فيديوهات على هاتف الجزائري جمال بن إسماعيل تفك لغز قتله حرقا وتقطيع أعضائه

وطن – بعد أن هزت جريمة مقتله البلاد والوطن العربي في أغسطس/آب 2021 في ولاية تيزي وزو الجزائرية، من قبل مجموعة من الأشخاص قامت بإزهاق روحه والتنكيل بجثته حرقا وبتر بعض أعضائها، فكت مقاطع فيديو تم العثور عليها على هاتف المغدور جمال بن إسماعيل أسرار الجريمة.

وبحسب التحقيقات، فإن جريمة مقتل “بن إسماعيل” حبكتها أيادٍ خارجية، بالتنسيق مع بعض المتهمين الموقوفين الذين اعترفوا بانتمائهم للحركة الإرهابية الانفصالية “ماك” التي يقودها المتهم الفار “فرحات مهني”، والرئيس الوطني لحركة “ماك” الانفصالية على مستوى منطقة القبائل المدعو “بوعزيز آيت شبيب”، وذلك وفقا لما نقله موقع “النهار”.

التحقيقات تكشف اسم المحرض الرئيسي على الجريمة

وكشفت التحقيقات بأن المتهم الرئيسي المدعو “م.شعبان” المحرّض على قتل الضحية جمال بن اسماعيل، الذي ظهر في مكان عال وسط الحشد يوم الجريمة حيث كان المحتشدون يستمعون له ويأخذون بتوجيهاته وهو يصعد فوق سيارة من نوع “كليو” وقام بإلقاء خطاب عليهم.

ووفقا للتحقيقات، فقد كشفت مقاطع فيديو تم العثور عليها على هاتف المجني عليه كشفت ملابسات وأسباب الجريمة في حقه، حيث أظهرت الفيديوهات توثيقا لتحركات مجموعة من الأشخاص اعتدوا على سائق سيارة من نوع “كليو كومبيس” ومرافقيه بعد نزع لوحة ترقيم المركبة ثم تحطيمها.

وتمكن المحققون من خلال هذه الفيديوهات منتحديد هويات الفاعلين، وتم توقيف 6 أشخاص يشتبه بضلوعهم في قضية الحرائق، ويتعلق الأمر بالمدعو “س.حسان”، “آ.وليد”، “ط.محمد أيمن”، “ش.نبيل”، “ف.الياس” و “م.فؤاد”.

وأشارت التحقيقات في الجريمة إلى أنه تم استرجاع 27 مقطع “فيديو” قام المجني عليه بتسجيلها لتوثيق مساره ابتداءً من خروجه من مقر إقامته بمليانة قصد المشاركة في مساعدة سكان منطقة تيزي وزو في إخماد الحرائق آنذاك.

فيديو يفك لغز الجريمة

وأظهر أحد الفيديوهات التي وثّقها المغدور أنه في حدود الساعة الرابعة وعشرون دقيقة، قام حشد كبير من الأشخاص بالاعتداء على شخصين كانا على متن مركبة من نوع “رينو كليو كومبيس”، مع تحطيم زجاجها بعد إخراج السائق ومرافقيه بالقوة، ونزع لوحة الترقيم لكي تتوافق مع ما قاله المشتبه فيه “م.شعبان” بأن هناك أشخاصا على متن سيارات من دون ترقيم يقومون بإضرام النيران عمدا في المنطقة.

شخص تفطن للمغدور وهو يوثق ما يجري

وأظهر نفس الفيديو أن الضحية قام بتسجيل كل تحركات هذه المجموعة التي نفذت الاعتداء، رغم تواجد عناصر الشرطة، فتفطن له شخص يرتدي بدلة رياضية وقميصا رماديا مكتوبا عليه باللغة الفرنسية DSQUARED2 ICON، واستفسر منه عن سبب تواجده في عين المكان، وراح يتهمه بإضرام النيران، ثم راح يصرخ وينادي بأعلى صوته من أجل لفت انتباه الحشد الكبير، الذين قاموا بالاعتداء على الشخصين قبلا، من خلال ترديده عبارة “نتوما واش ديرو هنا، راكو تحرقو، ارواحو ارواحو”، رغم محاولة جمال بن اسماعيل تهدئته، ومن ثمة توقف التسجيل.

الامن استعان بفيديوهات متداولة على مواقع التواصل

وفي نفس الصدد، تم التوصل إلى عدة “فيديوهات” تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أين ظهر الضحية داخل سيارة الشرطة بساحة مقر أمن الدائرة محاصرا بجمع غفير من شباب المنطقة، أين تمكنوا من الدخول إلى المركبة والاعتداء عليه، وترهيبه مع تفتيشه وسلب ممتلكاته، “وثائقه الشخصية، هاتف نقال، ومفاتيحه”.

ثم تم إنزاله من السيارة، واشتركوا في ضربه ثم جرّه على الأرض إلى غاية ساحة “عبان رمضان”، حيث تم حرق الجثة والتنكيل بها، بعدما تداولوا على ضربه وركله وهو جثة هامدة، وتزايد عدد المعتدين الذين اقتحموا مقر الدائرة، ولم تتمكن قوات الشرطة من السيطرة على الوضع، رغم محاولتهم تخليص الضحية من قبضة المعتدين، وانه باستغلال “الفيديوهات” تم تحديد هويات المشتبه فيهم وتوقيفهم.

وأظهرت التحقيقات أنه لدى سماع المشتبه فيه “م.شعبان”، أنكر علاقته بقتل الضحية، رغم أنه ظهر في “الفيديوهات” وهو يقتحم سيارة الشرطة، ثم تفتيش الضحية، مع ركله والاستحواذ على وثائقه وجهاز هاتفه، وتحريضهم، كما ظهر أنه له مكانة عالية وسط الحشد، حيث كانوا يستمعون له ويأخذون بتوجيهاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى