هيا بنت الحسين.. قصة الأميرة الأردنية التي لقنت حاكم دبي درسا قاسيا
وطن – الأميرة “هيا بنت الحسين” إحدى أبرز الشخصيات على المستوى العربي والعالمي، اسمها دائما ما كان يجذب الأنظار وأثير حولها الكثير من الجدل، لا سيما قصة زواجها ثم طلاقها من حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد.
نشأة الأميرة هيا
ولدت الأميرة هيا بنت الحسين في 3 مايو/ أيار 1974، وهي ابنة الملك الحسين بن طلال من زوجته الملكة علياء، وأخت الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
توفيت الملكة علياء والدة الأميرة هيا في حادث تحطم مروحية في 9 فبراير/شباط 1977، وهي في طريق عودتها من جنوب الأردن إلى عمّان.
وكانت هيا آنذاك في الثالثة من العمر ولها شقيق أصغر منها وهو الأمير علي بن الحسين.
تلقت تعليمها الإبتدائي في الأردن والتحقت عام 1985 بمدرسة “بادمنتون” في إنجلترا، ثم التحقت بمدرسة “براينستون” في مقاطعة “دورست” بجنوب غرب إنجلترا لدراسة اللغة الإنجليزية وآدابها والسياسة والتاريخ.
رياضية بارزة
عام 2000، نافست الأميرة هيا في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.
وفي 2002 شاركت في بطولة العالم للقفز عن الحواجز في إسبانيا.
وانتُخبت رئيسة للاتحاد الدولي للفروسية عام 2006.
المحطة الأبرز وزواجها من حاكم دبي محمد بن راشد
المحطة الأبرز في حياة الأميرة الأردنية التي ربما غيرت مسارها رأسا على عقب، كانت زواجها من حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكان ذلك في 10 أبريل / نيسان 2004، عندما كان وليًا للعهد.
أثمر زواجهما عن ولدين، “الجليلة” ولدت في 2 كانون الاول/ديسمبر 2007 وزايد ولد في 7 كانون الثاني/يناير 2012.
استمرت الزيجة بهدوء تام، إلى جوان / يونيو 2019، حتى انتشرت أنباء استقرار الأميرة هيا في المملكة المتحدة، بعد تركها دبي برفقة ولديها.
في ذلك الوقت، بدأ الحديث عن وجود دعاوى انفصال قضائية أمام المحاكم البريطانية بين هيا بنت الحسين ومحمد بن راشد.
معركة الأميرة هيا مع محمد بن راشد
لاحقًا، صدر بيان لهما قال إنّ الدعاوى القانونية المنظورة في المحاكم البريطانية تتصل برعاية طفليهما ولا تتعلق بطلاق أو أمور مالية.
وفي تطور صادم، طلبت الأميرة هيا خلال جلسة استماع في محكمة بريطانية حضانة طفليها والحصول على أمر حماية من الزواج القسري، بينما طلب الطرف الآخر إعادة الولدين إلى الإمارات.
آنذاك، نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تفاصيل هروب الأميرة هيا من زوجها محمد بن راشد آل مكتوم.
الصحيفة قالت إنّ الأميرة هيا تختبئ في لندن، رفقة ابنتها الجليلة وابنها زايد.
وأشارت إلى أنّ دبلوماسية ألمانية ساعدت الأميرة الأردنية بالهروب من دبي، وطلب اللجوء السياسي في ألمانيا، قبل أن تغادرها إلى لندن.
كما تحدثت الصحيفة آنذاك، عن احتمالية اندلاع أزمة بين أبو ظبي وبرلين، على خلفية قضية الأميرة الأردنية التي تسعى للحصول على الطلاق من حاكم دبي.
وأشارت إلى أن الأميرة هيا لم تظهر في الأماكن العامة منذ 20 مايو 2019، فيما توقفت حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي عن النشاط، منذ شباط / فبراير 2019.
الحكم لصالح الأميرة هيا
وفي 21 كانون الأول / ديسمبر 2021، أمر القضاء البريطاني حاكم دبي بدفع حوالي 550 مليون جنيه إسترليني لزوجته السابقة وطفليهما.
وبحسب المحكمة، تزوج الشيخ محمد من الأميرة هيا، الأخت غير الشقيقة للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في 2004، وطلقها في 2019 من دون علمها، وهي تعيش مع طفليها في منزل بالقرب من قصر كنسنغتون وفي عقار غربي لندن ورثته عن والدها الملك الراحل حسين.
وقضت المحكمة بتغريم الشيخ محمد بن راشد لزوجته السابقة مبلغ 251.5 مليون جنيه إسترليني، وأن يدفع كفالة بقيمة 290 مليون جنيه لتغطية نفقات رعاية الطفلين وأمنهما كبالغين، بعد معركة على حضانتهما، على ما جاء في الحكم.
وسبق أن صدر تعليق على الحكم، عن متحدث باسم الشيخ محمد بن راشد قائلًا: “لقد حرص دائمًا على توفير الرعاية لأطفاله.. أصدرت المحكمة الآن حكمها بشأن المسائل المالية ولا ينوي تقديم مزيد من التعليقات”.
وأضاف أن الشيخ محمد يحث وسائل الإعلام على احترام خصوصية أطفاله وعدم التدخل في حياتهم في المملكة المتحدة.
وقال القاضي أيضًا إن حاكم دبي، مارس مضايقات وترهيب على الوالدة قبل مغادرتها إلى إنجلترا، وأنّه أبدى استعدادا للسماح لمن يتصرفون نيابة عنه بأن يفعلوا ذلك بشكل غير قانوني في المملكة المتحدة.
بنات محمد بن راشد
وفي آذار / مارس 2020، قضت محكمة الشؤون العائلية بأنّ حاكم إمارة دبي الثرية دبر وأمر بخطف اثنتين من بناته بعد هروبهما، هما الأميرة شمسة وشقيقتها لطيفة، في فترتين مختلفتين.
وقضت المحكمة العليا البريطانية في أكتوبر من العام نفسه، أنّ الشيخ محمد سمح بقرصنة هاتف زوجته ومحاميها البريطانيين.
فيما لم يُثبت أن القرصنة مرتبطة بالمعركة القضائية التي تواجه فيها الشيخ محمد مع زوجته لضمان عودة طفليهما إلى دبي، لكن تم استخراج حجم كبير جدًا من البيانات من هاتف الأميرة هيا (24 ساعة من التسجيل الصوتي أو 500 صورة فوتوغرافية.
وصدر بيان عن “ابن راشد” في هذا الخصوص، قال فيه: “لطالما نفيت المزاعم الموجهة ضدي، وما زلت أفعل ذلك. هذه الأمور تتعلق بعمليات مفترضة لأمن الدولة”.
وأضاف: “بصفتي رئيس حكومة مشارك في إجراءات عائلية خاصة، لم يكن من المناسب لي تقديم أدلة على مثل هذه الأمور الحساسة، سواء شخصياً أو من خلال مستشاري، في محكمة أجنبية”.
وانتهى هذا النزاع القضائي بشكل كامل في آذار / مارس الماضي، بإصدار محكمة بريطانية قرارا بحق الأمير هيا في حضانة الطفلين.
الأميرة الأردنية تعرضت لإساءة مفرطة
أنهى ذلك الحكم النزاع القضائي الذي امتد لنحو ثلاث سنوات، وكان باهظ التكلفة، في أروقة المحكمة العليا في لندن، فيما قرر القاضي فيه أن الأميرة هيا تعرضت لـ”إساءة مفرطة” من جانب زوجها السابق.
وفي المجمل، قضت المحكمة بدفع محمد بن راشد، نقفة قياسية تتجاوز 730 مليون دولار، من أجل تأمين الطفلين ورعايتهما.
وقال القاضي “آندرو مكفارلن”، إن الشيخ محمد كان يبدي باستمرار سلوكا يتسم بالإرغام والتحكم في من يخالف إرادته من أفراد أسرته.
وأضاف: “رغم حدوث ذلك، على نطاق يخرج تماما عن الملابسات المعتادة في القضايا التي تنظرها محكمة الأسرة في هذه الدائرة القضائية. كان سلوك الأب تجاه أم طفليه عنفا أسريا”.
وعقب إسدال الستار على القضية، أصدرت الأميرة هيا بنت الحسين بيانا وجهت خلاله الشكر لأخيها العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين والأمير علي.
العلاقات بين الأردن والإمارات
ولم تؤثر هذه الأزمة على العلاقات بين الأردن والإمارات، ففي شباط / فبراير الماضي، أجرى العاهل الأردني زيارة رسمية إلى الإمارات، ترافقه قرينته الملكة رانيا العبد الله.
وخلال تلك الزيارة، قال الملك عبد الله الثاني، إن أمن الإمارات من أمن بلاده، مؤكداً إدانته الاعتداءات الحوثية عليها، وأعرب عن تضامن المملكة ووقوفها مع الإمارات في وجه كل ما يهدد أمنها واستقرارها.
كما أن الإعلام الأردني تجاهل بشكل قاطع الإشارة إلى هذه الأزمة، ولم يعر أي اهتمام بموقف الأميرة هيا.
ويعد نزاع الشيخ محمد بن راشد مع زوجته الأميرة هيا بنت الحسين، والذي خرج للعلن “أسوأ أزمة تعرض لها حاكم دبي في حياته”، بحسب متابعين وصفوا الأمر بأنه “درسا قاسيا” لقنته هيا لابن راشد، الحاكم المتنفذ في الإمارات والذي يعد الرجل الثاني في الدولة بعد رئيس الإمارات وحاكم أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.