رسالة الناشطة مايسة سلامة الناجي لـ محمد السادس ردا على خطاب العرش تشعل غضب المغاربة

وطن- تسبب المدونة والناشطة السياسية المغربية مايسة سلامة الناجي بموجة غضب ممزوجة بالسخرية ضدها بعد رسالتها التي وجهتها للملك محمد السادس عقب إلقائه خطاب العرش وحديثه عن مدونة الأسرة وأنه لا يحل حراما ولا يحرم حلالا.

وفي رسالة للملك عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” والتي حملت عنوان “رسالة إلى جلالة الملك محمد السادس من مغربية موحدة غير مسلمة”، قالت “مايسة”:”قلتم في خطابكم بمناسبة عيد العرش 30/07/2022 وأنتم تتحدثون عن ضرورة تعديل قوانين مدونة الأسرة لتجويد وضعية المرأة في المغرب أنكم لن تحرموا ما أحل الله ولن تحلوا ما حرم. وفهم عموم المغاربة أن الأمر له علاقة بالمساواة في الإرث.. رغم أنه أكبر من ذلك بكثير.”

الدعوة لضمان التعددية

وأضافت قائلة:”جلالة الملك، لا أحد طالب أبدا بإحلال المحرم وتحريم المحلل ولا أحد له حق تأويل الآيات المحكمات وصياغة الأحكام القطعية على هواه.. ولم يكن يوما المطلب هو تحريف الدين الإسلامي أو محاربة المسلمين. بل المطلب هو ضمان التعددية داخل بلدنا المغرب أرض السلام، حيث حق كل مواطن أن يلتزم بتشريعات دينه وما يومن به، وكذلك حق المسلمين في الالتزام بدينهم وتشريعاته دون تحريف ولا تأويل.. والأمر هنا منتهي”.

وتابعت بالقول:”لكن سؤالي لجلالتكم هو: ماذا عن غير المسلمين؟ مغاربة غير مسلمون يبايعون جلالتكم ويجددون البيعة، وطنيون حتى النخاع لا يرضون عن المغرب بديلا، ما وضعهم في القانون الجنائي ومدونة الأسرة؟”.

التوحيد أعلى من الأديان!

وأردفت بالقول:”أنا كمغربية ولدت في أسرة مسلمة وتعلمت الدين من الأسرة والمدرسة ثم الإعلام المشرقي ودعاته ووعاظه والتزمت بتعاليم الدين كاملة بكل إيمان، إلى أن وصلت مرحلة معينة من التأمل والتدبر والتساؤل والشك قادتني بكل قناعة وسعادة إلى الإيمان بالله وتوحيده والاعتقاد بأنه أكبر وأعلى من الأديان وتشريعاتها، وهي قناعتي اليوم، أنا مغربية أومن بالله وأعتقد أن الأديان تشريعات بشرية محضة ومتجاوزة، تجاوزها ما توصل له الإنسان من حقوق الإنسان والمساواة.”

واعتبرت أن “هذا لا يعني أبدا أني من المستهزئين أو أولئك الذين يستفزون مشاعر المسلمين، بل إني لا أنكر أهمية الأديان التاريخية في إدارة المجتمعات واستقامة الأفراد وصقل الأخلاق والارتقاء بالروحانيات، ولا زلت إلى اليوم ألجأ لآيات وأدعية للتقرب من الخالق”.

وواصلت “الناجي” حديثها قائلة:”لكن إن قسموا الأرض إلى ثلاثة أقسام، قسم يحكم بالتشريع الإسلامي، وقسم يحكم بالديمقراطية وحقوق الإنسان على علاتها ونواقصها، وقسم بدائي يسير بقانون الغاب.. فلن أتردد ثانية إلى اللجوء للدولة الديمقراطية التي تحكم بحقوق الإنسان الكونية ولذلك يمكن اعتباري مغربية موحدة غير مسلمة”.

وأكدت في رسالتها على أنها “كمغربية غير مسلمة مبايعة لجلالتكم، لست ملزمة بأي من تشريعات الدين الخاصة بالزواج والطلاق والإرث في مدونة الأسرة ولا ملزمة بالعقوبات الموجودة في القانون الجنائي.. مع العلم أنني لست وحيدة في هذا البلد”.

وتساءلت:”فما هو وضعنا اليوم في بلدنا المغرب؟ فالأمر لم يكن يوما يتعلق بتحريف دين المسلمين، إنما بضمان قوانين غير المسلمين. ولابد أن يفتح هذا النقاش.”
وأوضحت أنها “في انتظار فتح النقاش، ورد المشرعين، وضمان حقوقنا كفئة من المغاربة المواطنين الأحقاق”.

التدوينة الغريبة للناشطة المغربية فتحت عليها بابا من الغضب الكبير ضدها، حيث امتلأت الردود بآلاف الردود الغاضبة والساخرة أحيانا من حديثها حول مدونة السلوك ومحاولتها خلق دين جديد في المغرب.

رد مايسة الناجي على الهجوم عليها

الردود الغاضبة دفعتها للخروج مجددا في مقطع فيديو للرد على ما تم توجيهه لها من اتهامات، موضحة أنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها على المسلمين وبشكل خاص فيما يتعلق بالميراث.
وأشارت إلى أنها تطالب باحترام “مغرب التعددية” الذي يضمن معاملة المسلمين بالشريعة الإسلامية، وضرورة إقرار قانون يضمن لغير المسلمين حريتهم.
واعتبر “الناجي” أنه لا فرق بين اليمين المتطرف الغربي الذي يطرد المسلمين، وبين المسلمين الذي يرفضون غيرهم في بلدانهم.
وقالت إن الديمقراطية ليست قانون الغاب وإنما هي حكم الأغلبية وتمثيلية تضمن حقوق الأقلية.
كما ردت على من يتهمها بالردة عن الإسلام، قائلة إن المرتد هو الذي اختار الإسلام وهو بالغ راشد ثم خرج منه، معتبرة انه من حق كل فرد اختيار دينه حين يبلغ سن الرشد.

الملك يدعو لمراجعة مدونة الأسرة

وكان العاهل المغربي محمد السادس قد فتح النقاش المجتمعي والمؤسساتي بخصوص مدونة الأسرة، في خطاب عيد العرش الأخير، مؤكدا على ضرورة مراجعة “مدونة الأسرة”، وتفعيل المؤسسات الدستورية المعنية بحقوق الأسرة والمرأة، وتحيين الآليات والتشريعات المغربية، للنهوض بوضعيتها، مشيرا إلى أنه إذا كانت مدونة الأسرة شكلت قفزة إلى الأمام، فإنها أصبحت غير كافية، لأن التجربة أبانت أن هناك عدة عوائق تقف أمام استكمال هذه المسيرة.
وفي رده أيضا على المطالبين بالمساواة بين الجنسين في الميراث وإقرار المثلية الجنسية في المغرب، أكد محمد السادس على أن كونه “أميرا للمؤمنين” فإنه لا يحل حراما او يحرم حلالا.

صادم.. أول رد جزائري رسمي على خطاب الملك المغربي محمد السادس!

 

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث