وطن– بعد ساعات قليلة فقط من نفيه أن يكون قد قصد “مصر” في مقاله السابق بعنوان: “14 سبباً لسقوط الحكّام والأنظمة!”، الذي أثار ضجةً عارمةً وقلب أبواق النظام ضده، عاد الإعلامي والكاتب المصري المعروف بقربه من الأجهزة السيادية عماد الدين أديب بمقال جديد بعنوان: “بدايات متفجّرة للعام 2023!”، ذكر فيه مصر والأردن وتونس بشكل واضح وصريح.
وبدأ “أديب” مقالَه مخاطِباً الجميع بالقول: “للأسف كان بودّي أن أبشّركم بالشهور الباقية من هذا العام وبالعام الميلادي المقبل، لكن، عذراً، الآتي سوف يسير من سيّئ إلى أسوأ”.
وتحدّث “أديب” في مقاله عن الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها غالبية دول العالم، موضحاً أن
“هذه المرّة الجميع يعاني ولا يوجد لدى أحد أدنى قدرة على التدخّل لإنقاذ الآخر أو إعطاء البشرية قبلة الحياة”. حسب ما ورد على موقع “أساس ميديا“.
الاعتماد على الدعم الإقليمي لم يعد سهلا!
وقال: إن “دول كثيرة كانت تعتمد على الدعم الإقليمي أو الدولي أو على دعم المؤسّسات الدولية مثل صندوق النقد أو البنك الدولي أو الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الإفريقي أو البنك الإسلامي”.
وأشار إلى أن “ذلك كلّه لم يعُد سهلاً أو متاحاً؛ لأنّ سقف وملاءة هذه المؤسّسات الماليّة لا يستطيعان تغطية الحجم الأسطوري من الاحتياجات الكونيّة دفعة واحدة”.
وتوقّع “أديب” حدوث “انهيارات اقتصادية كبرى تؤدّي إلى قلاقل اجتماعية عنيفة تنجم عنها فوضى أمنيّة غير مسبوقة”.
التركيز على مصر والأردن وتونس وغيرهما
وفي هذا السياق، طالب “أديب” من الجميع أن يركّزوا أبصارهم “على الضغوطات القاسية للغاية على اقتصادات السودان واليمن وسوريا ولبنان ومصر وتونس، وباكستان وأفغانستان وبنغلاديش والأردن والصومال وجيبوتي”.
واعتبر “أديب” أنّ “إعادة تأهيل إيران بالإفراج عن 7 مليارات دولار محجوزة لدى كوريا الجنوبية، والسماح لها ببيع 50 مليون برميل، خلال أوّل 120 يوماً من رفع العقوبات، لن يضمّد جراح الاقتصاد الإيراني، الذي يخسر 200 مليون دولار أميركي يوميّاً جرّاء المقاطعة والعقوبات”.
وشدّد في مقالِه المتشائم على أن “الأزمة أكبر من الحلّ، والضغوط أكبر من الإمكانيات، والطلب على المساعدات يتضاءل أمام الاحتياجات”.
الأزمة الأخطر
ولفت إلى ان “الأزمة الأخطر أنّ بعض الدول التي تمتلك فوائض نقدية، ستقف عاجزة عن استخدام فوائضها إزاء شحّ وندرة الإنتاج العالمي، من الغاز والكهرباء والحبوب والأسمدة والموادّ الأساسية”.
واختتم “أديب” مقالَه بالقول: “يا ويلنا من الشهور المقبلة!”.
يُشار إلى أنه بعد موجة الجدل الكبيرة التي تسببها مقاله السابق، أوضح “أديب” في تصريحات خاصة لموقع “سي إن إن بالعربية arabic.cnn“، أنّ مقاله المثير للجدل “ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالحالة المصرية”، دون إعطاء أي تفاصيل أخرى، عن سبب كتابة هذا المقال أو الحالة التي يقصدها به.
وتابعَ أديب أن المقال الذي جاء بعنوان “14 سبباً لسقوط الحكام والأنظمة”، منشورٌ منذ 14 أغسطس الجاري.
وتابعَ في ردٍّ اعتبره ناشطون غير مقنع ، مؤكدين أنّ مقاله يرمي لنظام السيسي: “مقالي يتحدث عن الأنظمة السياسية في العالم عبر التاريخ، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالحالة المصرية”، على حدّ تعبيره.
عماد الدين أديب والإطاحة بنظام عربي في 2023
وكان عماد أديب، قد ذكر عدةَ أسباب لسقوط الأنظمة في عالمنا العربي المعاصر، وذكرَ منها “اعتماد الحاكم على رجال ثقة موالين له، على الرغم من ضعف كفاءتهم وفشلهم في التصدّي لمشكلات البلاد والعباد”.
وأيضاً قال: إن تغاضي الحاكم وسماحَه للحلقة الضيّقة القريبة منه بممارسة الفساد والإفساد، هو أحد أسباب سقوط الأنظمة بمنطقتنا العربية.
وفي إشارةٍ إلى إطاحة قريبة متوقَّعة بنظام السيسي في مصر، قال عماد أديب: إنه يتم الإطاحة بالأنظمة عبر استقواء بعض رجال السلطة وتضحيتهم بالحاكم، من أجل بقاء مصالحهم، بمعنى “فليذهب الحاكم مقابل أن يبقى الحزب أو الجهاز أو التيار أو الطائفة”.
وأضاف أيضاً: “قيام بعض عناصر الحكم بالارتباط بعلاقة عمالة مع قوى إقليمية أو دولية؛ للاستقواء بها، في معادلة اختطاف الحكم لصالحها”.
ولفت السياسي المصري أيضاً إلى أن من أسباب سقوط الأنظمة، “صراع أجهزة الحكم بعضها مع البعض الآخر بشكل مدمّر”.
وهو ما يجعل حالة العداء بين أجهزة الحكم، بدلاً من أن يكون العداء أو الخصومة لأعداء النظام الحقيقيين. موضحاً: “باختصار أن تكون مشاكل النظام الداخلية ذات أولوية على مشاكله مع الأعداء”.
وعرّج عماد أديب في مقاله، إلى أسبابٍ أخرى تؤدي لسقوط النظام، وكأنه يتحدث عن سياسات السيسي تماماً، ولكن دون أن يُذكَر اسمه صراحةً حيث قال: “تعرّض بعض الحكّام إنسانيّاً لضغوط عاطفية من أفراد عائلتهم، تجعلهم يضعونهم في مناصب، لا يستحقّونها وغير مؤهّلين لإدارتها، وتحمّل مسؤوليّاتها الصعبة”.
إطاحة السيسي
وأضاف: “حاكم يجهل ما يُرضي شعبه وما يغضبه.. حاكم يعطي امتيازاً خاصاً استثنائياً لجهاز سيادي أو طبقة أو طائفة أو منطقة حيوية، مفضّلاً أحدها على الآخر”.
واعتبر عماد أديب، بنهاية مقاله أنّ أخطرَ ما يمكن أن يقع فيه الحاكم هو “ألّا يُحسن اختيار فريقه الأساسي، وألّا يتعامل مع أعضائه بناءً على مدى التزامهم بالإنجاز، بل على أساس عبارات المديح والولاء الفارغة”.
وأوضح: “كلّ الأسباب السابقة تزداد خطورتها وتصبح معها الأنظمة في مهبّ الرياح، إذا ما توافرت واجتمعت في عالم مرتبك فوضويّ، مثل عالم اليوم”.
واختتم متوقِّعاً الإطاحة بعدد من الأنظمة منتصف العام المقبل: “لذلك كلّه، وتذكّروا كلامي، يا خوفي الشديد على كثير من أنظمتنا وشعوبنا من الآن حتى منتصف العام المقبل.. حينما تصبح لقمة العيش وسوء الخدمات واستحالة الحياة اليومية، هي وقود اضطرابات اجتماعية مدمّرة”.