عرض صور التعذيب في سجن أبو غريب يفجر جدلا واسعا
وطن – أثار عمل فني للفنان الفرنسي “جان جاك ليبل” عن التعذيب داخل سجن أبو غريب السابق، الجدل لأنه استخدم صور الضحايا لأغراض تجارية وفق معارضيه.
وعرض “ليبل” 86 عاما، في محطة قطارات هامبورغ، -أحد مواقع بينالي 12- عمله الفني الذي كان تحت عنوان “السم القابل للذوبان، مشاهد من الاحتلال الأمريكي لبغداد”.
فضيحة سجن أبو غريب
والعمل عبارة لوحة فنية طويلة طبع عليها صور التقطها جنود أميركيون تظهر عملية التعذيب التي تعرض لها معتقلون في سجن أبو غريب من قبل أفراد في الجيش الأمريكي، والتي عرفت بفضيحة “سجن أبو غريب”.
ونشرت هذه الصور أول مرة عام 2004 وتظهر تعذيب أفراد من الجيش الأمريكي لمعتقلين عراقيين في سجن أبو غريب. وجرى التحقيق فيها وتم عقوبة بعض من المشاركين في التعذيب وسجن بعضهم الآخر.
غرفة منفصلة للعرض
وبحسب تقرير لموقع die presse فإن الصور التي طبعت على قماش بحجم كبير علقت على الجدران في غرفة منفصلة عن المعرض العام، ولا يمكن رؤيتها من الخارج بل يتم إعلام الزائرين بالصور المروعة قبل رؤيتها.
وعارض العديد من الفنانين والنشطاء الحقوقيين الغربيين والعراقيين العمل حتى أن أمين عام المعرض استقال من منصبه.
وقال الفنانة العراقية “ريجين ساهاكيان” إن العمل استخدم صور جثث عراقية احتجزت وعوملت بطريقة غير إنسانية ومعاملة وحشية”.
واستخدم الفنان ليبل هذه الصور لأغراض تجارية دون موافقة الضحايا ودون مشاركة الفنانين العراقيين المشاركين في البينالي الذين عرضوا أعمالهم بجانب العمل المثير للجدل دون علمهم.
تكرار المشاهد
ونقل موقع صحيفة “برلينه تسايتونغ” أن عرض هذه الصورة لم يثر في البداية ردود فعل قوية، ربما بسبب مشاهدة هذه الصور منذ أعوام على كثير من المواقع، وربما أن الصور القادمة من سوريا وأوكرانيا قد دفعت بمثل هذه الصور إلى النسيان.
إعادة إنتاج قاسية لجرائم المحتل
لكن النقاش ظهر إلى السطح بعد اعتراض فنانين مشاركين في البينالي، من بينهم أحد أعضاء فريق بينالي وهو “قادر عطية”، فنان فرنسي من أصل جزائري.
إضافة إلى الفنانة العراقية الأصل “ريجين ساحاقيان” التي اعترضت في رسالة مفتوحة موقعة من 15 فنانا على ما اعتبروه إساءة إلى كرامة الإنسان، معتبرين عمل ليبل بمثابة “إعادة إنتاج قاسية لجرائم المحتل”.
واحدة من أسوأ جرائم الجيش الأمريكي
وأشار موقع DW الألماني إلى ماورد في رسالة مفتوحة وجهها فنانو معترضون على العمل: “من أعطى الحق في مثل هذا الشكل من العروض”؟ وأجابوا في الوقت نفسه: “بكل تأكيد ليس الضحايا العراقيون؟ أو الفنانون العراقيون؟ ولا الجمهور العراقي؟، الذين سيتعرضون بكل تأكيد لصدمة أخرى بمشاهدة إعادة تقديم واحدة من أسوأ جرائم الجيش الأمريكي”.
وظيفة الفن ملاحقة الجناة
وسألت DW عربية فنانا عراقيا، عن رأيه في عرض هذه المشاهد، وهو المصور العراقي الألماني إحسان الجيزاني، الذي كان له رأي مختلف، إذ قال “إن من الضروري نشر هذه الصور كي لا تضيع في غياهب النسيان، فالفنان حاول أن يذكرنا بما جرى في أبو غريب وحسنا ما فعل”.
وأضاف أن من وظيفة الفن ملاحقة الجناة، الذين “يمشون بحرية، بينما يعاني الضحايا من الألم، وهم بحاجة إلى تحقيق العدالة”.
وختم بالقول “إخفاء هذه الصور، التي نشرت فعلا على المواقع ووسائل الإعلام، يعني مساعدة الجاني لا الضحية”.
وكان موقع “ترند” قد رصد تغطية واسعة لردات الفعل بعد نشر الصور.