بالفيديو.. محتجون يغلقون السفارة السعودية في باريس ويحرقون صور “ابن سلمان” ويدوسونها بالأقدام

وطن- تزامنا مع زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا ولقائه بالريس إيمانويل ماكرون، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل مقطع فيديو يوثق قيام محتجون بالتعبير عن غضبهم من الزيارة.

ووفقا للفيديو المتداول الذي رصدته “وطن”، فقد أقدم محتجون على وضع لافتة حمراء على باب السفارة تشير إلى إغلاقها مرفقة بعبارة “قاتل ومجرم” في حين قاموا بتمزيق صورة “ابن سلمان” والدوس عليها بأقدامهم.
كما أظهر الفيديو قيام المحتجين بسكب البنزين على الصور الممزقة وإشعال النيران فيها.

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) قد أبرزت الاحتجاجات الحقوقية الواسعة على زيارة محمد بن سلمان إلى فرنسا وقبل ذلك اليونان ضمن حملة أخرى لتبييض سمعته القذرة.

وذكرت الوكالة أنه في أول زيارة له لأوروبا منذ اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، يتناول محمد بن سلمان العشاء الخميس مع الرئيس الفرنسي مع إيمانويل ماكرون، ما يثير غضب المدافعين عن حقوق الإنسان.

ابن سلمان يخشى “العدوى”.. سفارة المملكة بفرنسا تحذر مواطنيها: إياكم والاحتكاك بمتظاهري باريس

زيارة “ابن سلمان” لفرنسا بمثابة رد اعتبار له

وتشكل هذه الزيارة خطوة جديدة “لرد الاعتبار” لولي العهد بعد أقل من أسبوعين على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية التي كرست بشكل قاطع عودة “محمد بن سلمان” إلى الساحة الدولية، في أجواء الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة.

وكانت الدول الغربية نبذت محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة، بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي ينتقد السلطات، عام 2018 في قنصلية بلده في اسطنبول.

وقال كانتان دي بيمودان الخبير في شؤون المملكة السنية في معهد أبحاث الدراسات الأوروبية والأمريكية، إن “ماكرون قام بالجزء الأكبر من أعمال رد الاعتبار بزيارته شخصيا محمد بن سلمان” في الرياض في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وتابع الخبير نفسه “لكن هنا وصلنا إلى مستوى آخر. يصل (ولي العهد) إلى فرنسا وماكرون غير موجود. لم يعد محمد بن سلمان مضطرا للتحرك بحذر كما كان الوضع قبل سنة أو سنتين، بل يتنقل كما يشاء”.

وأضاف أن “ماكرون بدأ رد الاعتبار وبايدن استكمله وبينهما (بوريس) جونسون” الذي زار الرياض أيضا في آذار/مارس الماضي.

وكانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية أشارت إلى مسؤولية محمد بن سلمان في اغتيال جمال خاشقجي ما أدى إلى تسميم العلاقات بين الرياض وواشنطن.

وكرست التحية بقبضة اليد التي تبادلها ولي العهد وبايدن في جدة تراجع الرئيس الأمريكي عن وعده في حملته الانتخابية بمعاملة المملكة على أنها “منبوذة”، لكن الخطوة الأولى لمحمد بن سلمان داخل الاتحاد الأوروبي تثير استياء المدافعين عن حقوق الإنسان.

من جانبها، قالت أنييس كالامار التي قادت تحقيقا في اغتيال خاشقجي عندما كانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحالات الإعدام خارج إطار، لوكالة فرانس برس إن “زيارة محمد بن سلمان لفرنسا وجو بايدن للسعودية لا تغير من واقع أن محمد بن سلمان ليس سوى قاتل”.

هيومان رايتس تنتقد “ماكرون” لاستقباله “ابن سلمان”

من جهتها، كتبت مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش في فرنسا بينيديكت جانرود على تويتر “يبدو أن محمد بن سلمان يمكن أن يعتمد على إيمانويل ماكرون لرد اعتباره على الساحة الدولية رغم القتل الوحشي للصحافي جمال خاشقجي والقمع القاسي للسلطات السعودية ضد أي انتقاد وجرائم حرب في اليمن”.

وأضافت أن عودة حظوته لدى رؤساء الدول الغربية “يثير صدمة أكبر لأن العديد منهم في ذلك الوقت عبروا عن اشمئزازهم (من عملية القتل) والتزامهم عدم إعادة محمد بن سلمان إلى المجتمع الدولي”، مدينة سياسة “الكيل بمكيالين”.

حرب أوكرانيا تعيد “ابن سلمان” إلى الواجهة

وبعد أقل من أربع سنوات على قضية خاشقجي، تسبب غزو روسيا لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير بارتفاع جنوني في أسعار الطاقة.

وسعت الدول الغربية منذ ذلك الحين إلى إقناع السعودية المصدر الرئيسي للخام، بزيادة الإنتاج من أجل التخفيف عن الأسواق والحد من التضخم.

لكن الرياض تقاوم ضغوط حلفائها مشيرة إلى التزاماتها حيال منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها في “أوبك+”، تحالف الدول النفطية الذي تشارك في قيادته مع موسكو.

وفي أيار/مايو، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود إن المملكة فعلت ما في وسعها لسوق النفط.

وقالت كاميل لونز الباحثة المشاركة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن “الحرب في أوكرانيا أعادت البلدان المنتجة للطاقة إلى الواجهة وهذه الدول تستفيد من ذلك”. وأضافت أن ذلك “يؤمن لها رافعة سياسية ستستخدمها لإعادة تأكيد أهميتها على المسرح الدولي”.

أما بالنسبة إلى الدول الغربية، فهي تتنافس في “البراغماتية”، وفقا لها، وتابعت أنه في مواجهة “انفجار أسعار الطاقة (…) من الواضح أن حقوق الإنسان في السعودية لم تعد فعلا الأولوية على جدول الأعمال”.

الصديق الباريسي لممالك الخليج.. تحقيق يكشف عن تلقي برلمانية فرنسية رشاوى سعودية لتلميع “ابن سلمان”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى