خطاب جمال مبارك.. سبب إلقائه من الإمارات وموقف نظام “السيسي” منه.. باحث يجيب
شارك الموضوع:
وطن – علق الأكاديمي والباحث المصري في جامعة برلين، الدكتور تقادم الخطيب، على الخطاب الأخير لجمال مبارك، نجل الرئيس المصري الراحل حسني مبارك الذي ألقاه من الإمارات. مؤكدا بأن الخطاب له أبعاد عديدة، طارحا تساؤلات حول لماذا أصدر خطابه من الإمارات، وهل ينوي بالفعل الترشح لرئاسة الجمهورية وما هو رد فعل نظام السيسي في الأيام القادمة؟
وقال “الخطيب” في مقطع فيديو نشره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن هناك أربعة نقاط أساسية تتعلق بالخطاب، وأن النقطة الأولى متعلقة بنقطتين أساسيتين داخل الخطاب لم يلتفت إليهما أحد ولماذا كان الخطاب باللغة الإنجليزية؟، ولماذا الإمارات بالتحديد؟، وما هو موقف المؤسسة العسكرية؟
التركيز على إدانة القضاء المصري
وأوضح الباحث بأن النقطتين اللتين لفتتا انتباهه في الخطاب هما عندما تحدث جـمال مبارك عن الحكم القضائي الذي أصدره القضاء المصري. مشيرا بأنه ركز بصورة واضحة على إدانة المؤسسة القضائية في مصر، وشدد على اقتباساته من حكم المحكمة الأوروبية، الذي نص على أن المحاكمة في مصر لم تقم على إجراءات سليمة ولم تضمن للمتهمين محاكمة عادلة.
تحليل خطاب جمال مبارك بالأمس، ولماذا أصدر خطابه من الإمارات، وهل ينوي بالفعل الترشح لرئاسة الجمهورية وماهو رد فعل نظام السيسي في الأيام القادمة ضد جمال. https://t.co/UULoFecBEE
— Taqadum Al-Khatib (@taqadum) May 18, 2022
ولفت “الخطيب” إلى أن الخطاب تضمن نقطة أخرى مهمة تتحدث عن أعضاء نظام “مبارك”، وإشارته لحكم المحكمة الأوروبية الذي أكد على أن هؤلاء الأعضاء لم يستخدموا في شبهات فساد او سرقة أو غير ذلك، بحسب زعمه.
ونوه “الخطيب ” إلى أن تركيز جمال مبارك في خطابه على الحقوق الأساسية الواردة في الدستور المصري يطرح عددا من الأسئلة المعلقة، والتي لن يجيب عليها سوى الأيام القادمة.
وقال إن أول هذه التساؤلات هي: هل ينوي جمال مبارك الترشح لرئاسة الجمهورية، على الرغم من صدور حكم قضائي مصري نهائي وبات يدينه وبالتالي يمنع من ممارسة حقوقه السياسية حتى عام 2024.
الخطاب يحمل رسالة للغرب
وأوضح أن حديثه باللغة الإنجليزية يحمل رسالة للغرب حول ترشحه، وكأنه ينبه الغرب مسبقا في حال تعرض لإجراءات لو عزم على الترشح لرئاسة مصر.
وفيما يتعلق بتعمد جـمال مبارك إلقاء خطابه من الإمارات، أشار “الخطيب” إلى أنباء التي تتحدث عن وجود
خلافات سياسية قائمة بين حاليا بين النظامين المصري والإمارات، مشيرا إلى عدم جزمه بها. موضحا أن الأهم هو هل قام جمال مبارك ببث خطابه من الإمارات بالتنسيق مع النظام الإماراتي، مؤكدا بأن بث الخطاب تم بالتنسيق مع حكومة أبوظبي.
وأشار “ألخطيب” إلى أن موافقة أبو ظبي على بث الخطاب، يعني أنها ربما ستشكل غطاء سياسي دولي لجمال مبارك في حال ترشح لرئاسة مصر.
المؤسسة العسكرية المصرية تقود التغيير
كما تحدث “الخطيب” عن رد فعل النظام في مصر على الخطاب، مشيرا إلى أنه في ظل عدم وجود قاعدة جماهيرية عريضة تقود التغيير فإن المؤسسة العسكرية المصرية هي التي تقوم بالتغيير، منوها إلى إن كان جمال مبارك قد أخطأ التقدير قبل بث خطابه.
وتساءل حول عن كانت المؤسسة العسكرية ستسمح بترشح جمال مبارك على الرغم من أنها هي من رفضت التوريث سابقا، وقامت بمساندة ثورة 25يناير من أجل إفشال هذا المشروع.
المؤسسة العسكرية لن تغفر لجمال مبارك خطابه
وعبر “الخطيب” عن اعتقاده بأن المؤسسة العسكرية لن تغفر لجمال مبارك هذه الخطوة ولن تقبل بترشحه للرئاسة في حال قرر ذلك. متوقعا قيام النظام بحملة إعلامية شرسة ضده جمال مبارك ومحاولة تشويهه بصورة اكبر.
كما لفت إلى أن تركيز جمال مبارك على إدانة القضاء المصري في خطابه، سيكون مدخلا لرجال النظام الحالي لرفع قضايا تتهمه بالإساءة للقضاء وبالتالي صدور حكم آخر ضده يبعده عن الترشح.
وأشار “الخطيب” أيضا إلى إمكانية اندلاع نزاع بين القاهرة وأبو ظبي وممارسة ضغوط على الأخيرة، من اجل تسليم جمال مبارك أو إسكاته. موضحا في الوقت نفسه على أن العلاقة الاسرية بين “آل زايد” و”آل مبارك” لن تسمح لأبوظبي بتسليمه كما فعلت مع أحمد شفيق.
وكان جمال مبارك، النجل الأكبر للرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، قد فاجأ الجميع ببيان صحفي من أسرة مبارك بشأن ما وصفه بـ”الاختتام الناجح لجميع الإجراءات القضائية الدولية الخاصة بالأسرة”.
بيان جمال مبارك
ونشر جمال مبارك بيانه الذي تلاه باللغة الإنجليزية وفي أول ظهور علني له وهو يتحدث، منذ الإطاحة بوالده في ثورة 25 يناير الشعبية عام 2011، على قناة “Mubarak archives” بيوتيوب.
وقال “جمال” في خطابه إنه باسمه واسم والده وأسرته وللتاريخ، يود أن يؤكد على بعض النقاط الأساسية فيما يتعلق بالإجراءات القانونية أمام محاكم الاتحاد الأوروبي وخارجه.
وشدد على أن هذا البيان يأتي ردا على الحملة الإعلامية الدولية المتواصلة حول ما وصفه بالإدعاءات الكاذبة بالفساد ضد عائلة مبارك منذ ما يقرب من 10 سنوات.
وأوضح جمال مبارك أنه لا يمكنه هو ولا أسرته أن يظلوا صامتين بعد الآن، بشأن هذه التقارير التي تشهر بهم، مشددا على أنه “حان الوقت للرد وبشكل مباشر.”
وكشف نجل مبارك أن الإجراءات التقييدية الواسعة النطاق التي فرضها مجلس الاتحاد الأوروبي ضد الرئيس المصري الراحل وعائلته، والتي استمرت لما يزيد عن 10 سنوات، قد وصلت الآن إلى نهايتها.
انتهاء عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد أسرة مبارك
مشيرا إلى أن القانون والمحاكمات برأتهم تماما من التهم التي نسبت لهم، ليؤكد ذلك أن عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد أسرة مبارك كانت غير قانونية، حسب زعمه.
وأضاف أن المخلوع مبارك ذاته كان يود توضيح هذا بنفسه، غير أن وفاته قبل الانتهاء من هذه الإجراءات حملته هذا العبء على كتفه، وأنه سيحمله بكل شرف وفخر.
واستطرد جمال مبارك في بيانه: “بعد 10 سنوات من التحقيقات والعديد من الإجراءات القضائية في عدة دول، ثبت أن كل الادعاءات الموجهة ضدي أسرة مبارك كانت كاذبة تماما”.
كما شدد جمال على أنه “لا يوجد دليل واحد على أن والده حسني مبارك أو والدته سوزان مبارك، قد تملكا أصول خارجية من أي نوع.”
وتابع أنه “لم تثبت أيضا صحة الادعاءات بأن أفرادا آخرين من أسرة مبارك أخفوا أصولا في الخارج.”، وأوضح أنهم كانوا يفصحون بكل شفافية وبشكل طوعي عن ممتلكاتهم، وأنه تبين قضائيا أن كافة مصادر الدخل الخاصة به وبشقيقه علاء مبارك، هي مصادر مشروعة.
جمال مبارك يوجه كلمة لوالده
وفي بيانه أيضا وجه جمال كلمة لوالده حسني مبارك “الذي ربما ينظر إلينا الآن”، بحسب قوله.
وقال جمال إن القدر لم يمهل والده ليشهد نهاية الإجراءات القانونية التي اتخذت ضده، بما في ذلك الإجراءات الخاصة بمجلس الاتحاد الأوروبي.