“وطن” تُحاور علياء أبو تايه الحويطي وتكشف قمع وتهجير “الحويطات” لإقامة مشروع نيوم
خاص وطن – لم تكن حقيقة مشروع نيوم مثل ما تصوره السلطات السعودية، فنيوم يسوق له النظام على انه مدينة المستقبل، مدينة ذكية ومستدامة تزيد مساحتها الاجمالية عن 26500 كيلومتر شمال غرب المملكة بـإمارة منطقة تبوك بمحافظة ضباء.
مدينة من المستقبل، يرى أهالي قبيلة الحويطات، أنها ستبنى بدمائهم وعظامهم لاسيما بعد حملة التهجير والترهيب التي تعرضوا لها من السلطات لاجبارهم على ترك أراضيهم لاقامة مشروع نيوم.
ورغم تمسك الحويطات برفضهم مغادرة أراضيهم الا ان السلطات ماضية في قرارها بتهجير أصحاب الأرض وترهيبهم بشتى الأساليب من قتل وخطف ولعل مقتل عبدالرحيم الحويطي كان الشرارة لحملة قادها الحويطات واجتاحت السوشيل ميديا مطالبة بالعدال لضحايا نيوم لتأخذ بعد ذلك القضية بعدا عالميا ودوليا.
قضية خفت بريقها اعلاميا لفترة ثم عادت للظهور مجددا بعد ما كشفته تقارير وسائل اعلام عالمية عن استقالة عدد من مديري المشروع.
“وطن” حاورت الناشطة السياسية والحقوقية السعودية علياء أبو تايه الحويطي حول مشروع نيوم وما جناه الحويطات منه وعن تطور القضية ومطالباتهم بهذا الخصوص، وكان هذا الحوار:
-
17 حزيران 2020، انطلقت حملة بعنوان العدالة لضحايا نيوم، انطفأت هذه القضية، وعادت للظهور مجددا، هل هناك تطورات بهذا الخصوص!
– في الحقيقة القضية لم تنطفئ ابدا، الذي انطفأ هو الوهج على تويتر وعلى السوشيل ميديا من الجهات المتضررة وهم الحويطات، وهؤلاء انطفت مشاركاتهم لأسباب قسرية من مزاولة الارهاب عليهم من حكومة بن سلمان ومهاجمة كل من يكتب.
القضية لم تمت ولم تنطفئ، هي تسير في كل الاتجاهات الا ان الأصوات الكثيرة قلت وكان ذلك لاعتقال اخوة الشهيد عبدالرحيم الحويطي واعتقال العديد من النشطاء الذين كانوا يطالبون على تويتر بالعدالة وبرفضهم التهجير، تم القبض عليهم وجعلهم مضرب مثل لضرب التحركات على السوشيل ميديا.
فحكومة محمد بن سلمان تعتقل أي شخص يعترض على التهجير ولو بكلمة وهناك أكثر من 150 معتقلا من ضمنهم اشقاء الحويطي محمود أحمد ابو طقيقة وعبدالناصر احمد محمود الحويطي واحمد عبدالناصر واحمد محمود الحويطي ابن اخ الشهيد، الذي يتعرضون للمضايقات الشديدة والتعذيب، وشقيق الشهيد شادلي احمد أبو طقيقة بالسجن الانفرادي وهو مضرب عن الطعام.
من الجانب القانوني القضية مستمرة لكن من الجانب الاعلامي مغيبة وقل الحديث عنها باستثنائي أنا وبعض القائمين على الحملة.
-
فيم تتمثل أساليب الردع والترهيب التي تنتهجها السلطات؟
– هم يراقبون صفحات التواصل الاجتماعي من خلال اجهزة حديثة جدا ومتطورة على غرار طائرات درون تطير في الأماكن التي يوجد بها أهل التهجير وأصحاب المهجرين، هذه الطائرات هي من تزويد اسرئيل، ولدينا معلومات حول التنسيق الأمني والتقني مع اسرائيل، طائرات قادرة على اختراق صفحات التواصل الاجتماعي والتعرف على مواقع النشطاء وهوياتهم، وقد تم القبض على كثير من نشطاء الحويطات عن طريق هذه التقنية الحديثة، لذلك اهل الحويطات كانوا اول ما يشاهدون هذه الطائرات يخبؤون هواتفهم واجهزتهم الالكترونية.
في البداية لم يكونوا على دراية بالموضوع، لكن عندما أصبح يقبض عليهم ويتم اعتقالهم بعد أن تمر هذه الطائرات بفترة زمنية لا تتعدى 45 دقيقة، أدركوا دور هذه التقنية الحدثية في القبض عليهم.
هناك ارهاب بالجملة يمارس على أهالي الحويطات، وهذه احدى وسائله علاوة على اعتقال النشطاء من أماكن عملهم أمام زملائهم وقطع الماء والكهرباء واغلاق المدارس ونقل الموظفين الى مناطق في الوسط والجنوب بعيدا عن الشمال. قطعوا ارزاقهم والمرافق الضرورية، فالنظام يمارس كل ما يمكن أن نتخيله من ترهيب.
-
تقارير اعلامية كشفت عن انسحاب الكوادر الأجنبية من المشروع، هل لقضية تهجير الأهالي علاقة بالأمر؟
– لا شك في ذلك فنحن قدمنا خطابا للأمم المتحدة، بالتزامن مع هذا الخطاب وجهنا رسال مباشرة لكل المستثمرين في نيوم أعلمناهم بما تم من تهجير الحويطات ونهيب بهم أن لا يستثمروا على دماء وأشلاء الحويطات.
ذكّرنا بقضية عبدالرحيم الحويطي وكنا على تواصل مستمر معهم لتذكيرهم بانتهاكات حقوق الانسان في هذه المنطقة وأننا سوف نلاحقهم قانونيا ودوليا عبر المحاكم الدولية لأن منطقة نيوم ستكون منطقة دولية مفتوحة ويحق لنا مقاضاتهم دوليا أمام العالم لما اقترفوه من شراء هذه الاراضي والاستثمار من دماء الحويطات وغض البصر عن الانتهاكات التي قام بها محمد بن سلمان لتسليم تلك الاراضي.
-
ناشدتم الأمم المتحدة بالتدخل للتحقيق في القضية، هل هناك استجابة لهذه المناشدات؟
– الأمم المتحدة أرسلت لنا رسائل وتعاطفت معنا ولكن نحن لم نقف عند سماع التعاطف والتهديدات والتحذيرات، الأمم المتحدة وحقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية حذرت، وكل المنظمات الحقوقية حذرت مما يحدث.
الآن تجاوزنا هذه النقطة ونحن في مرحلة القضاء والمسار القانوني الذي نسير به لمقاضاة هذه الشركات والقائمين على مشروع نيوم.
محمد بن سلمان يتوقع انه خرج من اللعبة بالقاءه المسؤولية على هذه الشركات ونحن لا مانع لدينا من ان نتعامل مع اي كان من الشركات سواء كافراد أو شركات عالمية وان نتوجه للقضاء بناء على ما تم من انتهاكات لبناء هذه المشاريع.
-
كيف كانت ردة فعل السلطات وانصار النظام على خلفية الحراك الذي تقودينه لتدويل القضية وايصالها للرأي العام العالمي؟
– هم لا يملكون أي سلطة أو قوة ليكذبون ما نفعل او يذرون الرماد في العيون على اجرامهم، وما حصل موثق وموجود.
طريقتهم الوحيدة كانت الهجوم علينا بشكل شخصي عبر التهديد والوعيد وتشويه السمعة.
حملات بأكملها قامت على قدم وساق بقيادة مركز اعتدال تحت اشراف سعود القحطاني المتهم بقتل جمال خاشقجي. حملات للاساءة لي شخصيا لم تتوقف، كالتشكيك بجنسيتي وتشويه سمعتي وفبركة صور واخبار كاذبة للنيل مني.
-
ما تفاصيل التهديدات التي تتلقينها وأنك ستواجهين مصير خاشقجي؟
– مازالوا في الحقيقة يهددونني بهذا المصير، الآن كل ما اتكلم عن موضوع الحويطي وقتله يهددوني أيضا بمصير عبدالرحيم الحويطي.
الأساليب نفسها والادوات نفسها التي يستخدمونها في الترهيب والقتل والخطف، وصل بهم الأمر ان يلفقوا لي قضية هنا في بريطانيا بأني أدافع عن الارهاب لأني دافعت عن فلسطين. تعودت على أدوات الترهيب منذ 2018.
-
كيف تعاملت مع هذه التهديدات؟ هل ابلغت السلطات البريطانية؟
– السلطات البريطانية على علم بالموضوع وهي تتابع بشكل حثيث قضيتي من 2018، قضيتي عالمية في مستوى بريطانيا ودول الغرب والعالم كله يعلم، أن الحكومة السعودية تطاردني ورأسي مطلوب.
السلطات البريطانية مدركة وتعرف أني في خطر حقيقي ومهددة بشكل جدي، لذلك فكل تحركاتي معلومة للسلطات هنا، ولا أغادر لندن او بريطانيا دون اعلام الحكومة.
-
2016 وقبل بداية الخطوات التنفيذية لمشروع نيوم، تلقيتم وعودا من ولي العهد أن تكونوا جزءا من المشروع لتطوير المنطقة وتحسينها لكن في عام 2020 تم اجباركم على ترك اراضيكم، ما الذي تغير؟ وما هي الأسباب التي جعلت نظام بن سلمان يتراجع عن وعوده؟
– الحقيقة هو لم يتراجع عن وعوده بل كذب. من 2016 الى 2020 لم يكن هو وليا للعهد ولم يكن يملك القوة والسلطة، فكان يغازل أهالي المنطقة بهذا الشكل ليكسبهم حتى يأتي المساحين ويقيسون الأراضي ويستقبلهم أهل المنطقة ويساعدوهم، والأهالي استقبلوهم في بيوتهم أملا في أن تتطور المنطقة.
“تمسكن حتى تمكن”، فعندما امسك بالسلطة أظهر وجها آخر، ورأينا ماذا فعل نظام بن سلمان، امرهم أمرا واستخدم الارهاب مستعينا بأمير تبوك، اما التوقيع بشكل طوعي او تحت التهديد والترهيب مقابل 3 آلاف دولار، ولدينا أدلة عن هذه المسألة.
-
كم عدد الأشخاص الذين نتحدث عن تهجيرهم من موقع المشروع؟
– أكثر من 25 ألف ساكن.
-
ما مصير هؤلاء المهجرين الذين أجبروا على ترك أراضيهم؟
– هؤلاء المهجرين ألقي بهم في مناطق بعيدة، هناك عدد من الأهالي لم يهجروا الى حد الآن، يخرجون من منازلهم للأكل في مناطق بعيدة ثم يعودون.
والمهجرين الأخرين القوا بهم خارج موقع مشروع نيوم، بعضهم تلقى مبلغ 20 أو 50 ألف ريال للتأجير. كلهم حالاتهم ضنكة ومهددين ومجبورين ولا أحد يتحدث للاعلام فالكل مراقب.
هم خارج المنطقة يحاولون ان يلمون شتاتهم وجراحهم ومن بقي فيها هو يعيش تحت الحراسة المشددة، فالمكان مطوق بالجيش. وهناك تحفظ كبير جدا عن مصير من خرج من هذه المنطقة والمغيبين.
-
كم بلغ عدد المعتقلين بسجون محمد بن سلمان حاليا؟
– بالعشرات، تجاوز 150 معتقلا.
-
هل هناك حلول وبدائل يطرحها النظام السعودي مقابل حملة التهجير هذه؟
– النظام السعودي لم يطرح اي حلول ولا بدائل الا عندما وصلت الفضيحة للعالمية.
في البداية كان يعرضون مبلغا يتراوح بين 15 و20 الف ريال أي ما يعادل 3 آلاف دولار بغض النظر عن القيمة المادية الحقيقية لمنزلك. النظام السعودي يعتبر ان هذه الأرض هي ملك للحكومة.
بعد ان اثرنا القضية دوليا وصارت فضيحة عالمية بعد قتل عبد الرحيم الحويطي، قامت السطات بزيادة المبلغ حيث تراوح بين 70 و100 الف ريال، وهي لا تكفي ايجار شقة لمدة 4 أشهر.
التعويض لم يراع القيمة المادية الحقيقية لمنازل الأهالي وممتلكاتهم ومصادر رزقهم. وبلغت مبالغ التعويض لعدد قليل من الأشخاص 600 ألف ريال وهي أيضا غير كافية ولا تشتري قطعة أرض.
علاوة على ذلك فان هذا التعويض وصل الى أناس معينة دون آخرين، ونحن نعرفهم بالأسماء، وأسباب تلقيهم هذا المبلغ معروف لأنهم ساعدوا الحكومة في جلب أسماء الأهالي الذين رفضوا التهجير، هم جواسيس للحكومة وهذا المبلغ كان تكريما لهم.
-
يعني هناك بعض الأشخاص من قبيلة الحويطات الذي تخلى عن القضية وقبل بهذه التعويضات؟
– هناك 4 أو 5 أشخاص والحويطات يعرفونهم، عينهم النظام ولهم أسماء وظيفية في القبيلة، هم من ساعدوا النظام على تهجير الأهالي. والنظام أعطاهم هذا اللقب ووظفهم بهذه المناصب من اجل هذه المهمة.
-
ألا يمكن أن يكون هذا التعاون متأت من خوفهم، لا سيما بعد حملة التهجير والقتل والخطف؟
– لا أحد ينكر ذلك، نعم قد يكون الخوف. بعضهم مجبور لكن كان يجدر بهم أن لا يقبلوا بهذه المناصب الوظيفية في قبيلة الحويطات، فهي مسؤولية.
-
شركة نيوم تتحدث عن ضرورة مغادرة 20 الف شخص وعلي الشهابي عضو مجلس الإدارة يقول ان السلطات تعرض على الناس مساكن في اي مكان يريدونه و1000 منحة دراسية، بداية ما تعليقك على هذه التصريحات؟ وما مدى مصداقيتها؟ وهل هذه التعويضات كافية للأهالي؟
– ردي على هذا هو رد الحويطات وما تم توثيقه في فيديو عبدالرحيم الحويطي “نحن لا نريد تعويضا ولا رحيلا، نحن نعيش في ظل شجره يكفينا”.
عندما يقول علي الشهابي الذي يردد اشاعة النظام الذي قتل خاشقجي وأنكر وقال انه جزأ نفسه، لا نصدق هذا النظام، فالشهابي يردد ديباجة النظام ورد الناس واضح.
ماذا فعل النظام حين قال له عبدالرحيم الحويطي لن نرحل، قاموا بقتله وقالوا انه ارهابي. فهذه التصريحات طبيعية من اجل الخروج من حرج الموقف.
اما بالنسبة للمنح الدراسية، هناك من عرض عليه منح دراسية باسم نيوم بأمريكا ليخرجوهم، ويعودوا ليعملوا حرسا على بوابات المشروع وفي مناشئ الترفيه، ولا يمكنهم التملك.
2 أو 3 بالمائة من قبلوا بهذه البعثة ولكن النظام لم يستطع شراء الكل، هناك اجماع على الرفض.
والنظام أقدم على هذه الخطوة بعد الفضيحة، بعد قتل عبدالرحيم الحويطي بسنة وبعد اشتداد الحملة والانتقادات الدولية.
مشروع الدم نيوم، والناس بدأت تدرك انه مشروع فنتازي خيالي، لا يمكن أن يكون على ارض الواقع.
-
هل تعتبرون تصريحات المسؤولين من هناك وهناك، مصيدة للأهالي لاغرائهم بالخروج ووعود لا اثر لها على أرض الواقع؟
– نحن تعودنا على مراوغة النظام، حين يفضحون، ولا ننسى ان العالم قبل خاشقجي ليس كالعالم بعد خاشقجي، مصداقية السعودية انتهت بعد قتل خاشقجي، هم لا يريدون فضيحة خاشقجي جديدة، وفضيحة عبدالرحيم الحويطي أكبر بكثير من فضيحة خاشقجي لأنه كان في ارضه ووثق كل شيء. فالحكومة لا تستطيع ان تتحمل خاشقجيين اثنين في نقد ادائهم. فأسلوبها في المراوغة لا بد منه.
انا لا أثق والحويطات أيضا لا يثقون ومن لا يثق مصيره اما التشويه او القتل او السجن. وهناك من حدثني من الأهالي ان النظام اقترح عليهم مبلغ 50 الف ريال في البداية ومغادرة أرضه حتى يتسنى للمساح قياسها على أن يتم منحه بعد ذلك 100 الف ريال، وبعد ان خرج لم يتم السماح لهم بالعودة ولم يتمكن حتى من دخول باب الامارة وهددوه في حال عودته مجددا.
-
ماهي مطالباتكم؟ هل هناك صيغة ترونها يمكن من خلالها القبول بهذا المشروع على أراضي قبيلة الحويطات؟
– ما حصل انهم حاصروا اراضي الحويطات كلها بالدبابات، هم سيطروا على هذه الأراضي وفعليا بدؤوا بوهب هذه الاراضي دون مشاريع، الى الآن لم تبن اي مشاريع، فقط نزلين او ثلاث، والاراضي وهبت للشركات التي يدعون انها اجنبية للاستثمار فيها.
نحن الآن لا يمكن ان نعيد الأراضي، يمكننا فقط ان نأخذ الأراضي عن طريق المحاكم الدولية وفضح كيفية الالتفاف وترهيب الحويطات لترك أراضيهم وهذا ما نعمل عليهم الآن.
بالقانون سنعيد أراضينا ونفضح محمد بن سلمان ودور الشركات المتواطئة التي كانت على علم قبل ان تستثمر وتدخل للاراضي السعودية.
نحن أرسلنا لهم رسائل وهذه الرسائل مؤرخة وموثقة وحذرناهم من خطوة شراء اراضي الحويطات واننا سنلاحقهم قانونيا، نحن الآن نعمل على المسار القانوني الدولي والمحاكم العليا.
لن نتوقف حتى نجرد هذه الشركات من اراضينا ونأخذ التعويضات ويعترف النظام بقتل عبدالرحيم الحويطي ونقدم قاتلي للمحكمة.
وأهم مطالبنا محاسبة أمير تبوك ومن اصدر امرا بقتل الحويطي ومن أطلق النار عليه ومن حاصره في بيته.
بينما المطلب الثاني يتمثل بإخراج المعتقلين من سجون بن سلمان والبالغ عددهم 150 وتعويضهم وارجاعهم لأراضيهم.
والمطلب الثالث ارجاع الحويطات الى اراضيهم ومن أراد ان يبيع يبيع بتعويض مناسب ومن لا يريد يبقى بأرضه.
-
في فترة قصيرة من حكم ولي العهد، هناك فضحيتان من العيار الثقيل، الأولى قتل خاشقجي والثانية تهجير قبيلة الحويطات من اجل مشروع نيوم، على ضوء هذه المعطيات ماهي توقعاتكم لمستقبل الحكم في السعودية وتولي بن سلمان؟
– محمد بن سلمان هو عبارة عن بقرة حلوب والتي يتعامل معها الكل، السياسة قذرة والسياسة مصالح ولكنه منبوذ ومحدود السلطة والقوة وحتى لو اصبح ملكا لن يقود السعودية الا للدمار والافلاس والضيق الاقتصادي ويجبر المواطنين على ان يثورا بأنفسهم عليه لأنه يجلدهم بالغلاء وجعلهم يدفعون فواتيره الباهضة واخطاءه.
لم يهدم اي انسان في العالم نفسه مثلما فعل محمد بن سلمان، السعودية في موقع ضعيف وهش وفقدت مكانتها الدينية والاقتصادية والقيادية في العالم الاسلامي وفقدت الثقة من حلفائها المسلمين والخليجيين والعرب والمنطقة الاسلامية بشكل عام، فقدت كل هذا البريق والقوة ولم تعد الا تحاول ان تبقى وتعيش.
اي دولة يقودها شخص بهذا الشكل ويجعلها من رائدة في العالم الاسلامي وذات ثقل سياسي الى تابعة وعبارة عن دافعة ضرائب لتبقى هي بلا شك آيلة للسقوط.
سوف يعي محمد بن سلمان أنه يكتب نهاية المملكة العربية السعودية على يده ونهاية حكم آل سعود على يده وسيدمر السعودية والتدمير بدأ واضحا على المواطنين، عندما لا يجدون قوت يومهم وعند افتقار البلاد للبنية التحتية وانتشار البطالة والفساد وتصرف الميزانية على شراء ذمم ومواقف الدول والهاء الشعوب عن مصيرها الحقيقي واغراقها في الملذات والمخدرات.
والمعلوم ان المخدرات انتشرت من أيام محمد بن سلمان الذي سمح بحمل الحشيش بشكل مقنن وهناك اشياء عديدة ضربت نسيج المجتمع.
محمد بن سلمان يهاجم العربية السعودية على كل المستويات ليضعفها بالتالي لا نرى ان هناك مستقبل مشرق مع بن سلمان الذي اضعف الدولة كثيرا.