بدون طلقة واحدة .. المقاومة تفرض حصارا على مستوطنات غلاف غزة وإسرائيل تهدد

وطن – لليوم الرابع على التوالي، يعيش المستوطنون الإسرائيليون في غلاف غزة تحت حكم حظر التجول خشية استهدافهم من المقاومة الفلسطينية، كرد على ممارسات الاحتلال.

المقاومة الفلسطينية نجحت في تعطيل حياة المستوطنين فترة طويلة، وسط مخاوف من تدهور الأوضاع بسرعة إلى تصعيد عسكري.

هذا الواقع الحادث على الأرض أثار ردود فعل إسرائيلية غاضبة على تردي الواقع الأمني إلى هذه الدرجة، وتبدد صورة الردع الإسرائيلي أمام الفلسطينيين بصورة مهينة.

وقال الجنرال تامير هايمان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، إن حركة الجهاد الإسلامي فرضت على جيش (الاحتلال) معادلة لا يمكن قبولها؛ لأن النشاط العملياتي الجاري في الضفة الغربية سوف يستمر بمزيد من التعقيد، وليس من المعقول عند كل اعتقال قيادي كبير (بسام السعدي) أن يتم الاستنفار تحسبا لرد من غزة، مما يستدعي الرد على هذه التهديدات التي قد تتدهور إلى حملة أوسع، ولا يوجد خيار آخر أمام الجيش سوى مواصلة عملياته لوقف موجة الهجمات الأخيرة.

وأضاف في مقال نشره موقع القناة 12 العبرية، أن “رفع حالة التأهب في إسرائيل المستمرة منذ عدة أيام أشاعت ارتياحا بين قادة الجهاد، لكنهم في ذات الوقت غير راضين عما حصل فعلا، وهم عازمون على الاستمرار في محاولة تنفيذ هجوم”.

وتابع: “هذا يعني أننا أمام معادلة لا تستطيع إسرائيل قبولها، ولن تقبلها، ولن تتمكن من الاستمرار في حالة تأهبها الحالية لعدة أيام أخرى دون اتخاذ إجراءات، فالحياة اليومية لمستوطني الغلاف أحد عناصر الردع الإسرائيلي، ولن يكون مسموحا تعطيل حياتهم لفترة طويلة من الزمن”.

وعبر مستوطنون من مناطق “غلاف غزة”، عن خيبة أملهم من استمرار الإغلاق الأمني الذي تشهده مستوطناتهم منذ أربعة أيام.

وأكد مستوطنون من الغلاف يعملون في الزراعة، أن لديهم خيبة أمل من استمرار إغلاق المناطق القريبة من الحدود، إذ منعهم جيش الاحتلال من الوصول للحقول خشية تعرضهم لنيران قناصة من القطاع، مطالبين بالحصول على تعويضات مالية.

وشدد المستوطنون هناك على أنهم محبوطون للغاية من الأوضاع على ضوء تهميشهم طيلة الوقت، وقال أحد أحد مستوطني كيبوتس “نتيف هعسرا”: “المرة الأولى في حياتي التي تراودني فيها نفسي بترك الغلاف برمته وربما إسرائيل عن بكرة أبيها”.

وأضاف: “هذه المرة الأولى التي أفكر فيها أن هذا ليس مكاني ، كيف ستعيش وأنت فاقد للأمن وفاقد للانتماء ولم يخطر في بالي يومًا أنني سأقول هذا، ولكنني أعتقد بأننا ضللنا الطريق”.

وتابع: “نحن نقوم بالمزيد من عمليات الحماية ويبدو أننا نسينا أن مهمة الجيش هي حمايتنا وليس العكس”.

فيما قالت وزيرة الداخلية أيليت شاكيد خلال جولة في غلاف غزة: “آمل حقًا أن ينتهي هذا الوضع قريبًا، لأن الذين يجب أن يعيشوا في حالة خوف وذعر هم الإرهابيون في غزة وليس سكان الغلاف، كما حان الوقت لإقامة مستوطنة جديدة في غلاف غزة، مستوطنة حانون، القرار جاهز على الطاولة، يحتاج الموافقة”.

كما أجرى وزير الدفاع جانتس تقييما للوضع، وقال: “أقول بوضوح لقادة حماس والجهاد – إن وقتكم محدود، سيتم إزالة التهديد، نحن نستعد لأي عمل على أي جبهة، الوضع الذي تأخذون فيه سكان الغلاف كرهائن، سيعود بالأذى عليكم، لن نتردد في الدخول لحرب، والجيش مستعد لذلك”.

إغلاق قطاع غزة لليوم الرابع

وتواصل سلطات الاحتلال، إغلاق قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، ما يشير إلى عدم نجاح جهود الوسطاء حتى اللحظة في إنهاء حالة التوتر.

واستمرت عملية إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، ومعبر بيت حانون “إيرز” الواقع في شمال القطاع، والمخصص للأفراد.

ولا تزال سلطات الاحتلال تمنع خروج أي شخص من قطاع غزة، كما تمنع دخول أو خروج البضائع من القطاع، بعد أن شددت من إجراءات الحصار.

وذكرت القناة 14 العبرية: “رسالة أرسلت لقادة قوات الاحتياط في حرس الحدود قبل قليل: بسبب التصعيد المتوقع في الجنوب، والخوف من أن يمتد التصعيد إلى عموم البلاد، من المتوقع أن يتم استدعاء قوات احتياط من حرس الحدود، لذا يرجى الإبلاغ عن مكان تواجدك واستعدادك لاستنفار قواتك في الاحتياط فورا”.

يأتي ذلك في إطار الاجراءات الأمنية التي اتخذها جيش الاحتلال على حدود القطاع، منذ الثلاثاء الماضي، بعد أن ادعى بوجود معلومات استخبارية لديه تفيد بأن نشطاء الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”- سرايا القدس، ينوون تنفيذ هجوم قوي.

ويسود كل هذا التوتر، منذ اعتقال القيادي في الحركة بسام السعدي من مخيم جنين، ليل الإثنين الماضي.

تأثير الإغلاق على القطاع

وتؤثر خطوات الإغلاق كثيرا على سكان قطاع غزة المحاصرين، والتي بموجبها يمنع الاحتلال دخول الكثير من البضائع الرئيسة التي يحتاجها السكان.

كما أن الإغلاق يهدد بوقف عمل محطة توليد الكهرباء، في هذا الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة، بسبب توقف دخول الوقود المخصص لتشغيلها.

في وقت أكد فيه قيادي في حركة الجهاد وجود “حديث إيجابي”، مع الوسطاء، وأن حركته تتعامل بإيجابية مع الجهود المصرية، وتنتظر النتائج، إلا أن قوات الاحتلال عززت من وجودها العسكري في مناطق الحدود، بما في ذلك فرق المدفعية، خشية من أن تفضي أجواء التوتر وحالة الاستنفار، إلى تصعيد عسكري.

ويواصل جيش الاحتلال، إغلاق الطرق والمحاور القريبة والمكشوفة أمام القطاع، وكذلك إغلاق شاطئ زكيم، ووقف حركة القطارات بين عسقلان وسديروت.

وتشمل الإجراءات منع حركة المستوطنين في المستوطنات القريبة، بما في ذلك عدم السماح لهم الوصول إلى مناطق مكشوفة، خشية من استهدافهم بنيران قناصة من غزة.

كما تتضمن أيضا منع ظهور عربات عسكرية، خشية من استهدافها بصواريخ مضادة للدروع.

وقالت صحيفة “معاريف” العبرية في تقرير مشترك لكل من “تل ليف را” و “آنا براسكي”، إن “جهاز أمن الاحتلال، قرر استمرار وضع الحواجز وإغلاق عدد من المستوطنات (قريبة من غزة) خلال اليومين المقبلين، إذ لا تزال التحذيرات من هجوم انتقامي للجهاد الإسلامي مشتعلة”.

وأضافت أن “جيش الاحتلال يفرض قيودا شديدة على الدخول والخروج من تلك المستوطنات، بسبب التحذيرات الشديدة والقرب من السياج الفاصل مع القطاع”.

وأشارت إلى أن رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد، حاول تهدئة رؤساء المستوطنات الواقعة في الجنوب، بقوله لهم: “الوضع لن يدوم طويلا”، موضحا أن “حالة التأهب الأمني مع قطاع غزة مستمرة لليوم الرابع على التوالي”.

وتشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية، إلى أنه في هذه المرحلة لا يوجد تغيير في صورة الوضع، والتقدير أن حركة الجهاد الإسلامي رغم محاولات الوساطة المصرية، تريد تنفيذ هجوم انتقامي ردا على اعتقال القيادي، بسام السعدي” من جنين، فجر الاثنين الماضي.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث