مفتي عمان يربط بين جفاف أنهار أوروبا والشذوذ الجنسي هناك
وطن– علّق المفتي العام في سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، على ظاهرة التغير المناخي في أوروبا وجفاف بعض الأنهار والبحيرات في مشاهد كارثية غير مسبوقة، حيث ربط ذلك بانتشار الفواحش والشذوذ الجنسي في الغرب، حسب وصفه.
مفتي عمان يعلق على جفاف أنهار أوروبا
ويشار إلى أن أوروبا حالياً تعيش أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، ما أدى إلى انخفاض مستوى المياه فى عدد من البحيرات والأنهار، بوتيرة تهدد إمدادات الغذاء والطاقة؛ نظراً لتهديد الجفاف لمنسوبات مياه الرى والشرب والشحن النهرى، وصولاً إلى جفاف الأراضى الزراعية، وتهديد أمن مواطنيها الغذائي.
وفي تعليقه على هذه الظاهرة، قال الشيخ أحمد الخليلي في بيان له رصدته (وطن) على حسابه الرسمي بتويتر: “ما أعظم الذكرى وأقل الادكار إن أوربا تمر بمرحلة تستدعي مراجعة النفس ومحاسبة الذات”.
https://twitter.com/AhmedHAlKhalili/status/1561693675675127809?s=20&t=eDxK5T5SUXBdcrR6B2CM4Q
وتابعَ موضحاً:”فالعالم كله أفاق على تغير المناخ فيها؛ بالتهاب حرارة في أجوائها غير معتادة، ونضوب المياه من البحيرات والشطوط والأنهار، فهي تتحول بسرعة مذهلة من مروج خضراء إلى قفر يباب”.
وتساءل مفتي سلطنة عمان: “فهل بحث ساستها وأهل الحل والعقد فيها عن أسباب ذلك؟ أو أنهم ازدادوا صمما وعمى؟! فلو رجعوا إلى أنفسهم لأيقنوا أن ذلك بما كسبت أيديهم”.
وتابع “الخليلي” رابطاً بين جفاف أوروبا والسلوكيات الشاذة هناك: “فقد شاع عندهم الظلم وعششت الرذائل وترعرعت بين رجالهم ونسائهم، ناهيكم بالشذوذ الجنسي والعشرة بين الرجل والرجل وبين المرأة والمرأة”.
واستطرد: “ولم يكفهم هذا بل حاولوا فرضه بالإكراه على سائر الأمم والعوب، وقد توالت عليهم النذر”.
واستشهد مفتي سلطنة عمان في بيانه بالآية 43 من سورة الأنعام: “فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون”.
واختتم بيانه متسائلاً: “فهل يدّكرون وهل يعتبر بحالهم الآخرون؟.. “إن في ذلك لعبرة لمن يخشى” النازعات 26″.
جفاف الأنهار في أوروبا والقارة العجوز تحتضر
جدير بالذكر أنّ موجة الجفاف في أوروبا تهدّد أيضاً حركة التجارة عبر بعض الأنهار التى تعدّ عنصراً بالغ الأهمية للنقل بين الدول الأوروبية، والتى تسهم بنحو 80 مليار دولار فى اقتصاد منطقة اليورو.
وذلك بحسب بيانات هيئة “يوروستات”، وهو مبلغ قد تفقده ميزانية دول الاتحاد الأوروبى توقفت حركة النقل عبر الأنهار والقنوات المائية بالمنطقة.
جفاف نهر الراين في ألمانيا الأبرز
ويهدد الارتفاع المضطرد لدرجات الحرارة نهر الراين الألماني الذى تُستخدم مياهه فى نقل الشحن والري والتصنيع، وتوليد الطاقة والشرب؛ مما يشكل خطراً اقتصادياً داهماً.
ويعد النهر خطّاً ملاحياً بحرياً بالغ الأهمية؛ إذ يتدفق نهر الراين من جبال الألب السويسرية، ويمرُ أيضًا بالحدود الفرنسية الألمانية، وتحديداً منطقة راينلاند الألمانية، ثم بعد ذلك يمر فى هولندا قبل الوصول إلى بحر الشمال، ويعد نهر الراين جزءاً غاية فى الأهمية من قارة أوروبا.
وتشهد بريطانيا أيضاً موجة جفاف لم تشهدها منذ يوليو عام 1935، ورغم ذلك لم يتمّ الإعلان رسمياً عن الجفاف فى إنجلترا حتى الآن.
لأول مرة.. منابع نهر التيمز معرضة للجفاف
ووفقاً للخبراء فإن منابع نهر “التيمز” معرّضة للجفاف للمرة الأولى. ولنهر التيمز أهمية كبيرة؛ إذ يقع فى جنوب إنجلترا ويبلغ طوله 346 كم، ويعد أطول نهر فى إنجلترا، وثانى أطول نهر فى المملكة المتحدة.
ويوفر النهر المياه لأجزاءٍ كبيرة من جنوب شرق إنجلترا، وبسبب انخفاضه دفعت العديد من شركات المرافق للإعلان عن حظر استخدام خراطيم المياه.
ويهدّد ارتفاع درجات حرارة المياه النظام الإيكولوجى فى نهر الدانوب- ثانى أطول أنهار أوروبا- الأمر الذى أثار قلق الخبراء.
وانخفض منسوب مياه نهر الدانوب بمقدار 1.5 متر، بالقرب من بودابست، في الأسابيع الثلاثة الماضية، كما أن خبراء الأرصاد يتوقعون عدم هطول أمطار في أي وقت قريب.
وفي النرويج التى تعتمد على الطاقة الكهرومائية فى توليد نحو 90% من الكهرباء، باتت المستويات المنخفضة لمستويات خزانات المياه مصدر قلق اقتصادي، مما قد يجبر النرويج على الحدّ من صادرات الطاقة.
وفي إيطاليا، باتت بعض السلع الاستراتيجية مهددة جراء انخفاض تدفق المياه فى البو الجاف، أطول نهر في إيطاليا.
وانخفض تدفق “البو” إلى عُشر معدله المعتاد، وباتت مستويات المياه أقل من المعدل الطبيعى بمقدار 2 مترٍ، ما تسبّب فى وقوع ضرر كبير على إنتاج الذرة وبعض أنواع الأرز.
وفى إسبانيا ضربت موجة جفاف نهر جواديانا، بعد الموجة الحارة التى شهدتها البلاد فى يوليو الماضي- أكثر الشهور سخونة فى إسبانيا منذ بدء التسجيل فى عام 1961- .
وقد أظهرت البيانات الرسمية، أن هذه الظروف القاسية تركت متوسط سعة الخزانات الإسبانية، يقتصر على 40 فى المائة فى أوائل أغسطس، فى مقابل 60 بالمائة متوسط فى العشر سنوات ىالماضية. كما أن مياه الشرب باتت تتوافر فى بعض القرى الريفية فى شمال شرق البلاد، لمدة أربع ساعات فقط فى اليوم.
وتأتى أزمة الجفاف بأنهار أوروبا تلك فى وقت كانت أوروبا تعتزم الاعتماد على الممرات المائية، كجزء من جهودها لمكافحة التغير المناخي، وتقليل انبعاثات الغازات.
إذ كانت تستهدف المفوضية الأوروبية زيادة النقل عبر الممرات المائية بنحو 25 % بحلول 2030. ووفق الخبراء فإن جفاف الأنهار قد يكبّد الاقتصاد الأوروبي خسائر فادحة بقيمة 80 مليار دولار.