لغز “أنجح جاسوس في العالم” .. ساعد بوتين في الاستيلاء على السلطة وغذى أسرار أمريكا إلى روسيا
لا تزال هويته غامضة بعد عقود.
وطن– نشرت صحيفة ذا صن البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن أنجح جاسوس في العالم، ملقب بـ”الرجل الرابع”، ساعد الرئيس فلاديمير بوتين في الاستيلاء على السلطة وقدّم معلومات سرية خاصة بالولايات المتحدة إلى روسيا لمدة 10 سنوات.
وكان لهذا الجاسوس المزدوج، الذي لم يلق القبض عليه بعد، دور فعال في مساعدة بوتين على الاستيلاء على السلطة وكان واحدًا من عدة جواسيس سوفياتيين تمكنوا من التسلل إلى قلب أجهزة المخابرات الأمريكية.

ولكن على عكس معظم الذين تم اكتشافهم في النهاية، لم يتم التعرف على هوية هذا الجاسوس الغامض لتكون بالتالي حكايته واحدة من أكثر الألغاز في عمليات التجسس.
وكانت مهمته ومهمة زملائه خطيرة للغاية، حيث يُعتقد أنهم ساعدوا في تمهيد الطريق لصعود نظام بوتين المستبد.
قام “الرجل الرابع” بخرق هويات الجواسيس الروس العاملين في واشنطن العاصمة كما سرب مجموعة من البيانات الحساسة من وكالة المخابرات المركزية.
ونقلت الصحيفة عن روبرت باير وهو ضابط استخبارات أميركي سابق قوله أن تصرفات الجاسوس “كانت من الممكن أن تغير التاريخ”.
وقال إن جميع المحادثات آنذاك بين الرئيسين الأمريكي بيل كلينتون والروسي بوريس يلتسين تم تسريبها إلى بوتين وإلى الاستخبارات السوفيتية.
ويُزعم أن بوتين استخدم هذا لتخويف بوريس يلتسين، الذي كان أول رئيس روسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وليمهد الطريق للسيطرة على السلطة في عام 1999.
ومنذ ان ترك يلتسين منصبه، أجرى بوتين اصلاحات وعدة تحولات في سياسية الكرملين وهي إصلاحات غيرت البلاد إلى الأبد.
ووفقًا لباير، فإن الجواسيس الروس الذين تسللوا إلى وكالة المخابرات المركزية كانوا يُعرفون باسم “خماسي كامبردج”
وذلك في إشارة إلى حلقة التجسس السوفيتية التي تسللت إلى المملكة المتحدة من الثلاثينيات إلى الخمسينيات من القرن الماضي.
هل كان أذكى جاسوس في العالم؟
ألقت الولايات المتحدة القبض على عدد من الجواسيس، وهو ما دفعهم لبدء البحث عن “الرجل الرابع” الغامض.
ويقول باير في هذا السياق “يتابع مكتب التحقيقات الفيدرالي بنشاط هذه المسألة منذ 25 عامًا، السؤال هو من كان؟ بعض الناس يعتقدون أنه مات، والبعض الآخر يعتقد أنه كان يوجد حتى رجل رابع وخامس. فهل كان أذكى جاسوس على الإطلاق؟”
البحث عن “الرجل الرابع”



كما تلقى الفريق بلاغ بشأن “الرجل الرابع” من قبل جاسوس روسي موثوق به.
الانفجارات النجمية”
هذا ولاحظ الفريق أن الروس كانوا يغمرون سفارتهم في واشنطن العاصمة عن عمد بالعاملين في محاولة تمويه ولإغراق فرق المراقبة التابعة لوكالة المخابرات المركزية وجعلها تشتت مجهوداتها في تكتيك يُعرف باسم “الانفجارات النجمية”.
في عام 1994 وبعد أسابيع من التحقيق، وضع الفريق السري قائمة من ستة إلى سبعة مشتبه بهم وأجروا تحقيقا معمقََا في حياتهم المهنية حيث تمكنوا من حصر أبحاثهم في مشتبه واحد معين وهو بول ريدموند.
سلم الفريق النتائج التي توصلوا إليها إلى رؤساء وكالة المخابرات المركزية في ديسمبر 1994.
وفي هذا الإطار، قال باير “كانوا يعلمون أن هذه ليست معلومات محكمة ولكن ما أرادوا فعله حقًا هو عدم توجيه الاتهام إلى ريدموند أو أي شخص آخر، ما أرادوه هو فتح التحقيق.”
وأضاف “لم يقولوا ريدموند بشكل مباشر، لكنهم نظروا فقط إلى الملف الشخصي وقالوا إنهم لا يستطيعون التوصل إلى أي استنتاج آخر.”
ولكن عندما قدمت كل من بانرمان، ورثنو، ورثن، و ميلبورن تقاريرهم إلى رؤسائهم على أمل اتخاذ القرار الصحيح، ثبت أنهم مخطئون بشدة.
وأشار باير إلى أن ما حدث كان انتقامًا فوريًا منهم وكان من الواضح أن حياتهم المهنية قد انتهت.
تم تفكيك وحدة التحقيقات الخاصة واستولى عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي وفي الوقت نفسه تنحى ريدموند عن منصبه ولم يتم توجيه اتهامات له.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تناقش فيها نظرية “الرجل الرابع” علنًا.
فكتاب “The Main Enemy ” الذي نشر عام 2003 والذي كتبه كل من جيمس رايزن وضابط وكالة المخابرات المركزية السابق ميلت بيردن، جعل المسؤولون الأمريكيون يعتقدون أنه كان هناك عميل آخر طليق داخل جهاز المخابرات في الولايات المتحدة.
كما قال باير إن أعضاء وحدة التحقيقات الخاصة بصدد القيام بأبحاث في الوقت الحالي لأنهم لا يريدون أن يفلت الرجل، الذي لا تزال هويته غامضة، من العقاب.