خاص وطن – قال مدير الحرم الابراهيمي الشريف الشيخ غسان الرجبي إن الحرم يتعرض لأكبر عملية تهويد منذ احتلال مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة عام 1967، ومنذ تقسيم الحرم بعد المجزرة عام 1994.
وأكد الرجبي لـ وطن أن هناك سلسلة من المخططات المعدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لتغيير معالم الحرم الابراهيمي الإسلامي الخالص، ليستوعب أكبر عدد من المستوطنين والسياح الاجانب واليهود.
مسار سياحي
وأضاف: “إزالة أجزاء من الدرج التاريخي للحرم مؤخرا من أجل ايصاله بمصعد كهربائي يزيد من سيطرة الاحتلال على الحرم”.
وقال الرجبي إن المسار السياحي الجديد من الدرج المخرب إلى المصعد سيكون بطول 239 مترا، ويهدف إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الحرم الإبراهيمي لصالح المستوطنين والسياح على حساب المواطنين الفلسطينيين، ويعتبر تخريب الدرج هو ثاني أكبر مشروع وهجمة استيطانية على الحرم بعد المصعد الكهربائي، وبعد السيطرة على أجزاء واسعة منه.
وعن الدور الفلسطيني في حماية الحرم، أجاب الرجبي لـ وطن إن وزارة الاوقاف الفلسطينية تتابع وترصد هذه الاعتداءات وترسلها الى الجهات المختصة، وخاصة اليونسكو التي صنفت الحرم الابراهيمي عام 2017 على قائمة التراث العالمي، كتراث فلسطيني.
تضييق على الفلسطينيين
كما أن تقسيم البلدة القديمة في الخليل، وفق الرجبي، وعدم السماح للمواطنين الفلسطينيين بالدخول الى الحرم الا بالتفتيش الجسدي والأمني، والسماح للمستوطنين بالتواجد الدائم وبأسلحتهم يزيد الامور تعقيدا في حماية الحرم والتواجد فيه.
وأضاف أن الاحتلال منع مدير العلاقات العامة في الدائرة المسؤولة عن الحرم رائد مسودة من دخول الحرم لمجرد تصويره وتوثيقه لتخريب الدرج التاريخي، ومنعته لمدة 3 أيام من الوصول إلى المنطقة، وتمنع مئات الفلسطينيين من الدخول بسبب انتشار الحواجز العسكرية والتواجد الدائم للاحتلال في المنطقة.
كما أن المواطنين وأهالي الخليل وعائلاتها والجهات الرسمية والشعبية دعت مؤخرا الى التواجد والرباط في الحرم وأداء الصلوات فيه، ونظم مواطنو الخليل مسيرة وصلت إلى حدود البلدة القديمة مؤخرا، إلا أن الاحتلال قمعها واعتقل وأصاب العشرات منها.
حماية احتلالية
وبالرغم من كل ذلك، وفق الرجبي، فإن هناك حملات واسعة للتواجد في الحرم ومحاولة صد هذه الهجمة الاستيطانية كما باقي الهجمات الاخرى، لأن الحرم فيه مجموعة من التغيرات التاريخية بتغير شكل الحرم من اسلامي إلى يهودي، ومحاولة تحقيق هدف ديمغرافي بزيادة عدد المستوطنين على حساب الفلسطينيين.
وكذلك هناك هدف سياحي اقتصادي بتسهيل دخول السياح الاجانب والمستوطنين، وفق الرجبي، بالرغم من تواجدهم السهل منذ تقسيم الحرم من قبل لجنة “شمغار” بعد المجزرة عام 1994، ومنع الفلسطينيين من الوصول في حين يصول المستوطن ويجول في المنطقة محميا بآلة البطش الاحتلالية.