها لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.
ويشار إلى أن الدقائق القليلة التي ظهر فيها الشيخ خليفة خلال الأعوام الماضية أظهرته بصحة معقولة. بالنظر إلى عمره الذي كان في منتصف الستينيات وقتها وتاريخه المرضي.
لكن الشكوك بشأن عدم إسعاف قدراته له كي يمارس صلاحياته الرئاسية أو خضوعه للإقامة الجبرية. تأكدت عندما أعلن تجديد ولايته القانونية حاكمًا للبلاد لـ5 أعوام جديدة. في نهاية شهر سبتمبر من العام 2019. دون أن يطل بكلمة مباشرة أو حتى مسجلة على الشعب الإماراتي، كما ينص البروتوكول الرسمي للدولة.
وسبق أن اتهم محمد بن زايد، أيضا بالتدبير لقتل عدد من إخوته غير الأشقاء. وكان ذلك لأجل عقابهم أو السيطرة على نفوذهم وإبعادهم عن طريقه.
وكان أبرز هذه الحوادث المدبرة هي حادث قتل الشيخ أحمد بن زايد، الذي قال عن وفاته المعارض السعودي كساب العتيبي، إنها جاءت عقابًا على اعتراضه على التلاعب بصندوق أبو ظبي للاستثمار.
الأمر الذي دفع محمد بن زايد للتخلص منه في رحلة جوية فوق بحيرة سيدي محمد بن عبد الله، في دولة المغرب عام 2010.
ثروة الشيخ خليفة السرية واستيلاء محمد بن زايد عليها
جدير بالذكر أن صحيفة “التايمز” سبق واعتبرت الشيخ خليفة من القادة الخمسة والعشرين الأكثر تأثيراً في العالم، ويصنف كرابع أغنى حاكم في العالم.
صحيفة “الغارديان” كشفت في أكتوبر من العام 2020 عن ثروة خارجية ضخمة لرئيس الإمارات خليفة بن زايد، كان يمتلكها ويديرها بشكل سري وسيطر عليها شقيقه محمد بن زايد.
وامتلك خليفة بن زايد، بحسب التقرير المشار إليه مجموعة كبيرة من العقارات التي تغطي معظم أحياء لندن الراقية، بشكل سري طيلة سنين. وهي جزء من إمبراطورية ضخمة تقدر بنحو 5.5 مليار جنيه إسترليني يملكها رئيس الإمارات.
ورغم عناوينها الواضحة إلا أن ملكية هذه العقارات ظلت محاطة بالسرية. وتم إنشاؤها بطريقة سرية من خلال صفقات مخفية نوعا ما وعلى مدار عدة سنوات.
واتضح أن إمبراطورية الشيخ خليفة واسعة جدا وتتفوق على دوق ويستمنستر، الملياردير الأرستقراطي البالغ من العمر29 عاما ويملك مساحات شاسعة من لندن.
محمد بن زايد ومنصور بن زايد وراء اللعبة
وسبق أن كشف تقرير ماليزي أيضا عن الكيفية التي ظل بها محمد بن زايد وأخوه منصور بن زايد “ينهبان” ثروة أخيهما الشيخ خليفة بن زايد .
وورد خلال القضية التي دارت في المحكمة العليا بلندن، أن الشيخ خليفة “ربما” لا يعاني من أي عجز عقلي.
وكشف موقع “ساراواك ريبورت” (sarawakreport) الماليزي –في تقرير حصري– قبل عامين أن القضية في محكمة لندن كشفت عن تفاصيل قد تبدو مذهلة.
حيث يزعم أن ثروة الشيخ خليفة قد انتقلت إلى أخيه الأصغر غير الشقيق الشيخ منصور، المعروف بسيطرته وإنفاقه الضخم على نادي “مانشستر سيتي” الإنجليزي.
وكشف التقرير وقتها عن وثيقة مزروة مؤرخة في الأول من يونيو 2015- وتحمل توقيع مزور باسم الشيخ خليفة. تزعم أن الشيخ قد سلم السيطرة المطلقة على جميع ثروته وممتلكاته إلى “لجنة” يسيطر عليها منصور بن زايد سيطرة كاملة.
ونفى المحامون الذين يمثلون الشيخ خليفة أنه تخلى عن التحكم بأرصدته.
وتشير الوثيقة المختومة أن الذي وقع عليها هو الشيخ خليفة. لكن التوقيع يبدو أنه لأخيه محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات.
حوّله أشقاؤه من شيخ وقور إلى مخبول بحقنة مشبوهة!
في يناير من العام 2021 طالب الدكتور محمود رفعت، رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي، بفتح تحقيق دولي بشأن ما فعله أشقاء رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد به.
ودون محمود رفعت، في تغريدة رصدتها “وطن” بهذا التوقيت ما نصه:”إنّ خليفة بن زايد حولّه اخوته من شيخ وقور لمخبول مسلوب العقل بعدما حقنوه بعقار أصابه بتلف عقلي، رغم ان كل الفظائع تصدر باسمه وتوقيعه وهو مسلوب الإرادة.”
الشيخ #خليفة_بن_زايد رئيس دولة #الإمارات حوله إخوته من شيخ وقور لمخبول مسلوب العقل بعدما حقنوه بعقار أصابه بتلف عقلي، رغم أن كل الفظائع تصدر باسمه وتوقيعه وهو مسلوب الإرادة.. يجب فتح هذا الملف دوليا لحق إنسان مستضعف الان وأهله وكبوابة لوقف سفك الدم العربي pic.twitter.com/UAEwCBiPWb
— نحو الحرية (@thWm3ojg2KigZYf) May 6, 2022
وشدد “رفعت” على أنه يجب فتح تحقيق في هذا الملف دولياً “لحقّ انسان مستضعف الآن وأهله.. وكبوابة لوقف سفك الدم العربي.”
أنباء عن وفاة الشيخ خليفة بن زايد قلبت المواقع
وكانت أنباء غير رسميّة قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تزعم وفاة رئيس الإمارات المريض خليفة بن زايد آل نهيان، أثارت جدلا واسعا وأحدثت بلبلة.
ولم يصدر من قبل الإمارات أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن هذه الشائعات المتداولة، سواء بالنفي أو التأكيد.
ولفت انتباه الجميع في ديسمبر الماضي، عدم ظهور رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، نهائيا في الاحتفالات الرسمية التي جرت وقتها بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد.
الأمر الذي زاد الشكوك بين النشطاء بشأن وضعه الصحي.
ويوم 5 مايو، أكد المعارض الإماراتي عبدالله الطويل، تدهور الحالة الصحية للشيخ خليفة بن زايد.
تدهور في الحالة الصحيّة للشيخ #خليفة_بن_زايد
شافاه الله وعافاه، نسأل الله أن يمّن عليه بدوام الصحة والعافية ..
— عبدالله الطويل 🇦🇪🔻 (@BotawilAbdullah) May 5, 2022
وكتب في تغريدة عبر حسابه بتويتر بحسب ما رصدت (وطن):”تدهور في الحالة الصحيّة للشيخ خليفة بن زايد. شافاه الله وعافاه. نسأل الله أن يمّن عليه بدوام الصحة والعافية.”