السديس عن أحداث غزة: “الإسلام يحث على عدم الاعتداء على غير المسلمين”
شارك الموضوع:
وطن – أدان الرئيس العام لشؤون الحرمين الشيخ عبدالرحمن السديس، اقتحام المستوطنين الإسرائيليين للأقصى، لكنه في الوقت ذاته لم يُدِن اعتداء إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة، ما فجر موجة غضب ضده.
السديس أدان اقتحام الأقصى فقط
واكتفى “السديس” في بيانه الذي نقلته “رئاسة الحرمين” بإدانة اقتحامات المسجد الأقصى، دون التطرق للعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط 41 شهيدا بينهم 15 طفلا و4 نساء و311 من الجرحى.
وقال عبدالرحمن السديس في بيانه: “المسجد الأقصى سيبقى شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين، وما يقوم به المستوطنون الإسرائيليون تجاوزات بائسة لا يقبلها دين ولا عرف. انتهكوا من خلالها الحرمات والمقدسات غير مكترثين بما سيترتب عليها من تبعات تزيد من التوتر وتفاقم الأوضاع”.
وتابع أن الانتهاكات والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك وباحاته ؛ تتنافى مع جميع الأعراف الإنسانية التي تقضي باحترام الآخرين ومقدساتهم والحفاظ عليها.
السديس يغازل إسرائيل على نهج ابن سلمان
وفي فقرة بالبيان اعتبرت مجاملة ومغازلة لدولة الاحتلال إسرائيل، التي سبق أن وصفها محمد بن سلمان بأنها “صديقة وحليف محتمل”، قال السديس أيضا إن “الدين الإسلامي الحنيف يرفض جميع أنواع الانتهاكات ويجرمها، كما يحث المسلمين على عدم الاعتداء على غير المسلمين.”
هدنة في قطاع غزة
ويشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي، أعلنت موافقتها على اتفاق هدنة مع إسرائيل عبر وساطة مصرية، بعد 3 أيام من العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي أسفر عن استشهاد 41 فلسطينيا.
وقال رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي في بيان: «قبل قليل تم التوصل إلى صيغة الإعلان المصري لاتفاق التهدئة بما يتضمن التزام مصر بالعمل على الإفراج عن الأسيرين بسام السعدي و(خليل) عواودة».
وتأتي التصريحات بعد ساعات من إعلان مصدر مصري مطلع أن «جهات مصرية تتواصل مع مسؤولي حركة (الجهاد)، وبالتنسيق مع حركة (حماس)، بهدف إتمام وقف التصعيد، بعد اتفاقٍ (منتصف اليوم) على إرجاء الإعلان لساعات».
وجاء في بيان حركة الجهاد: “نعلن بدء وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 23:30 ونؤكد ترحيبنا بالجهود المصرية”.
كما أكدت الحركة على حقها في الرد على أي عدوان صهيوني.
وأضاف البيان:”نعبر عن فخرنا واعتزازنا بالجرحى والمصابين وندعو بالرحمة لشهدائنا العظام”.
ومن جانبه قال الناطق باسم حركة حماس: “هذه الجولة ثبتت معادلة أنه لا عدوان ولا احتلال دون كلفة.”
ابن سلمان: “إسرائيل حليف محتمل”
ويشار إلى أن علاقات التطبيع السري بين السعودية وإسرائيل لا تخفى على أحد، حتى وإن كان موقف المملكة الظاهر داعما لفلسطين بروتوكوليا، ويؤكد ذلك سياسات محمد بن سلمان، بعيدا عن الخطابات الرسمية السعودية الروتينية التي تخص الملف الفلسطيني.
وسبق أن أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن حكومة المملكة لا تنظر إلى إسرائيل باعتبارها عدوا وإنما تعدها “حليفا محتملا”.
وقال بن سلمان، في مقابلة مطولة مع صحيفة “أتلانتيك” الأمريكية نشرت في مارس الماضي، ردا على سؤال حول إمكانية أن تحذو المملكة حذو بعض الدول العربية الأخرى في منطقة الخليج وتقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل: “الاتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي هو ألا تقوم أي دولة بأي تصرف سياسي، أمني، اقتصادي من شأنه أن يلحق الضرر بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وجميع دول المجلس ملتزمة بذلك، وما عدا ذلك، فإن كل دولة لها الحرية الكاملة في القيام بأي شيء ترغب القيام به حسب ما ترى”.
وأضاف بن سلمان: “إنهم يملكون الحق كاملا في القيام بأي شيء يرونه مناسبا للإمارات العربية المتحدة، أما بالنسبة لنا، فإننا نأمل أن تحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وتابع: “إننا لا ننظر إلى إسرائيل كعدو، بل ننظر إليهم كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك”.
وشهدت العلاقات بين إسرائيل والسعودية في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عدة مؤشرات لحدوث تقارب معين بين الطرفين وسط تصاعد التوتر في المنطقة مع إيران.
بينما أفادت وسائل إعلام بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، بنيامين نتنياهو، التقى قيادة المملكة، لكن الرياض نفت صحة هذه الأنباء وأكدت مرارا أنها لن تبرم اتفاقات تطبيع مع الجانب الإسرائيلي إلا بعد التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية بناء على مبادرة السلام العربية.
محمد بن سلمان عن إسرائيل: عدونا مشترك
كما سبق أن صرح ولي العهد السعودي، بأن المملكة وإسرائيل تواجهان عدوا مشتركا، لكن العلاقات بينهما لن تتم إقامتها إلا بعد السلام مع الفلسطينيين.
وخلال مقابلة مع صحيفة “TIME” الأمريكية في 2018، قال محمد بن سلمان، في رده على سؤال حول “مدى توافق مصالح السعودية مع مصالح إسرائيل”: “حسنا، يبدو أن لدينا عدوا مشتركا، ويبدو أن لدينا العديد من الأوجه المحتملة للتعاون الاقتصادي.”
وتابع:”لكن لا يمكن أن تكون لنا علاقة مع إسرائيل قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين، لأن كلا منهما له الحق في العيش والتعايش”.