ماذا ينتظر الإمارات بعد تولي محمد بن زايد الحكم رسمياً؟!

وطن – توفي الجمعة 13 مايو، حاكم أبوظبي ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن عمر يناهز 73 عامًا.

وفاة خليفة بن زايد ومستقبل الإمارات

وولد الشيخ خليفة عام 1948 وأصبح رئيس وزراء أبو ظبي عام 1969، قبل عامين من حصول الإمارات على استقلالها.

كما بدأ العمل كثاني رئيس للدولة الخليجية في نوفمبر 2004 عندما خلف والده المؤسس الشيخ زايد بن سلطان.

وبعد وفاة الشيخ خليفة مباشرة، أعلنت وزارة الشؤون الرئاسية الحداد 40 يومًا وقدم رؤساء الدول من جميع أنحاء العالم تعازيهم على الفور.

اقرأ أيضاً:

“بلومبيرغ”: وفاة خليفة بن زايد لن تغير من قبضة “ابن زايد” على المعارضة والموجهة لسحق الإسلام السياسي

وأشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالشيخ خليفة بصفته “شريكًا حقيقيًا وصديقًا لأمريكا.

وتعهد “بتكريم ذكراه من خلال الاستمرار في تعزيز العلاقات طويلة الأمد بين حكومتي وشعبي الولايات المتحدة والإمارات”.

كذلك عزا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وفاة خليفة بن زايد.

وقال إن له الفضل في “بذل الكثير من أجل تعزيز العلاقات الودية والتعاون البناء بين روسيا والإمارات العربية المتحدة”.

انقذ دبي 

وقاد الشيخ خليفة الكثير من أعمال التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية لدولة الإمارات، مما أدى إلى رفع مكانة الدولة الإقليمية والدولية.

خليفة بن زايد

وقبل أن يصبح رئيسًا وحاكمًا لإمارة أبوظبي بفترة وجيزة، أمر بإنشاء شركة “الاتحاد للطيران” وفي 2008 لعب الشيخ خليفة دورًا رئيسيًا في إنقاذ دبي بأموال تقدر بمليارات الدولارات.

وفيما يتعلق بالسياسات المالية وإنشاء أبو ظبي لتكون إمارة مستدامة، فقد فعل الكثير وأيضًا في التأكد من أن النظام الفيدرالي يعمل في الإمارات.

وقالت “كورتني فرير” الزميلة في جامعة “إيموري” في تصريحات لقناة “الجزيرة”، أعتقد أن الشيخ خليفة كان رجلا قويا حقًا.

واضافت:”لديك هذه الإمارات التي هي حقًا غير متكافئة عندما يتعلق الأمر بالثروة وعدد المواطنين والحجم – كل هذه الأشياء تظهر حقيقة أنه قام بإنقاذ دبي من أزمتها التزاما بالنظام ووحدة البلاد “.

“سلطة سياسية مركزية”

وبعد إصابة الشيخ خليفة بجلطة دماغية في عام 2014، تولى القيادة شقيقه محمد بن زايد (MBZ) ، الذي أصبح ولي عهد أبوظبي قبل عقد من الزمن.

محمد بن زايد – خليفة بن زايد

ومنذ تلك اللحظة فصاعدًا نادرًا ما شوهد الشيخ خليفة علنًا رغم أنه استمر في إصدار المراسيم.

وتولى محمد بن زايد، السبت، منصب رئيس دولة الإمارات وحاكم أبوظبي.

ومع ذلك ونظرًا لأن محمد بن زايد كان في الأساس الحاكم الفعلي للبلاد منذ عام 2014 ـ إن لم يكن قبل ذلك ـ فلا ينبغي توقع أي تغييرات كبيرة في الحوكمة اليومية أو التحولات الرئيسية في السياسة الخارجية للإمارات.

وفاة الشيخ زايد تحولًا رسميًا للأجيال

هذا وتمثل وفاة الشيخ خليفة تمثل تحولًا رسميًا للأجيال، والذي كان مستمرًا مع تولي محمد بن زايد مقاليد السلطة.

اقرأ أيضاً:

• موعد وفاة الشيخ خليفة بن زايد .. نشطاء ينشرون صوراً تُكذب الرواية الرسمية!

وقالت “فرير”: “هناك بعض التكهنات بأن أبو ظبي ستتمتع بسلطة سياسية مركزية بشكل متزايد. وبالطبع كان هذا اتجاهًا مستمرًا منذ عام 2014 على الأقل”.

وأوضحت:”هناك المزيد من مركزية السلطة في يد أبناء فاطمة ـ الأبناء الستة لفاطمة بنت مبارك الكتبي الزوجة الثالثة للشيخ زايد والمعروفة باسم أم الوطن ـ ويمكننا أن نرى المزيد من مركزية السلطة بدلاً من توزيعها من خلال النظام الفيدرالي “.

من جانبه قال “أندرياس كريج“، الأستاذ المساعد في كلية الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج بلندن، إنه يعتقد أن هذا سيكون هو الحال.

وأوضح:”بعد أن أصبح محمد بن زايد الآن رئيسًا رسميًا، فمن الواضح أن آل نهيان أصبحوا العائلة المالكة لدولة الإمارات العربية المتحدة.”

وأشار إلى أن هذا “تطور سيؤدي بالتأكيد إلى مزيد من التكامل والمزيد من تركيز السلطة في أبو ظبي، وتقليل الفيدرالية مع المزيد من المركزية، وهو نوع من التقويض كان سببا في ظهور الإمارات العربية المتحدة قبل أكثر من 50 عاما.”

من سيكون ولي العهد الجديد؟

والسؤال المفتوح الذي يمثل أهمية كبيرة لمستقبل الإمارات، هو من الذي سيحل محل محمد بن زايد باعتباره ولي عهد أبوظبي القادم؟.

ونظرًا لمدى تمركز السلطة في الإمارات في أبو ظبي، فإن هذا سيحدد بشكل أساسي من هو ولي العهد التالي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ويتفق الخبراء على أن هناك اثنين من المتنافسين هما الأكثر احتمالا لشغور هذا المنصب. الأول الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ورئيس مكتب أبوظبي التنفيذي.

ويشرف أيضا على بعض أعمال مجال أمن المعلومات والاستخبارات المحلية.

خالد بن محمد بن زايد وطحنون بن زايد

والثاني هو مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات طحنون بن زايد آل نهيان الذي يدير أيضا مناصب رئيسية في الحكومة. وكلاهما من الرجلل الأقوياء في أبو ظبي مع إمكانية الوصول إلى الشبكات الحيوية في الإمارات العربية المتحدة.

مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد

وكان هناك قدرا كبيرا من الصراع الداخلي في أبو ظبي بين هذين المتنافسين. والذي استمر لأكثر من عام حيث نرى طحنون يحاول الحصول على مزيد من النفوذ.

وقال “كريج” لقناة الجزيرة، إن طحنون بن زايد يبدو أنه الخيار الأكثر ترجيحًا، بالنظر إلى قوته وشبكاته الخاصة في أبو ظبي، ليصبح ولي عهد أبوظبي القادم.

واضاف كريج:”السؤال هو إلى متى سيحكم محمد بن زايد. قد يمر عقدين وفي ذلك الوقت سيكون طحنون أيضًا كبيرا بالسن. لذلك هناك خيار واضح لتهيئة خالد حيث أنه أصغر من طحنون بعشر سنوات، ليصبح ولي العهد القادم أو أن يصبح الحاكم التالي لأبو ظبي والإمارات العربية المتحدة في غضون 20 عامًا.”

الاستقرار هو الأولوية

ومع ذلك، يجب أن يراعي مراقبو عملية الخلافة، حقيقة أن الإمارات العربية المتحدة قد لا تعلن عن اسم ولي العهد في أي وقت قريب.

حيث القيام بذلك غير مطلوب في هذا الوقت. وبالنسبة للقيادة في أبوظبي فإن الحفاظ على التماسك والاستقرار في الدولة هو الأولوية.

وبغض النظر عمن سيحل مكان محمد بن زايد ليكون ولي العهد القادم لأبو ظبي، فإن السؤال الحساس الذي يستحق طرحه هو – كيف ستتواصل أبوظبي ودبي والإمارات الخمس الأخرى مع بعضها البعض في فترة ما بعد الشيخ خليفة إذا تولى الرئيس الإماراتي الجديد ذلك.

ربما سيخبرنا الزمن القريب بهذه الإجابة.

لكن في الوقت الحالي، حافظت الإمارات على نفسها كاتحاد مزدهر تغلب على العديد من تحديات الحكم في الماضي.

ويسلط اختيار محمد بن زايد، رئيسًا لدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكمًا لإمارة أبوظبي، الضوء على أن “هذا الاتحاد لا يزال يتمتع بسلطة باقية”، كما أشارت فرير.