إيكونوميست: النظام المصري فشل في تحقيق أهدافه المرجوة من مسلسل “الاختيار3”

By Published On: 10 مايو، 2022

شارك الموضوع:

وطن – علقت مجلة “إيكونوميست” البريطانية، على استغلال النظام المصري لشهر رمضان للترويج لوجهة نظره حول الأحداث التي أعقبت الانقلاب على اول رئيس مدني منتخب “محمد مرسي” من خلال عرض مسلسل “الاختيار3”. وأكدت المجلة على أنه فشل في تحقيق الهدفين اللذين كرّس نفسه لهما: الدعاية وكتابة سجل تاريخي.

وقالت المجلة إنه “عندما تابع مشاهدو التليفزيون الشهر الماضي مسلسل “الاختيار” ، كانوا يعرفون بالضبط كيف سينتهي الأمر. في الحلقة قبل الأخيرة ، يدخل ياسر جلال ، الذي يلعب دور عبد الفتاح السيسي ، وزير الدفاع آنذاك ، إلى غرفة مليئة بالقادة الدينيين والسياسيين. يقول: “يجب أن نتخذ قرارًا مصيريًا”. “البلد بحاجة إلى واحد.” كان التاريخ 3 يوليو 2013. في غضون ساعات ، ظهر العظماء المجتمعون على شاشة التلفزيون جنبًا إلى جنب مع السيد السيسي ، حيث أعلن أن تجربة مصر القصيرة مع الديمقراطية قد انتهت.”

اقرأ أيضا:

حيرة المشاهد العربي في رمضان

وأوضحت المجلة ان “مشاهدي التلفزيون في العالم العربي كانوا في حيرة من أمرهم خلال شهر رمضان الذي انتهى في الأول من مايو. حيث تقدم الاستوديوهات العشرات من المسلسلات ذات الميزانية الكبيرة ، مع حلقة جديدة كل ليلة. كان “الاختيار” ، الذي دخل موسمه الثالث الآن ، من أكثر العروض التي حظيت بالترويج لهذا العام”.

ولفتت المجلة إلى ان المسلسل سلط الضوء على ما يسميه المنتجون “أخطر 96 ساعة في تاريخ مصر الحديث”: الاحتجاجات الجماهيرية والانقلاب اللاحق في صيف 2013 الذي أطاح بمحمد مرسي ، جماعة الإخوان المسلمين الذي أصبح الرجل الأول والوحيد الذي فاز في أول انتخابات نزيهة في مصر”.

اقرأ ايضا:

وقالت المجلة ان ياسر جلال “لعب دوره بدقة خارقة ، حيث يلتقط ولع الجنرال بنصف الابتسامات والأيدي المشدودة، وإذا أغمض المشاهد عينيه فلن تستطيع فعلا تمييز صوته تقريبا من الصوت الحقيقي للسيسي.

واستمر المقال ليقول إنه ليس هناك شك في من يجب أن يشجعه المشاهدون، فقد تم تصوير السيسي على أنه متواضع وتقي.. وفي طريقه للإعلان عن الانقلاب، توقف لإجراء محادثة صادقة مع والدته. ويظهِر الفيلم الرئيس مرسي وأتباعه على أنهم من نوع ماكر، ومظهرهم يتحول إلى موسيقى تنذر بالسوء.

اقرأ أيضا:

أحداث ضبابية تتطلب التوضيح

ويصف المنتجون العرض بأنه رائع، وأنه ليس فقط للترفيه بل “كتاب تاريخ” للأجيال القادمة. وتقول “إيكونوميست” إن ذلك سيكون، بالطبع، جديرا بالثناء إذا كانوا جادّين. فقد كانت أحداث ذلك الصيف ضبابية حتى لدى أولئك الذين عاشوها. وما بدا كأنه احتجاج استمر يوما واحدا على مرسي، وفرصة للمعارضة للتنفيس عن ضيقها تطور بسرعة مذهلة إلى انقلاب دموي.

وقالت المجلة إن العرض يهدف إلى نقل المشاهدين إلى الحرم الداخلي للدولة الأمنية المصرية، إذ تضمّن تسجيلات واقعية لمسؤولي الإخوان المسلمين يجب أن تكون قد التُقطت في السر ولم تُبث من قبل.

تاريخ المنتصرين

وأضافت المجلة أن المقاطع تصوّر جماعة الإخوان المسلمين على أنهم عنيدون وبغير كفاءة، لكن المسلسل لا يلقي ضوءًا كافيا على كيفية تآمر الدولة العميقة على القضاء على الديمقراطية، “إنه التاريخ الذي كتبه المنتصرون”.

وأشارت إلى أن جمال عبد الناصر وأنور السادات، الرئيسين الثاني والثالث بعد الثورة المصرية 1952، كلاهما خُلّد في السينما، لكن ظهورهما جاء بعد وفاتهما بوقت طويل. أما خليفتهما، حسني مبارك، فقد لا يستحق فيلما عن سيرته الذاتية لأنه أطيح به. ويأتي دور السيسي على الشاشة الصغيرة في أوج سلطاته؛ لقد فرض تعديلات دستورية في عام 2019 تضمن له الحكم حتى عام 2030.

وعلقت المجلة بأن هذا كان جهدا دعائيا فخما، يهدف إلى حشد المصريين في الوقت الذي يشعر فيه كثيرون بخيبة أمل.

مناقض للواقع

وذكرت أن أنصار الرئيس يصوّرونه كمنقذ لمصر من “نفق مظلم” للحكم الإسلامي، “لكن البلاد لم تظهر تماما في المرتفعات المضاءة بنور الشمس”.

وأضافت أن أرقام المشاهدة لم تُنشر على الشبكة التي بثت المسلسل، إذ يبدو أن المصريين من مختلف الأطياف السياسية بدؤوا مشاهدة العرض بأعداد كبيرة، بدافع الحماسة الوطنية أو الرغبة في الابتعاد عن الدعاية، لكن يظهر أن قليلا منهم شاهدوا أكثر من حلقتين فقط.

وختمت “إيكونوميست” بالقول إن السلطات حثت الصحفيين على كتابة مقالات منتفخة لزيادة التصنيفات، مضيفة أن بعض المصريين ربما أرادوا إحياء أحداث ذلك الصيف، لكن بعد 9 سنوات أصبح لدى معظمهم مخاوف أكثر شدة.

اقرأ أيضا:

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment