وطن – علقت مجلة ‘‘لوكوروييه إنترناسيونال’’ الفرنسية على الأزمة المشتعلة حاليا بين الجزائر وإسبانيا، والتي وصلت لدرجة أنها قررت تعليق ‘‘معاهدة صداقة وحسن جوار وتعاون’’ عمرها عشرين عاما تقريبا معها على خلفية اعتراف مدريد بموقف الرباط من الصحراء.
وقالت المجلة إن الجزائر الآن ترفع صوتها عاليا في وجه مدريد، مخاطرة بالمساس بعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.
وأشارت إلى أن هذا الصوت العالي يأتي من موقع قوة ضمن موقعها الإستراتيجي الجديد تجاه أوروبا. والذي منحته إياها الحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة العالمية.
وبحسب المجلة، فإن الجزائر تصر على أنه يتعين على مدريد أن تتحمل عواقب ‘‘الانقلاب غير المبرر لموقفها، والتي من خلالها قدمت الحكومة الإسبانية الحالية دعمها الكامل للصيغة غير القانونية وغير الشرعية للحكم الذاتي الداخلي للصحراء الغربية التي دعت إليها قوة الاحتلال المغربي. وتعمل على تعزيز الأمر الواقع الاستعماري باستخدام حجج كاذبة”، كما جاء في بيان صحفي صادر عن الرئاسة الجزائرية.
القرار قد يحرم إسبانيا من إمدادت الهيدروكربونات
وأوضحت المجلة الفرنسية أن هذا الامر يمكن أن يؤدي إلى ‘‘تجميد الرسوم المرتبطة بعمليات التجارة الخارجية للمنتجات والخدمات من وإلى إسبانيا’’. وهو ما من شأنه أن يحرم إسبانيا من إمدادات الهيدروكربونات.
وقالت المجلة إن المراقبين يعتبرون أن إسبانيا تدفع ثمناً باهظاً لشهر العسل مع المغرب. علما أن الجزائر لعبت مؤخراً ورقة التهدئة، من خلال التنازل عن زيادات في توصيل الغاز إلى إسبانيا.
ولفتت المجلة إلى القرارات الجزائرية ضد إسبانيا، أجبرت الاتحاد الأوروبي على الرد على ما أسماه ‘‘الإجراءات القسرية المطبقة على دولة عضو في الاتحاد الأوروبي’’، و‘‘انتهاك اتفاقية مذكرات الاتحاد الأوروبي الجزائري’’.
الجزائر تستنكر تسرع وانحياز الاتحاد الأوروبي
من جانبها، استنكرت الدبلوماسية الجزائرية ‘‘التسرع والانحياز في هذه التصريحات’’ على أساس أن ‘‘الخلاف السياسي مع دولة أوروبية ذات طبيعة ثنائية، وليس له أي تأثير على الجزائر’’. وبالتالي لا تتطلب بأي حال من الأحوال بدء أي مشاورة أوروبية لأغراض رد فعل أوروبي جماعي.
ونوهت المجلة إلى أن الجزائر، تعتقد أن الاتحاد الأوروبي بالغ في رد فعله. خاصة وأن الجزائر لن تقوم بتعليق للخصم المباشر للعمليات التجارية من وإلى إسبانيا.
الجزائر عازمة على مواصلة الضغط على إسبانيا
ومضت المجلة الفرنسية قائلة إنه وبشكل واضح، ورغم النبرة الأوروبية الحادة، فإن الجزائر تعتزم مواصلة الضغط على إسبانيا، وهو ما انعكس على رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي لا يلقى قراره دعم الطرح المغربي في قضية الصحراء الغربية إجماعا في إسبانيا.
وأشارت المجلة إلى أن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس يحاول تغيير المعادلة من خلال إقناع ‘‘المحاورين الإسبان’’ بتورط موسكو في قرارات الجزائر ضد مدريد.
لا حل للأزمة إلا برحيل حكومة سانشيز
وكان عمار بلاني، مبعوث الجزائر لشؤون الصحراء الغربية وبلدان المغرب العربي قد علق على تصريحات وزير الخارجية الإسباني خوسيه ألباريس. وقال إن لا حل للأزمة مع إسبانيا في ظل حكومة سانشيز.
وأكد عمار بلاني بأن التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها وزير الخارجية الإسباني خوسيه ألباريس، تدمر بشكل قاطع أي إمكانية لتطبيع العلاقات بين الجزائر والحكومة الإسبانية الحالية.
وقال “بلاني” في تصريح لصحيفة “إل كونفيدونسيال” الإسبانية: “سيتعين علينا انتظار حكومة جديدة في إسبانيا لإنهاء الأزمة”.
وأضاف أن إسبانيا لا تتجاهل القانون الدولي فحسب. بل تدوس أيضا على القانون الأوروبي، الذي قضى بأن المملكة المغربية والصحراء الغربية إقليمان منفصلان ومتمايزان.