منفذ “مجزرة التضامن” يظهر في تسريب لأوّل مرّة بعد المذبحة .. ماذا قال؟! (فيديو)
شارك الموضوع:
وطن – نشر التلفزيون “العربي” تحقيقا بعنوان: “حفرة الموت” عن مجزرة حي التضامن في سوريا التي تم الكشف عن تفاصيلها مؤخرا، حيث نشر التحقيق تسريبات تنشر لأول مرة لمنفذ العملية المجرم أمجد يوسف.
وبحسب التحقيق، فإن المجرم أمجد يوسف كان هو المشرف الأساسي على تدمير أبنية حي السليخة في حي التضامن، والجزار الحقيقي الذي كان يقود معظم المعتقلين عبر الحواجز باتجاه الأبنية المحيطة بصالة الحسناء ويقوم إما بتصفيتهم أو بإرسالهم إلى أفرع معينة.
ولفت التحقيق إلى أن أمجد يوسف الذي أوكلت إليه مسؤولية تأمين حي التضامن بين العامين 2011 و2018، هو بطل المجزرة، ومعه زميله نجيب الحلبي.
تسجيلات واعترافات
وعرض التلفزيون “العربي” في تحقيقه، تسجيلات لمحادثات عبر الإنترنت تكشف عن اعترافات كثيرة تم تسجيلها في فترات مختلفة، اعترف خلالها النقيب أمجد يوسف الذي كان يعمل بالفرع الامني 227، بدوره الإجرامي في سنوات الثورةـ حيث بدا في حديثه مرتاحًا إلى أبعد مدى وهو يتحدث عن كواليس العمل العسكري والأمني في دمشق.
مرتكب #مجزرة_التضامن #أمجد_يوسف يتحدث عن دوره الأمني وممارسات الدفاع الوطني منذ 2011 في تسجيل حصري للتلفزيون العربي#وثائقيات_العربي #حفرة_الموت #سوريا pic.twitter.com/CPpahSpM4N
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 13, 2022
وكشف التحقيق أن هناك عدد من القيادات العسكرية مسؤولة عن الجرائم لتي ارتكبت في حي التضامن، على رأسها، صالح الراس المعروف باسم “أبو المنتجب”.
تشابه المجزرة مع الهولوكوست
ونقل التحقيق الذي حمل اسم “حفرة الموت”، عن أيجور أنغور، أستاذ دراسات الإبادة الجماعية قوله إن المذبحة تشبه إلى حد ما المذابح التي ارتكبت في الهولوكوست، ولكن برصاص وحدات القتل المتنقلة، وكذلك مذبحة سربرينيستا التي قُتل فيها 8 آلاف بوسني.
وروى “أنغور” كيف تم الوصول إلى الجناة عبر الفيسبوك ومصادقتهم والحديث معهم على مدى أشهر، لافتًا إلى أنهم “كانوا في البداية متشككين للغاية بشأن ما كنا نفعله، لكنا حصلنا تدريجيًا على بعض التقارير وتمكنا من التأكد من أسمائهم وخلفياتهم ومهنهم”.
وقدم أنغور تحليلًا بشأن طريقة القتل وتصوير الفيديو، الذين اعتبر أن طبيعة ممنهجة تغلب عليهم، مفندًا ما ذهب إليه في هذا الصدد بالإشارة إلى مخاطبتهم زعيمهم من خلال التصوير وتوثيق كل طلقة تم إطلاقها وكل جثة سقطت في المقبرة الجماعية.
ضحايا مجزرة التضامن
وأوضح التحقيق، أنه جرى التعرف على مجموعة من المفقودين كان معظمهم من فلسطينيي مخيم اليرموك، الذين لا تعلم عائلاتهم حتى الآن لِم اعتقلوا أو قتلوا.
وقال إن إحدى هذه العائلات هي عائلة صيام، التي تقطن اليوم في فرانكفورت الألمانية، بعدما هربت من جحيم الحرب في سوريا حاملة معها ما تبقى من ذكريات ابنها الذي فقدته منذ 9 أعوام.
وأشار إلى الصدمة الكبيرة لدى هذه العائلة عندما شاهدت ابنها “وسيم” وهو يساق إلى حتفه في مجرزة التضامن.
وروت “سهام” والدة “وسيم” رد فعل العائلة من حولها عندما شاهدوا “وسيم”، وكيف أعلموها بأنه كان من بين ضحايا المجزرة.
وكشفت كيف تبينت أنه ابنها، لا سيما بالاستناد إلى البنطال الذي كان يرتديه، مستعيدة اليوم الذي شاهدت فيه نجلها للمرة الأخيرة. وتؤكد أن ابنها بطل وشهم ولا يُهان، لكنهم غدارون وتكاثروا عليه.
أم فلسطينية تتعرف على ابنها المفقود أثناء رميه إلى #حفرة_الموت في المقطع المسرّب لـ #مجزرة_حي_التضامن الدمشقي#وثائقيات_العربي #سوريا pic.twitter.com/pqruay28Ws
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 13, 2022
الفرع 227
ووفقا للتحقيق، يعد الفرع الأمني 227، المكان الذي يضم العناصر المتهمة بتنفيذ مجزرة التضامن، فرعا أمنيا خطيرا تابعا للأمن العسكري بشكل مباشر، ويعتبر وسيلة لارتقاء الضباط إلى مناصب عليا.
وتشير التقارير الحقوقية إلى أن هذا الفرع كان المسؤول الأول عن ارتكاب عشرات المجازر إبان الثورة، والمسؤول عن معظم حالات الاختفاء القسري التي حصلت في تلك المنطقة، بعدما اتخذ من البيوت مقرات وسجون سرية.
الغارديان تكشف عن مجزرة بحي التضامن عام 2013
وكان تحقيق نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية قد كشف جزءًا من تفاصيل مجزرة حي التضامن التي ارتكبت في وضح النهار خلال 25 دقيقة، وشهدت إعدام 41 مدنيًا سوريًا وفلسطينيًا بدم بارد.
وأظهرت اللقطات المسرّبة بعدسة عناصر الأمن أنفسهم، الحفرة التي قُذف فيها الضحايا واحدًا تلو الآخر تمهيدًا لدفنهم في مقبرة جماعية، ثم سكب القتلة الوقود على الجثث الهامدة وأشعلوا النار فيها، وربما كان بعضهم لا يزال حيًا.