وطن– في ظهور علني يتزامن مع عديد من التكهنات حول تردّي حالته الصحية، ألقى ملك المغرب محمد السادس خطاباً لشعبه، بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب.
يحتفل المغرب بـ”ثورة الملك والشعب” في 20 أغسطس سنوياً، وتؤرِّخ المناسبة لنفي الاستعمار الفرنسي للسلطان محمد الخامس، جد الملك محمد السادس، ومحاولة تنصيب ملك مكانه عام 1953.
ملك المغرب تناول في خطابه الكثير من الملفات، لعلّ أبرزها قضية الصحراء التي وضعها في مستهلِّ خطابه لمواطنيه.
محمد السادس قال: إنّ بلاده تمكنت خلال السنوات الأخيرة، من تحقيق إنجازات كبيرة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، لصالح الموقف العادل والشرعي للمملكة، بخصوص “مغربية الصحراء”، حسب وكالة “هيسبريس” المغربية.
ملك المغرب يعترف بالصحراء الغربية بطريقة غير مباشرة 🤭
ويقول ان 40 بالمائة من الدول الإفريقية تعترف بمغربيتها !!
حتى وإن حاولنا تصديق كلامه الكاذب فهذا يعني ان الصحراء ليست مغربية بإعتراف دول الإتحاد الإفريقي المتبقية ! 😬في انتظار نظارة سبتة و مليلية 👨🦯
— ғɪᴇ̀ʀᴇ ᴅ'ᴇ̂ᴛʀᴇ ᴀʟɢᴇ́ʀɪᴇɴɴᴇ 🇩🇿 (@AwaTef213Dz) August 20, 2022
وأضاف أن العديد من الدول الوازنة عبّرت عن دعمها، وتقديرِها الإيجابي لمبادرة الحكم الذاتي، في احترام ٍلسيادة المغرب الكاملة على أراضيه، كإطار وحيد لحلّ هذا النزاع الإقليمي المفتعَل، كما قال.
وأشار إلى أن الموقف الثابت للولايات المتحدة الأمريكية شكّل حافزاً حقيقياً، لا يتغير بتغيُّر الإدارات، ولا يتأثّر بالظرفيات.
وثمّن الملك، الموقفَ الواضح والمسؤولَ ممَن وصفها بـ”الجارة إسبانيا”، التي تعرِف جيداً أصلَ هذا النزاع وحقيقتَه، وأكّد أن هذا الموقف الإيجابي، أسّس لمرحلة جديدة من الشراكة المغربية الإسبانية، لا تتأثر بالظروف الإقليمية، ولا بالتطورات السياسية الداخلية.
جلالة الملك #محمد_السادس..🇲🇦
ثورة ملك وشعب مجيدة 🇲🇦🎊#المغرب pic.twitter.com/yOokhSsyYy
— Amine BOUCHRIT | أمين بوشريط 🇲🇦 (@aminebouchrit1) August 20, 2022
ولفت إلى أن الموقف البنّاء من مبادرة الحكم الذاتي، لمجموعة من الدول الأوروبية، منها ألمانيا، وهولندا، والبرتغال، وصربيا، وهنغاريا، وقبرص، ورومانيا، سيساهم في فتح صفحة جديدة في علاقات الثقة، وتعزيز الشراكة النوعية، مع هذه البلدان الصديقة.
وأشار إلى فتح نحو 30 دولةً قنصلياتٍ في الأقاليم الجنوبية؛ تجسيداً لدعمها الصريح، للوحدة الترابية للمملكة، ولمغربية الصحراء.
الرد على خطاب ملك المغرب. يكفي هذه الصورة..
الصورة للعلم الصحراوي خلال قمة الاتحادين الاوروبي والافريقي ببروكسل والتي حضرها الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي.#الصحراء_الغربية #الصحراء_الغربية_ليست_مغربية pic.twitter.com/3dwFJuHD6a— ابو محمد 🇪🇭🇩🇿🇵🇸 (@oullbikam) August 20, 2022
وتابع: “لا يسعنا بهذه المناسبة، إلا أن نجدّد عبارات التقدير، لإخواننا ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية الشقيقة، وخاصة الأردن والبحرين والإمارات، وجيبوتي وجزر القمر، التي فَتحت قنصليات بالعيون والداخلة”.
وأكمل: “كما نشكر باقي الدول العربية، التي أكدت باستمرار، دعمها لمغربية الصحراء، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي ومصر واليمن”.
وواصل تقديم الشكر: “نعبّر أيضاً عن اعتزازنا بمواقف أشقائنا الأفارقة، حيث قامت حوالي 40 في المئة من الدول الإفريقية، تنتمي لخمس مجموعات جهوية، بفتح قنصليات في العيون والداخلة”.
ووجّه رسالةً قائلاً: “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”.
وختم حديثَه في هذا السياق: “ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل”.
قضية الصحراء
في قضية الصحراء، تقترح الرباط حكماً ذاتياً موسّعاً بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.
و”الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” كيانٌ أعلنت جبهة البوليساريو قبل 45 عاماً قيامَه على أراضي الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة.
وكانت دولة بيرو، قد أعلنت يوم الخميس، قطْعَ علاقاتِها الدبلوماسية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية؛ وذلك بهدف تعزيز العلاقات بين ليما والرباط.
ووُصفت هذه الخطوة، بأنها انتكاسة لجبهة البورليساريو، التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المملكة.
وقالت وزارة الخارجية البيروفية في بيان: إنّ حكومة جمهورية البيرو، قرّرت سحب اعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية، وقطع كلّ العلاقات بينها وبين هذا الكيان”.
يُشار إلى أنه في 1984، اعترفت البيرو للمرة الأولى بالكيان الذي شكّلته البوليساريو، لكنّها عادت وعلّقت هذا الاعتراف في 1996.
وظلّ الوضع على حاله حتى صيف العام الماضي، حين استأنفت ليما العلاقات الدبلوماسية مع الكيان المنبثق من البوليساريو.