وطن – عقب أن كشف الإعلامي الفلسطيني والمذيع بقناة “الجزيرة”، تامر المسحال، القضية في برنامجه “ما خفي أعظم“، كشفت صفحة “النمسا هنا” على “فيسبوك”، بأن المحكمة العليا في مدينة غراتس النمساوية أصدرت قرارا قضائيا يقضي بإقالة خبيرين اعتمدت عليهما النيابة العامة النمساوية في توجيه الاتهام لعشرات المسلمين النمساويين واقتحام منازلهم العام الماضي في إطار حملة قالت السلطات النمساوية انها هدفت لمحاربة الارهاب وتمويله.
وقالت الصفحة المعنية بنقل أخبار النمسا للجمهور العربي، إن المحكمة العليا النمساوية اعتبرت أن ما قدمه الخبيرين من معلومات كانت غير محايدة وأمرت بتعيين خبير جديد في القضية.
ووفقا لما كشفته “النمسا هنا”، فإن القرار جاء بعد جدل كبير أثاره تحقيق برنامج ما خفي أعظم الذي بثته “الجزيرة“، وكشف عن وثائق وأدلة حصرية تتعلق بالتناقضات التي شابت القضية والمعلومات المضللة التي تم بناء الاتهامات عليها في استهداف الشخصيات والمؤسسات الاسلامية في النمسا.
وكان برنامج “ما خفي أعظم” قد بث في 7 يناير/كانون الثاني الماضي، وعرض وثائق وشهادات حصرية كشفت التناقضات والثغرات التي شابت العملية الأمنية التي سُميت “الأقصر” واقتحمت فيها منازل 30 شخصية نمساوية مسلمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كما كشف البرنامج الاستقصائي عن التعاون الأمني النمساوي في هذه العملية مع أجهزة استخبارية خارجية لدول بينها إسرائيل ومصر.
خلفيات الاقتحام
وروّجت الحكومة حينئذ أن الحملة جاءت في إطار “مكافحة الإرهاب” والتضييق على تمويله، غير أن تساؤلات كثيرة أثيرت بشأن أهداف هذه العملية وتوقيتها، خاصة في ظل غياب أدلة قانونية تثبت صحة تلك الاتهامات.
وعرضت حلقة “ليلة الاقتحام” من برنامج “ما خفي أعظم” شهاداتٍ حصرية صادمة لعدد من الأشخاص المستهدفين الذين ما زالوا يعانون نتيجة تداعيات هذه العملية، ويخوضون معركة قضائية مع السلطات في المحاكم.
وروت شخصيات مستهدَفة تفاصيل ما حدث ليلة الاقتحام، مستعينة بوثائق سرّية مسربة من الاستخبارات والادّعاء العام النمساوي.
شهود عيان يروون ما تعرضوا له
وكشف إبراهيم الدمرداش، إمام وخطيب مسجد “هداية” في فيينا، أن الاقتحام كان في الخامسة إلا 5 دقائق فجرا، حين استيقظ هو وأسرته على أصوات ورشاشات وأنوار مسلطة عليهم، ووصف ذلك المشهد بالكابوس، مؤكدا تعرضه للضرب والإهانة، وأنه كان يعتقد أنه على وشك الموت إلى درجة أنه نطق بالشهادة.
المشهد نفسه وصفه هرماس هرماس وهو ناشط في مؤسسات صحية وخيرية في النمسا، وممدوح العطار وهو مدرس وناشط في مؤسسات خيرية في النمسا.
وبحسب ما عرض في الحلقة، لم يقدر العطار على كبح دموعه وهو يروي كيف أن المقتحمين هاجموا منزله فجرا وهم مدججون بالسلاح من دون مراعاة ظروف ابنته المريضة بالقلب، ويقول إنه كان يخشى أن يتوقف قلبها من شدة الخوف.