شذى حنايشة رفيقة الشهيدة شيرين أبو عاقلة تدون “خسارة شيرين لا يستوعبها عقل”

وطن – عبرت الصحفية الفلسطينية، شذى حنايشة، التي كانت برفقة مراسلة قناة “الجزيرة” في الأراضي المحتلة، شيرين أبو عاقلة لحظة استشهادها عن مدى الحزن العميق الذي تشعر به تجاه فقدان الشهيدة، متحدثة عن رهبة التلميذ في حضرة معلمه.

وقالت “حنايشة” في منشور لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” رصدتها “وطن“: “عندما كنت التقي شيرين في أي مكان بالميدان، كان دائمًا لدي نحوها تلك الرهبة التي حملتها معي منذ كنت طفلة في السادسة من عمرها تراقبها بشغف عبر شاشة التلفاز”.

شذى حنايشة والشهيدة شيرين لحظة اطلاق النار اتجاههما

رهبة التلميذ من المعلم

وأوضحت أنه “رغم أنني أصبحت “زميلة صحفية” إلا أن رهبة المعلم ظلت ترافقني، وفي كل مرة كنت التقي بها أصاب بـ لعثمة الطفلة التي كانت تقلدها، أسلم عليها سريعًا وأرحب بها في جنين وأمضي إلى عملي”.

وفي تعبيرها عن رهبة وفجاعة الحدث، قالت “حنايشة”: “لو أخبرتم تلك الطفلة أنها ستكبر وستعيش هذه اللحظات لما كبرت لتصبح صحفية اليوم”.

شذى حنايشة

وأكدت على أن “كل ما حدث شيء وخسارة “شيرين أبو عاقلة” شيء آخر لا يستوعبه عقل ولكن ما يخفف عنا هو محبة الناس لشيرين التي رأيناها في عيونهم وكلماتهم ودموعهم ومرافقتها في مسيرها الأخير من جنين إلى القدس كما رافقتهم طوال حياتها الصحفية”، مشددة على أنه مهما تحدثت فإن الكلمات ستظل ناقصة، بحسب قولها.

البطل شريف العزب

كما عبرت “حنايشة” عن شكرها ووفائها “للبطل شريف العزب الذي لم يفكر بحياته وخاطر بنفسه وسط الرصاص وهو يتقدم نحوي ونحو شيرين لإنقاذنا”.

الشاب شريف العزب الذي حمل جثمان الشهيدة شيرين وأنقذ شذى

وعبرت “حنايشة” كذلك عن امتنانها لزميلها “مجاهد السعدي وزميلي علي السمودي والزميل مجدي بنورة المصور الذي وثق ما حدث رغم صعوبة الموقف بالنسبة له”.

الحقيقة ودحض أكاذيب الاحتلال

وأكدت على أن ما يدفعها “للوقوف حتى هذه اللحظة هو قول الحقيقة، ودحض أكاذيب الاحتلال”. مؤكدة على أنه ستظل تقول: أن من اغتال شيرين أبو عاقلة هم جنود الاحتلال ومن أطلق النار علينا هم جنود الاحتلال، وأن ما يتداوله الاحتلال هو مجرد أكاذيب لتغطية جريمتهم”.

واختتمت “حنايشة” تدوينتها بالقول:”ستظل هذه الذكرى، ستظل وترافقنا جميعًا، كلنا من أصغر طفل راقب الورود التي تلقى على موكب الحبيبة شيرين إلى أكبر شاهد على جريمة الاحتلال في جنين والقدس المحتلة”.

وكانت الصحفية الفلسطينية شذى حنايشة، مرافقة الشهيدة شيرين أبو عاقلة لحظة اغتيالها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد وصفت اللحظات الأخيرة قبل وبعد استشهادها.

شذى حنايشة والشهيدة شيرين

تعمد الاحتلال استهداف الصحفيين

وقالت شذى خلال مقابلة من جنين مع “برنامج المسائية” المذاع على قناة “الجزيرة مباشر”، إن قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر الصحفيين الموجودين في المكان، وأطلقت النار عليهم بشكل متعمد.

وتحدثت شذى عن اللحظات الأولى لإصابة شيرين أمام أعينها وقالت “كنت أحاول الوصول لشيرين وأمد يدي لها، وكلما اقترب منها كانت قوات الاحتلال تطلق النار علينا، واستمر إطلاق النار على الشجرة التي كنت احتمي وراءها”.

وأضافت أنها صرخت تستغيث وتطلب ممن حولها أن يتصلوا بخدمة الإسعاف، وعندما حاول أحد الشباب الاقتراب منهم أطلقت قوات الاحتلال النار عليه، فطلبت شذى منه الابتعاد لخطورة الموقف.

وتابعت: “شيرين وقعت على وجهها بعد إصابتها بالرصاص، وحاولت الاقتراب منها إلا أن إطلاق النار المستمر من قوات الاحتلال اضطرني للتراجع”، ووصفت شذى ذلك الموقف بأنه أصعب المواقف التي تعرضت لها في حياتها.

ترصد قوات الاحتلال للشهيدة شيرين أبو عاقلة

وقالت إن قوات الاحتلال كان يمكنها أن تطلق فقط طلقات تحذيرية لأنهم كانوا أمامه مباشرة، ولكن القوات انتظرت وصولهم (شيرين وشذى) إلى مكان يصعب الرجوع منه لأن جدارًا كان خلفهم، وأطلق النار عليهم، مؤكدة أن الاحتلال تعمد اغتيال الزميلة شيرين.

وشددت على أن المكان الذي كانت تقف فيه مع شيرين لم يكن يشهد أي مواجهات أو إطلاق نار بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، مؤكدة أن المكان الذي أُطلق منه الرصاص عليهم جاء من جهة المركبات التي كان يستقلها جيش الاحتلال.

YouTube video player

وصباح الأربعاء الماضي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شيرين أبو عاقلة شير “جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين”.

واتهمت كل من شبكة “الجزيرة” والسلطة الفلسطينية، إسرائيل، بتعمد قتل “شيرين” بإطلاق النار عليها، بينما كانت تمارس عملها، فيما زعم تقرير “أولي” أصدره الجيش الاسرائيلي، الجمعة، إنه خَلُص إلى أنه “لا يمكن تحديد مصدر إطلاق النار الذي أصاب الصحفية”، وأدى إلى مقتلها.

اقرأ أيضا:

Exit mobile version