خاص وطن – أصدرت محكمة الجنايات في قطر، الثلاثاء 10 مايو 2022، حكما بالسجن المؤبد ضد الشاعر القطري محمد راشد حسن ناصر العجمي الشهير بـ”الشاعر محمد ابن الذيب” وآخرين، بتهمة تهديد أمن واستقرار الدولة والتخابر مع جهات ودول خارجية.
وصدر هذا الحكم وتلي علنا بجلسة اليوم 10/05/2022، باسم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والخاص بالدعوى رقم (49ـ 2022 جناية ابتدائي) المرفوعة من النيابة العامة ضد:
1 -هزاع على هزاع سالم ابوشريده.
2 -راشد على هزاع سالم ابوشريده.
3 -محمد راشد حسن ناصر العجمي.
4 -محمد حمد محمد فطيس المري (الشاعر القطري المقيم في الامارات).
وحصلت (وطن) على نسخة من نصّ قرار المحكمة، حيث جاء الحكم برئاسة القاضي محمد بن غانم بوصابر الكبيسي، وعضوية كل من القضاة خي محمد اجيد، ومحمد غانم الكواري، وبحضور وكيل النيابة العامة أحمد السليطي، وكذلك أمين سر الجلسة أحمد محمد فوزي.
هذا وحكمت محكمة الجنايات في قطر، الدائرة الثانية، حضوريا للمتهمين الأول و الثاني و غيابيا للبقية:
أولاً: ببراءة المتهمين جميعا من تهمتي الشروع في ارتكاب فعل يؤدي إلي المساس باستقلال الدولة وتهمة الاشتراك في الاتفاق الجنائي المؤثمة في المادة 128 من قانون العقوبات.
ثانياً: ببراءة محمد راشد حسن العجمي (محمد ابن الذيب)، ومحمد حمد فطيس المري من تهمة السعي والتخابر لدى دولة أجنبية.
ثالثاً: ببراءة محمد حمد فطيس المري، من تهمة الاتفاق الجنائي المؤثمة في المادة 46 من قانون العقوبات.
رابعاً: بمعاقبة هزاع علي هزاع أبو شريدة، وراشد علي هزاع أبو شريدة و محمد راشد حسن العجمي (الشاعر ابن الذيب)، بالحبس المؤبد عن باقي الاتهامات المسندة إليهم.
وجاء خامساً في الحكم الصادر برقم 1-1241500273071: معاقبة محمد حمد فطيس المري، بحبسه لمدة خمسة عشر سنة عن باقي الاتهامات المسندة إليه.
سادساً: مصادرة الهواتف المضبوطة وحجب الحسابات الإلكترونية المستخدمة في ارتكاب الجرائم المسندة للمتهمين.
التهم
وبعد الإطلاع على الأوراق وسماع المرافعة والمداولة، اتهمت النيابة العامة كلاً من هزاع علي هزاع أبو شريدة، وراشد على هزاع أبو شريدة، ومحمد راشد حسن العجمي (ابن الذيب)، ومحمد حمد فطيس المري بأنهم في غضون عام 2021 بداخل وخارج دولة قطر، اشتركوا في اتفاق جنائي أدار حركته المتهم الأول، الغرض منه ارتكاب جرائم الجنايات والجنح.
وتابعت اتهامات النيابة بأنهم اتخذوا العدة لذلك على وجه لا يتوقع معه أن يعدلوا عما اتفقوا عليه؛ بأن اتفقوا فيما بينهم واتحدت إراداتهم على ارتكابها.
المتهمان الثالث والرابع أيضا ـ بحسب نص الحكم الذي وصل (وطن) نسخة منه، سعوا لدى دول أجنبية وتخابروا معها للقيام بأعمال عدائية ضد دولة قطر.
وأوضح الحكم تفاصيل ذلك بأن الشاعر ابن الذيب المتهم الثالث، ومحمد حمد فطيس المري المتهم الرابع، تواصلوا مع أشخاص ذو نفوذ يعملون في أجهزة أمنية تابعة لدولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بقصد إثارة الرأي العام في دولة قطر.
وكذلك التحريض على الإخلال بالأمن العام وضرب النسيج الاجتماعي والاضرار بالمصالح الوطنية، وذلك على النحو المبين بالأوراق.
“ارتكاب فعل يؤدي إلى المساس باستقلال الدولة”
وكانت عدة حسابات بتويتر أشارت صباح، الثلاثاء، إلى أن الشاعر القطري محمد ابن الذيب، حُكم عليه بالمؤبد هو والموقوفان هزاع بن علي المري، وراشد أبو شريدة.
وأوضحت تلك الحسابات أن هذا الحكم صدر على خلفية مواقفهم من احتجاج أبناء قبيلة “آل مرة”، قبل أشهر على ما وصفوه بالتمييز الذي طالهم في القانون الانتخابي القطري.
كما وجهت اتهامات لهم ـ بحسب نص الحكم الذي وصل لـ”وطن” ـ بأنهم لجأوا إلى التهديد وإلى وسائل أخرى غير مشروعة، لحمل الأمير على أداء عمل من اختصاصه قانونا.
وذلك بأن ظهروا في عدة مناسبات وفي مقاطع مرئية مسجلة هددوا وتوعدوا فيها بأنه في حال لم تنفذ مطالبهم بتغيير القوانين والأنظمة المعمول بها في الدولة؛ سوف يصعدوا موقفهم ضد الدولة. وباشروا بتشكيل لجنة لذلكالغرض، وجمعوا الحشود تنفيذا لمبتغاهم، وذلك على النحو الوارد بالتحقيقات.
كما أن المتهمين شرعوا في ارتكاب فعل يؤدي إلى المساس باستقلال الدولة؛ بأن عملوا على الانفصال عن الدولة في حال لم تنفذ مطالبهم، وحرضوا على ذلك.
فعملوا ـ بحسب نص الحكم الذي حصلت عليه (وطن) ـ على جمهرة وحشد الناس ونشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة تحقيقا لأهدافهم، وذلك على النحو الوارد بالتحقيقات.
“طعنوا علانية في ممارسة الأمير لحقوقه وسلطاته”
واتهمت المحكمة ابن الذيب ومن معه أيضا، بأنهم طعنوا بإحدى طرق العلانية في ممارسة الأمير لحقوقه وسلطاته؛ بأن قاموا علانية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والظهور أمام العامة، بالطعن والرفض للقوانين والقرارات التي صادق عليها سمو الأمير وصدرها، وذلك على النحو الوارد بالتحقيقات.
كما نشروا إشاعات وأخبار كاذبة ومغرضه في الداخل والخارج بقصد الإضرار بالمصالح الوطنية وإثارة الرأي العام والمساس بالنظام الاجتماعي للدولة.
بأن ظهروا ـ بحسب نص التحقيقات ـ في عدة مناسبات وفي مقاطع مسجلة (فيديو) يتحدثون فيها عن ظلم واضطهاد وقهر وقمع في المجتمع، قاصدين بذلك إثارة الرأي العام والفتن في الدولة، والمساس بنظامها الاجتماعي، وذلك على النحو الوارد بالتحقيقات.
ويشار إلى أنه في أغسطس من العام 2021، ، عبر الشاعر ابن الذيب في عدة مقاطع بثها من الخارج، عن استيائه من استبعاد فئة واسعة من المواطنين من حق التصويت في أول انتخابات تشريعية تشهدها البلاد والتي تمت في أكتوبر من العام ذاته.
وهاجم ابن الذيب بوقتها الحكومة القطرية ومسؤولين بارزين، وقال إنه متعاطف مع “المحرومين من حق الانتخاب”، لا سيما أبناء قبيلة آل مرة الذين يشكلون غالبية هذه الفئة.
وكانت اتهامات وجهت لابن الذيب الذي تحتضنه الإمارات، وقتها بنشره مقاطع تحريضية ضد قطر، محاولا نشر الفتنة والفوضى مستغلا الجدل الدائر بشأن بعض مواد قانون انتخابات مجلس الشورى.
عفو الأمير تميم عن محمد بن الذيب
ويشار إلى أنه في عام 2016، حصل الشاعر القطري محمد بن الذيب على عفو من أمير قطر تميم بن حمد، بعد شفاعة شيخ قبيلة العجمان، وقضائه 5 سنوات في السجن على خلفية إحدى قصائده التي انتقدت نظام الحكم، فحكم عليه القضاء وقتها بالسجن 25 عاما ثم خفف الحكم لـ15 عاما.
جدير بالذكر أيضا أن محمد بن الذيب خارج قطر حاليا، وقال إنه مستعد للعودة في حال تلقى وعودا من مسؤولين بعدم المساس به.
وسبق أن أكد أن ولاءه لأمير البلاد تميم بن حمد، إلا أن مسؤولين في الدولة يتصرفون بأهوائهم بما يضر مصلحة البلاد، بحسب وصفه.
وفي أغسطس 2021 أعلنت وزارة الداخلية القطرية، عن “إحالة الجهات المختصة بالوزارة 7 أشخاص إلى النيابة العامة بعد قيامهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر أخبار غير صحيحة، وإثارة النعرات العنصرية والقبلية”.
الجهات المختصة بوزارة الداخلية تحيل سبعة أشخاص إلى النيابة العامة بعد قيامهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر أخبار غير صحيحة وإثارة النعرات العنصرية والقبلية. pic.twitter.com/UBnDa3DoCM
— صحيفة العرب – قطر (@AlArab_Qatar) August 9, 2021
وأكدت الوزارة، في بيان صحافي نشرته على حسابها في تويتر، “عدم تهاونها في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يتبنى خطابا عنصريا يستهدف تهديد أمن المجتمع واستقراره وسلمه الاجتماعي”.
وأهابت بمستخدمي منصات التواصل “عدم الإساءة لأي مكون من مكونات المجتمع سواء على أسس قبلية أو عنصرية، من منطلق أن ترابط المجتمع القطري واستقراره هو مسؤولية تقع على عاتق الجميع”.