وطن- انهارت أجزاء من إهراءات القمح في مرفأ بيروت التي كانت قد تضررت بشكل كبير جراء انفجار المرفأ في آب 2020. وذلك على أثر الانحناء الذي تسببت به الحرائق المشتعلة منذ فترة، بسبب تخمّر كميات كبيرة من القمح والحبوب الموجودة داخل الصوامع وخارجها.
انهيار إهراءات القمح في مرفأ بيروت
وفور انهيار الجزء المتصدع، غطى غبار كثيف أجواء مرفأ بيروت.
في ٤ آب ٢٠٢٠ كان التفجير في مرفأ بيروت الذي قتل أكثر من ٢٠٠ شخص وأصاب وشرد الآلاف.
وفيما نقترب من ذكرى قتل وطننا، يسقط اليوم جزء من اهراءات القمح المتضررة والمتهالكة إثر التفجير.
اليوم سقط ركام جديد على عدالة وحقيقة يحاولون طمسها كل يوم.
أما التوقيت؟ فهذا سؤال آخر pic.twitter.com/XSVo4zHWgx
— Lara Nabhan لارا نبهان (@LaraNabhan) July 31, 2022
ونقلت وسائل إعلام محلية أن صومعتين سقطتا حتى الآن، في حين أفاد الدفاع المدني بأن الإنهياء الجزئي للصوامع لم يُسفر عن سقوط أي ضحايا.
وبث نشطاء مقطع فيديو يوثق لحظة انهيار الجزء الشمالي من إهراءات الحبوب في مرفأ بيروت.
وظهر في المقطع جزء كبير من الإهراءات يتهاوى مخلفاً غمامة كبيرة من الدخان الأسود. ثم تنبعث غمامة بيضاء مغطية على جزء كيير من الإهراءات ويسمع صوت شخص وهو يقول “نزل نزل كمامات يا شباب”.
شاهدوا لحظة انهيار الجزء الشمالي من إهراءات الحبوب في مرفأ بيروت 👇 pic.twitter.com/zpnNK4gPDk
— حسين الشيخ (@HusseinAlshiekh) July 31, 2022
ويأتي ذلك بعد أسبوعين من اندلاع حريق في القسم الشمالي من الإهراءات نتج، وفق السلطات وخبراء، عن تخمر مخزون الحبوب مع ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة.
تحذير رسمي
وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، قد حذر، الأربعاء، من أن صوامع الحبوب معرضة لخطر الانهيار بعد اندلاع حريق هذا الشهر، وذلك قبل أسبوع من الذكرى الثانية للانفجار.
وأفادت قناة الـLBCI، بأن “الجيش اللبناني حدد في محيط إهراءات القمح في مرفأ بيروت مساحة 150 مترا كقطر يمنع على أحد أن يتخطاها، كونها مهددة بالانهيار”.
ولفتت القناة إلى أنه تم إغلاق المساحة بالعوائق، بحال سقطت الإهراءات، والجزء المهدد بالسقوط هو الجزء الشمالي، والانحناء انتقل من 2.5 ملم باليوم إلى 2.5 ملم بالساعة إلى أن أصبح الإنحناء 6 ملم بالساعة.
كما أكد الخبراء المتابعون لانحناء الإهراءات” أنه “تم إخلاء الرصيفين 7 و8 ومنعت السفن التجارية من الرسو فيها”.
إرشادات في حال انهيار
وأصدرت “وزارة الصحة العامة” منذ أيام إرشادات في حال انهيار أجزاء من الإهراءات بمرفأ بيروت، مشيرة إلى أنه “في حال انهيار أجزاء من إهراءات مرفأ بيروت، تتعرض المنطقة التي تحوي الإهراءات، أي بمساحة 500 متر بمحيطها، لغبار كثيف.
أما المنطقة الأبعد، أي من 500 لـ100 متر، فتتعرض لغبار خفيف وسيترسب الغبار المتطاير خلال فترة لا تزيد عن 24 ساعة في المحيط، وعلى الأشخاص الذين يتواجدون في داخل بيوتهم ومكاتبهم المغلقة إغلاق النوافذ والأبواب الخارجية، وتشغيل مكيفات الهواء قدر المستطاع”.
استياء وغضب
وتحولت الإهراءات رمزا لانفجار مرفأ بيروت، الذي تسبب في الرابع من أغسطس 2020 بمقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح.
وأثار خبر انهيار جزء منها موجة من الإستياء والغضب من قبل اللبنانيين الذين يئنون تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية منذ سنوات وعلقت “ران صوّان”: ” بعد ٣ أسابيع من حرائق مفتعلة وتعمد عدم إطفائها، سقط جزء”
واستدركت :”قد ما تعّب حالها منظومة الإجرام، ما رح تقوى عل الحقيقة”.
فيما حمل “ميشيل مواض” مسؤولية الجريمة المتمادية إلى كل من عطل التحقيقات وعمل القاضي وعمل القاضي طارق البيطار.
وأضاف أن انهيار جزء من الاهراءات بفعل إصرار من السلطة المتواطئة إنما هو انهيار لما تبقى من قيم أخلاقية تجاه هول الجريمة وذوي الضحايا.
كل من عطل التحقيقات وعمل القاضي طارق البيطار هو مسؤول عن الجريمة المتمادية. انهيار جزء من الاهراءات بفعل إصرار من السلطة المتواطئة إنما هو انهيار لما تبقى من قيم أخلاقية تجاه هول الجريمة وذوي الضحايا. لن تمر الجريمة عشية ذكراها الثانية من دون حساب. #مرفا_بيروت pic.twitter.com/YwdERT2NjH
— Michel Moawad (@michelmoawad) July 31, 2022
وقال آخر إن انهيار جزء من إهراءات مرفأ بيروت هو تذكير بجريمة لن تُمحى من ذاكرة اللبنانيين رغم محاولات إخفاء معالمها.
وتابع أن “العدالة والمحاسبة واجبة ضد السلطة المجرمة”
عامان على تفجير ٤ آب والمجرم لا يزال طليقًا..
انهيار جزء من إهراءات مرفأ بيروت هو تذكير بجريمة لن تُمحى من ذاكرة اللبنانيين رغم محاولات إخفاء معالمها.
العدالة والمحاسبة واجبة ضد السلطة المجرمة ! #الإهراءات #٤_آب #مرفأ_بيروت #العدالة #المحاسبة pic.twitter.com/7gAv0Uz0dE— Mark B. Daou 🅱️➕ (@DaouMark) July 31, 2022
يذكر أن بناء اهراءات الحبوب في مرفأ بيروت، تم في عهد الرئيس الراحل شارل حلو، وأمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح، اللذان وضعا حجر الأساس في 16 أيلول 1968.