موقع أمريكي: محمد بن سلمان “الابن المدلل مع طعم الدم”

وطن- “اختطفت السلطات السعودية وعذّبت وأخفت قسرياً والدي سليمان الدويش، الداعية المعروف، في عام 2016، ولم تسمع عائلتي عنه شيئًا منذ ذلك الحين”.. بهذه العبارات افتتح الناشط السعودي مالك الدويش، نجل سليمان الدويش، مقالته التي نشرتها منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي“.

وفي هذا السياق كتبت صحيفة “فار أوبزرفر” عن الانتهاكات التي يمارسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، و”الحملة القاسية التي يشنها لقمع المنتقدين وأي شخص آخر، يعتبره تهديداً لحكمه الفردي”.

الحكايات المأساوية للآب والابن

إلى ذلك فقد نشرت “منظمة القسط لحقوق الإنسان” هذا الأسبوع، تقريراً مُفصّلاً تتحدث فيه عن خبايا اعتقال كل من سليمان الدويش ونجله مالك الدويش.

بسبب زيارة بايدن للسعودية.. أعضاء الكونغرس الأمريكي: الجلوس مع القاتل بن سلمان خطأ كبير

كذلك أشارت المنظمة إلى أنّه قد وقع أيضاً اعتقال عبد الوهاب الدويش، شقيق مالك، في 14 آب 2021، بعد أن كان قد اعتُقل سابقاً في حزيران 2017.

وعن تفاصيل اعتقال عبد الوهاب الدويش، ذكرت المنظمة في تقريرها الحصري أن المعني قد تلقّى اتصالاً هاتفياً من السلطات السعودية تطلب منه الذهاب إلى كلية “نايف” للأمن الوطني في الرياض، على افتراض أنّه سيقوم بإزالة العلامة الإلكترونية من كاحله (مقيم قيد الإقامة الجبرية).

لكن بمجرد وصوله هناك، أبلغتْه السلطات المعنية أنه سيقضي ما تبقى من عقوبته، البالغة ثمانية أشهر، في السجن.

تذكر منظمة “القسط” أيضاً أنه قد قُبض على عبد الوهاب الدويش في الأصل عام 2017، بعد مشادّة مع مسؤول في وزارة الداخلية ذهب إليه لطلب الإفراج عن والده.

وفي سياق من الضوضاء، قال عبد الوهاب للمسؤول: “نحن نحب أبانا كثيراً؛ فإما أن تطلقوا سراحه أو أن تضعونا معه في السجن”.

بعد هذا التصريح، وفي اليوم التالي، طوّقت عدد من السيارات المدنية منزل عائلة سليمان الدويش، حيث يعيش جميع أبنائه. وقُبض حينذاك على عبد الوهاب واختفى قسرياً لمدة ثلاثة أشهر.

ثمّ تمكنت عائلته من زيارته في السجن، وقد لاحظوا أنه تعرّض للتعذيب بشكل جليّ.

وتذكر منظمة “القسط” نقلاً عن أحد مصادرها، أنّ عبد الوهاب تعرّض للتعذيب وأُجبر على الإدلاء باعترافات، ولأنه في حالة بدنية سيئة، تمّ نقله إلى مستشفى السجن، لتلقي العلاج قبل إعادته مرة أخرى إلى السجن الرئيسي.

وبعد سلسلة الأحداث هذه، قُدّم عبد الوهاب للمحاكمة بتهمٍ، من بينها دعم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وحمل أفكار متطرفة، على الرغم من أن النيابة العامة في السعودية، قد فشلت في تقديم أيّ دليل على ذلك.

وأُفرج عنه قبل بَدء محاكمته في مارس 2018، وحُكم عليه في سبتمبر 2020 من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة بمحكمة الإرهاب السعودية، بالسّجن ثلاث سنوات ونصف مع وقف التنفيذ ثمانية عشر شهراً، على أن يعقبه حظرُ سفر مماثل لنفس المدة الزمنية”.

وتُشير “القسط” في هذا السياق إلى أنها ما تزال تجهل مكان احتجاز عبد الوهاب حالياً.

ويُزعم بحسب ما أشارت إلى ذلك المنظمة، أن سليمان الدويش قد مَثُل أمام محمد بن سلمان بالسلاسل، وتعرّض للضرب على يد ولي العهد.

وكان الداعية سليمان الدويش من أشدّ المؤيدين للأسرة الحاكمة، لكنّه خسر مكانته في عام 2016 بعد نشره لـسلسلة من التغريدات.

ويصف “رمزي قيس” في مقال له نشرته المنظمة الحقوقية “الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)، ومقرها واشنطن، ما حدث لسليمان الدويش بالتفصيل: “لقد كتب سليمان الدويش في التغريدات التي أظن على الأغلب أنها أدّت إلى اختظافه، عن مخاطر قيام الأفراد بتزويد أبنائهم المدلّلين بسلطات، ومسؤوليات مفرّطة دون مساءلة ورقابة”.

وتابع: “وهي جملة من التغريدات التي ربما كانت إشارة غير دقيقة إلى الملك سلمان وابنه محمد بن سلمان، اللذين كانا في ذلك الوقت يكتسبان قوة سياسية جديدة بعد أن عيّنه والده قبل عام وزيراً للدفاع ونائباً لولي العهد”.

ثم وبحلول عام 2017، كان محمد بن سلمان قد أصبحَ ولياً للعهد، واختفى الدويش، بعد أن تمّ اعتقاله، في مكة.

تقول منظمة القسط: إنه وفقاً لشاهد عيان، سرعان ما تمّ نقله جواً إلى الرياض، حيث تمّ نقلُه مُكبّلاً بالسلاسل في يديه إلى مكتب محمد بن سلمان نفسه.

وفقاً لمصادر ” مِنا لحقوق الإنسان“، أجبر محمد ابن سلمان، الدويش على النزول على ركبتيه، وبدأ في الاعتداء عليه شخصياً، حيث قام بـ”لكمه في صدره وحنجرته، ومن ثم وبَّخه، بسبب تغريداته”.

وبدأ الدويش بعد ذلك ينزف بغزارة من فمه، ثم فقد وعيه، واحتُجز في مركز احتجاز غير رسمي يقع في قبو قصر ملكي في الرياض.

ووفقاً لمصادر منظمة القسط، فقد تمّ استخدام الطابق السفلي من هذا القصر لسجن وتعذيب كبار المسؤولين السعوديين وأعضاء العائلة المالكة، من قبل حاشية محمد بن سلمان.

وفي هذا الإطار تُشير القسط إلى أن كل من ماهر المطرب وسعود القحطاني -وهما عضوان في فريق الاغتيال الشهير “فرقة النمر” الفرقة المسؤولة عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي ومعارضين سعوديين آخرين- كانا مسؤولين عن إدارة السجن السري وأشرفوا شخصياً على تعذيب الدويش.

الابن المدلل مع طعم الدم

وطالبت القسط، باستمرار السلطات السعودية بتقديم إجابات عن مصير سليمان الدويش. كما طالبتها بالإفراج عن ابنه فوراً ودون قيد أو شرط وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه.

ولكن كما هو الحال مع القضايا الأخرى، لن يلتفت محمد بن سلمان والنظام القضائي التابع له، و الذي يستجيب لمطالبه، خاصة وأن الحكومات الغربية نفسها اختارت تجاهل انتهاكاته المتعددة إلى حد كبير، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى الأمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي.

على الرغم من أنّ إدارة بايدن تزعم أن الرئيس أثار قضية خاشقجي وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى مع ولي العهد، فقد جادل نشطاء حقوق الإنسان بأنّ كلّ ما حقّقه بايدن في لقائه مع محمد بن سلمان هو زيادة جرأة ولي العهد.

في الواقع، حُكم على طالبة دكتوراه سعودية في جامعة ليدز البريطانية، سلمى الشهاب، بزيادتها مدة ثلاث سنوات من السجن على عقوبتها السابقة.

وقد كانت جريمتها هي نشر تعليقات تنتقد النظام السعودي على موقع إلكتروني على الإنترنت.

وكانت سلمى الشهاب قد عادت إلى المملكة في إجازة عندما تمّ القبض عليها، وفي في 9 أغسطس، حكمت محكمة الاستئناف على المرأة البالغة من العمر 34 عاماً، وهي أم لطفلين صغيرين، بالسَّجن 34 عاماً.

بعد ذلك، و كأن هذا لم يكن كافياً، أمرت المحكمة، بعد الإفراج عنها، بأن هذه السيدة ستواجِه حظراً من السفر لمدة 34 عاماً.

في 15 آب (أغسطس)، كشفت الأرقام أنّ عدد الإعدامات في الأشهر الستة الأولى من عام 2022 بلغت 120 حالة، حتى أن 81 حالة إعدام، قد تمّ تنفيذها خلال يوم واحد، وهذا هو الرقم الأكبر في تاريخ المملكة.

وهذا الرقم أكبر من إجمالي عدد الإعدامات في العامين الماضيين، مما يسخر من وعود السعودية بالحدّ من الإعدامات.

ويثير هذا الوضع تساؤلات حول ما حقّقه بالضبط اجتماع بايدن مع محمد بن سلمان.

Exit mobile version