وطن – نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تقريرا قالت فيه إن تولي السلطان هيثم بن طارق الحكم في سلطنة عمان عقب رحيل السلطان قابوس بن سعيد الذي حكم البلاد لمدة 50 عاما، شكلت بداية حقبة جديدة للسلطنة.
وتحت عنوان: “عُمان.. صحوة سُلطان طوت صفحة قابوس”، قالت الصحيفة أن حكم السلطان هيثم يبدو أكثر تواضعا من حكم السلطان قابوس.
وأشارت إلى انه عمليا لا توجد صورة له في شوارع مسقط في حين تم تقليص عدد الوزراء، وعيّن وزيراً فخرياً للخارجية. والشيء نفسه بالنسبة لحقيبة الدفاع، ومنصب محافظ البنك المركزي.
وأوضحت الصحيفة أن دبلوماسية سلطنة عمان تتمحور حول البحث عن وساطة والحرص على عدم قطع أي علاقات مع أي دولة، من سوريا بشار الأسد إلى روسيا فلاديمير بوتين عبر إسرائيل.
تهدئة العلاقات مع السعودية والإمارات
ولفتت إلى ان السلطنة في عهد السلطان هيثم بن طارق، قد هدأت علاقاتها مع جيرانها السعوديين والإماراتيين، الذين ألقوا باللوم على السلطان الراحل قابوس لقربه من إيران.
ولفتت إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حجز لسلطنة عمان المحطة الأولى في جولته الخليجية الأخيرة.
وقالت الصحيفة، إنه للمرة الأولى، يربط طريق بين عمان والعربية السعودية التي تنوي الاستفادة من الموانئ العمانية للوصول إلى المحيط الهندي.
معتبرة أنه ربما لأنها الدولة العربية الوحيدة التي لم تقدم جهاديًا واحدًا للحركات الإسلامية الراديكالية. مؤكدة ان السلطنة هي بلد يحترم التقاليد وينبذ التطرف.
وتابعت الصحيفة أنه على عكس بعض دول الخليج، لا تطالب عمان بأي شيء مقابل وساطتها.
وتشير إلى أنه بالتأكيد يدافع العمانيون عن مصالحهم الاقتصادية، لكنهم لن يتدخلوا أبدًا، حتى لو كانت هناك مذبحة بالقرب من منازلهم.
ووصفت الصحيفة السلطنة بانها مزيج مدهش بين سويسرا والنرويج في منطقة غير مستقرة للغاية.
واوضحت أن عمان أظهرت ذلك للتو مرة أخرى من خلال إخراج اثنين من الفرنسيين من اليمن المجاورة تقطعت بهم السبل على حدودها.
مشكلة البطالة وسعي السلطان إلى حلها
وفيما يتعلق بمشكلة البطالة، قالت الصحيفة أن السلطان الجديد، هيثم بن طارق، ابن عم قابوس الذي كان يتولى منصب وزير الثقافة، يعطي توجيهات حازمة لبلده.
فكما هو الحال في ممالك الخليج الأخرى، يطرق الشباب العماني الباب. حيث أن نحو 700 ألف شاب -53 في المئة منهم تحت سن 25- سيدخلون سوق العمل خلال السنوات العشر القادمة.
ولفتت إلى أنه كما هو الحال في العربية السعودية الغنية، فإن عدد من الوظائف “عمنت” والنتيجة مغادرة 300 ألف أجنبي عمان منذ عام 2020، وخاصة الهنود والبنغلاديشيين.
وأوضحت الصحيفة أن السلطات في عمان حددت “التَّعمين” نسبة إلى عمان حسب القطاع.
وبعض الوظائف محجوزة بشكل صارم للمواطنين، مثل سائقي سيارات الأجرة وموظفي الاستقبال في الفنادق. في الجيش أيضًا تم طرد الأجانب.
لكن في محلات السوبر ماركت، ليس كل أمين الصندوق عمانيًا بعد. وفي التعليم الوطني أو الطب، ما يزال العديد من الأجانب ضروريين.
واختمت الصحيفة حديثها عن الموضوع بالقول: “باختصار، التقدم بطيء في بلد يعتبر فيه تشغيل الشباب وتدريبهم تحديًا حقيقيًا”. ناقلة عن أروى البلوشي، المديرة التنفيذية الشابة في الصندوق السيادي، الذي أعاد السلطان الجديد هيكلته، قولها إن “تعمين الوظائف هو من أكثر القضايا حساسية”.
وأضافت أنه ما يزال على السلطان أن يكسب القلوب. كما تشير المسؤولة العمانية، قائلة: “لأننا هنا. كما في أي مكان آخر في الخليج. نشهد ظهور الرأي العام”.