وطن – عندما تضربنا موجات الحرارة العالية، نرحب بأي شيء يمكن أن يساعدنا في التعامل معها على غرار: المكيف والمروحة وغيرها من الأمور الأخرى التي يتنعشنا وتروح عن أنفسنا.
في الحقيقة، تمر أوقات تكون فيها الحرارة لا تطاق لدرجة أننا لا نستطيع التخلص منها بأي شكل من الأشكال وكل ما نريده هو الاستمتاع بدش بارد. إن الإحساس بالانتعاش الذي سنحصل عليه تحت الماء سيجعلنا لا نفكر في الأمور المناسبة لصحتنا.
الخبراء يحذرون: لا تغسل وجهك أثناء الاستحمام؟
وعلى الرغم من أن الاستحمام بالماء البارد إجراء فعال على المدى القصير، فإنه لن يكون فكرة جيدة على المدى الطويل، بحسب موقع “أوندا فاسكا” الإسباني.
لإيجاد تفسير لهذا التناقض الواضح، يجب أن نضع في اعتبارنا أن الإنسان كائن يتماثل للحرارة. ماذا يعني هذا؟ عندما يكون الجو باردًا، ينتج جسمنا الحرارة داخليًا وخارجيًا وعندما يكون الجو حارًا، يتعرق للتخلص من الحرارة الداخلية.
ووفق ترجمة “وطن“، لدينا في جميع أنحاء الجلد مستقبلات حرارية تُعلم الدماغ بالتغيرات الشديدة في درجات الحرارة التي يمكن أن تعرض حياتنا للخطر. سيؤدي هذا إلى تحريك الآليات اللازمة لمواجهتها. لهذا السبب نتعرق عندما يكون الجو حارًا ونرتجف عندما يكون الجو باردًا.
وطبقا للموقع، إذا أخذنا دشًا باردًا جدًا عندما تكون الحرارة عالية جدًا، فسنحصل على التأثير المعاكس للمطلوب. وفي المرحلة التي يلاحظ فيها جلدنا الماء البارد أنه أقل حرارة من درجة حرارة الجسم، فسيتم ري كمية أقل من الدم حتى لا تفقد تلك المنطقة درجة الحرارة خارجيا، لكن في المقابل، سيولد الجسم مزيدًا من الحرارة داخليًا.
في البداية سوف نلاحظ ارتياحًا، لكنه سيكون مؤقتًا، لأننا سنلاحظ على الفور المزيد من الحرارة لأن أجسامنا ستستمر في توليدها لفترة من الوقت بعد الخروج من الحمام. لهذا السبب غالبًا ما نقول بعد الاستحمام بالماء البارد: “لقد تعرقت فور استحمامي”.
قد يبدو الأمر متناقضًا، لكن أفضل ما يمكنك فعله في هذه الحالات هو الاستحمام بماء ساخن للحفاظ على درجة حرارة الجسم. في هذه الحالة، يقوم الجسم بتنشيط الآليات اللازمة لفقدان درجة الحرارة في أسرع وقت ممكن، بما في ذلك تقريب الدم من سطح الجلد.
احذر من الاستحمام قبل النوم.. هذا ما سيحدث لجسدك لو فعلتها!
بعد الاستحمام بالماء الساخن، سيستمر الجسم في الكفاح لفترة من الوقت لخفض درجة حرارة أجسامنا، والتي ستوفر لنا على المدى الطويل راحة أكبر من الحرارة. يجب أن نضع في اعتبارنا أن ردود أفعال أجسامنا مثل تنظيم درجة حرارة الجسم تستغرق وقتًا أطول لتفعيلها أوتعطيلها.
درجة الحرارة المثالية
إذا كان لدينا صنابير ثرموستاتية تنظم درجة حرارة الماء، فيمكننا التحكم فيها بسهولة أكبر وعلى الفور سنستحم بالماء بدرجة الحرارة المناسبة لتحقيق الهدف المنشود.
كما أنه أفضل ما يمكنك فعله في أي وقت من السنة، وفقًا لخبراء الأمراض الجلدية، هو الاستحمام بالماء الدافئ، حوالي 30 درجة مئوية. أقل من 25 درجة سيعتبر دشًا باردًا وفوق 38 درجة مئوية، سيكون دافئا.
مع هذه الحيلة الصغيرة، ستحصل على راحة تدوم طويلاً تجابه بها تلك الأيام الحارقة. وتذكر أنه على الرغم من أن الأمر قد يبدو متناقضًا، فإن الماء البارد ليس دائمًا مرادفًا للشعور بالانتعاش والبرودة.