وثيقة متداولة تزعم العدد الحقيقي لقتلى فض اعتصامي رابعة والنهضة.. والداخلية المصرية تعلق
وطن – تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وثيقة قيل إنها صادرة عن وزارة الداخلية المصرية وتخص الأعداد الحقيقية لقتلى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 2013، فيما نفت الوزارة صحة الوثيقة.
الوثيقة التي انتشرت كالنار في الهشيم، زعمت أن أعداد قتلى فض اعتصام رابعة العدوية وصل إلى 10 آلاف و583 قتيلًا، وإصابة 3471 شخصًا، فيما وصل عدد قتلى فض اعتصام ميدان النهضة إلى 261 قتيلًا وإصابة 493 شخصًا، فيما وصل عدد معتقلي الميدانين إلى 13 ألفًا و592 شخصا.
https://twitter.com/givara171972001/status/1532559529598230533?s=20&t=swdVnI_OyejW6Nr1fX8jlQ
وفيما تناقض هذه الأرقام ما دأبت السلطات المصرية على إعلانه بشأن ضحايا فض الاعتصامين، فقد نفت وزارة الداخلية صحة الوثيقة.
وقالت الوزارة، في بيان اطلع عليه “وطن“، إنه لا صحة لما تمّ تداوله على أحد الحسابات الخاصة بأحد عناصر جماعة الإخوان (التي تصنفها القاهرة إرهابية)، بشأن خطاب منسوب صدوره عن إحدى جهات وزارة الداخلية متضمنًا أعداد القتلى والجرحى والمعتقلين خلال أحداث فض الإعتصامات بميدانى رابعة العدوية والنهضة.
https://twitter.com/RassdNewsN/status/1532384058642251778?s=20&t=GqTSbS6JLfCt1sojTi_aWg
الداخلية المصرية أشارت إلى أنّ ما تمّ تداوله عارٍ تمامًا من الصحة جملةً وتفصيلاً، وتحدّثت عن أن الأمر يأتي ضمن ما اعتبرتها “أكاذيب” تروجها جماعة الإخوان.
وفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة أحد أكثر الأحداث الدامية في مصر خلال السنوات القليلة الماضية، عندما فضّت قوات الشرطة اعتصامين واسعين لجماعة الإخوان في شرق وجنوب القاهرة، تم تنظيمهما اعتراضا على إزاحة الجيش للرئيس الراحل محمد مرسي، في أعقاب تظاهرات اندلعت في 30 يونيو من ذلك العام، ويُحاجج الجيش بأنه استجاب لما أسماها “رغبة الشعب”، بينما يُتهم من قِبل معارضيه بأنه نفّذ ما يُطلقون عليه “انقلابًا عسكريًّا”.
ولا يوجد إحصاء رسمي من جهة مستقلة يُحصي عدد ضحايا وجرحى ومعتقلي فض الاعتصامين، ليظل عدد الضحايا واحدًا من أكثر الأسئلة المعلقة في العقود الأخيرة في مصر.
https://twitter.com/AJA_Egypt/status/1532626158881234946?s=20&t=swdVnI_OyejW6Nr1fX8jlQ
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قد أفادت في 2015، بأن عدد القتلى في ميدان رابعة العدوية وصل 817 حالة، وفي النهضة 87 حالة، وأن هناك 40 جثة كانت محترقة.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة المصرية في 15 أغسطس 2013، اليوم التالي لفض الاعتصامين، سقوط 638 قتيلاً و3994 مصاباً على مستوى مصر كلها، بينهم – حسبما قالت – 333 قتيلاً مدنياً و7 ضباط سقطوا في رابعة.
في سبتمبر من العام نفسه، أفادت مصلحة الطب الشرعي في مصر بأنّ عدد الوفيات في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية 333 حالة بينها 247 حالة معلومة و52 حالة مجهولة، و7 حالات من الشرطة.
بينما بلغ عدد الوفيات في فض اعتصام النهضة – وفق إعلان المصلحة – 27 حالة، بينهم 20 حالة معلومة و5 حالات مجهولة، بينهم 3 جثث متفحمة وحالتان للشرطة.
https://twitter.com/ccleave8/status/1530539386160525314?s=20&t=swdVnI_OyejW6Nr1fX8jlQ
يأتي هذا فيما أحصى تقرير لجنة تعرف باسم “تقصي حقائق 30 يونيو” أن عدد القتلى 607 في رابعة العدوية، وادعت أن من بين القتلى مواطنين أطلق عليهم الرصاص من مسلحين زعمت وجودهم داخل الاعتصام، مقابل 88 قتيلاً في فض النهضة.
ولم يتسنَ لـ”وطن” الحصول على إحصاء من مصدر مستقل، بيد أنّ العديد من المنظمات الحقوقية تقول إنّ فض الاعتصامين بقعة سوداء في تاريخ مصر الحديث.