وسيلة عدائية جديدة في الهند تحرض على قتل المسلمين

وطن- تشهد الهند تصاعداً في حالات الاضطهاد ضد المسلمين، كان آخرها انتشار أغاني مليئة بتلميحات عنصرية ضد المسلمين.

أغان عدائية وتحريض على القتل

وأشار تقرير على شكل “انفوغراف” لموقع “العدسة”، إلى أن هذه الأغاني تستند إلى فكرة أن الهندوس رزحوا لقرون تحت وطأة حكم المسلمين والآن حاون الوقت لكي يدفع المسلمون الثمن.

ولفت التقرير إلى أن من أشهر المغنين لهذه الأغاني “سانديب تشاترفيدي” 26 عاماً الذي يستعد لتسجيل أغنيته الجديدة التي تتحدث عن مسجد أصبح مؤخراً محل جدل. بعد أن طالب هندوس السماح لهم بممارسة طقوس عبادتهم هناك في سيناريو مشابه لدعوات اليهود للصلاة في الحرم الإبراهيمي في فلسطين المحتلة.

تطرف ديني وراء الأغاني

ونوّه التقرير المذكور إلى أن هذه الظاهرة يغذيها التطرف الديني وتدعمها توجهات سياسية، بما فيها حزب رئيس الوزراء “ناريندرا مودي” الذي كان سبباً في إشعال فتيل العداء ضد المسلمين في الهند.

https://twitter.com/TheLensPost/status/1557389150399102978?s=20&t=Hwxtk01ROPGSgCGLWE6SHQ

ومنذ وصول مودي إلى السلطة عام 2014، شنت جماعات هندوسية يمينية هجمات على أقليات بدعوى أنها تحاول منع التحول الديني، وأقرت عدة ولايات هندية، وتعمل أخرى على دراسة، قوانين مناهضة لحق حرية الاعتقاد الذي يحميه الدستور.

إقصاء المسلمين المهاجرين

وفي 2019، وافقت الحكومة على قانون يخص الجنسية قال معارضون له إنه تقويض لدستور الهند العلماني بإقصاء المسلمين المهاجرين من دول مجاورة.

والقانون من شأنه منح الجنسية الهندية للبوذيين والمسيحيين والهندوس والجاينيين والبارسيين والسيخ الذين فروا من أفغانستان وبنغلاديش وباكستان قبل 2015.

“مات أسدا دفاعا عن الإسلام”.. مسلمة هندية تنعى طفلها الذي قتلته الشرطة الهندية بكلمات مؤثرة

“أغان مليئة بالكراهية”

ونشر موقع “voanews” الأمريكي تقريراً بعنوان “في الهند: الأغاني المليئة بالكراهية سلاح لاستهداف المسلمين”، ألقى الضوء فيه على فصل جديد مما تتعرض له الأقلية الأكبر عدداً في العالم من اضطهاد وقمع.

وبالنسبة لبعض ملايين المسلمين الهنود، الذين يشكلون 14٪ من سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، فإن هذه الأغاني هي أوضح مثال على تصاعد المشاعر المعادية للمسلمين في جميع أنحاء البلاد. إنهم يخشون أن تكون الموسيقى الكراهية أداة أخرى في أيدي القوميين الهندوس لاستهدافهم.

عصي وسيوف

وأشار التقرير إلى أن مهرجانا هندوسياً لإحياء الذكرى السنوية لميلاد الإله راما تحول في 10 أبريل/نيسان،الماضي إلى أعمال عنف في مدينة خارغون بولاية ماديا براديش، بعد أن مرت حشود الهندوس أمام أحياء ومساجد المسلمين وهم يلوحون بالعصيّ والسيوف.

وأظهرت مقاطع فيديو مئات منهم يرقصون ويهتفون بصوت واحد، مع أغانٍ ردَّدتها مكبرات صوت، وتدعو لاستخدام العنف مع المسلمين.

ويتبنى القوميون الهندوس المتشددون في الهند موقفاً معادياً للمسلمين، ويدعون إلى العنف ضدهم. ووصل ذلك إلى إطلاق دعوات علنية لإبادة المسلمين جميعاً من جانب قادة هندوس متطرفين، بينما لا تتخذ حكومة ناريندرا مودي خطوات جادة لوقف ما يحدث، فالمسلمون في الهند يواجهون جميع أشكال الاضطهاد التي لم يسلم منها أحد ولا حتى نجوم بوليوود المسلمون مثل شاروخان.

تاريخ مليء بالعنف الطائفي

ويذكر أن تاريخ الهند مليء بالعنف الطائفي الدموي، الذي يعود تاريخه إلى التقسيم البريطاني لشبه القارة الهندية عام 1947. لكن الاستقطاب الديني زاد بدرجة كبيرة في عهد حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الهندوسية القومية، إذ استُهدفت أقليات المسلمين أحياناً كثيرة في كل شيء من طعامهم وملابسهم إلى زواجهم من أديان أخرى.

وأشار تقرير لوكالة “رويتر” إلى أن أغاني الزعفران المليئة بالكراهية فاقمت حدة هذه التوترات بين المسلمين والهندوس، لكن أصحابها يعتبرونها شكلاً من أشكال دعمهم لعقيدتهم، ومجرد تأكيد على أنهم “هندوسيون يفخرون بديانتهم”. إذ قال المغني سانديب شاتورفيدي للوكالة الأمريكية: “الهند دولة هندوسية وأغنياتي تحتفي بديننا. ما الخطأ فى ذلك؟”.

الإله “راما” واستفزاز المسلمين

وحسب المصدر ذاته فإن أغنية “شاتورفيدي” كانت الأكثر استفزازاً من ضمن أغانٍ عديدة انطلقت في خارغون قبل أعمال العنف. فهذه الأغنية تحث الهندوس على “النهوض” حتى “ينحني من يرتدون القلنسوات للإله راما”، في إشارة إلى المسلمين. وتمضي لتقول إنه حين تغلي “دماء الهندوس” فستُري المسلمين مكانهم الصحيح بـ”السيف”.

أغاني الزعفران في الهند.. تستهدف المسلمين

وزعم “شاتورفيدي”، القومي الهندوسي المتشدد، أن كلمات أغانيه ليست مليئة استفزازية بل تعبر عن “مزاج الناس”. وقال: “كل الهندوس يحبون أغنياتي لأنها تقربهم من دينهم”.

“أغاني الزعفران”

ومؤخراً أصبحت الأغاني التحريضية الموجهة ضد المسلمين مقدمة للهجمات الهندوسية القاتلة. وهذه الأغاني جزء مما يعرف باسم “أغاني الزعفران”، في إشارة إلى اللون المرتبط بالديانة الهندوسية، والمفضل لدى القوميين الهندوس.

ويدعو العديد من هذه الأغاني صراحة إلى قتل المسلمين ومن لا يؤيدون “هندوتفا”، الحركة القومية الهندوسية الساعية لتحويل الهند العلمانية رسمياً إلى دولة هندوسية صريحة.

ويخشى ملايين المسلمين الهنود، الذين يشكلون 14% من سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، أن تكون هذه الأغاني المليئة بالكراهية أداة أخرى في أيدي القوميين الهندوس لاستهدافهم.

الهند.. ذبح إمام مسلم بالسكين في المسجد وهو نائم لدفاعه عن الرسول

Exit mobile version