وطن- كشف موقع “جون آفريك” الاستخباري الفرنسي تفاصيل رسالة نقلتها قناة “الحدث” السعودية قبل أيام أرسلها “هانيبال” نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي المعتقل في لبنان، حول مصير الزعيم الشيعي موسى الصدر.
وقال الموقع: إنه بينما يستعد جنوب لبنان للاحتفالات لإحياء ذكرى وفاة الإمام الشيعي اللبناني في 31 آب/أغسطس 1978، يشير الإفراج عن هذه التصريحات لبعض المراقبين إلى قرب إطلاق سراح نجل معمر القذافي الرابع.
وهانيبال القذافي معتقل في لبنان منذ عام 2015، حيث لجأ إلى سوريا بعد مقتل والده، وتمّ اختطافه هناك، حسب قوله، على يد أفراد من عائلة يعقوب اللبنانية.
اختفاء محمد يعقوب مع موسى الصدر
وكان رجل الدين الشيعي محمد يعقوب قد اختفى في نفس الظروف التي اختفى فيها موسى الصدر، الذي رافقه إلى ليبيا عام 1978، واتهم نجله حسن يعقوب عام 2016 من قبل المحاكم اللبنانية بالمشاركة في اختطاف هانيبال القذافي في سوريا.
تفاصيل مثيرة عن اعتقال سيف الإسلام القذافي وطلبه الغريب لحظة القبض عليه!
ووجهت إلى الأخير لائحة اتهام في 14 ديسمبر/كانون الأول 2015، لإخفاء معلومات عن اختفاء موسى الصدر، مؤسس حزب أمل الشيعي اللبناني.
هانيبال القذافي يدعي أن عمره وقت الحادثة دليل براءته
من جانبه، فإن هانيبال القذافي، الذي يدّعي بأن عمره الذي بلغ عامين وقت الأحداث كدليل على براءته، وأن والده لم يقابل موسى الصدر عندما جاء إلى طرابلس، وكان معمر القذافي في مدينته سرت.
وبالتالي يسعى إلى تبرئة والده المشتَبه به الأول في هذه القضية، ويدّعي أن موسى الصدر اختفى في روما، حيث كان ذاهباً بعد إقامته في ليبيا.
وأشار نجل الدكتاتور الليبي السابق إلى أن عبد السلام جلود، رئيس الوزراء الليبي السابق، ولا سيما المسؤول عن الملف اللبناني بحسب هانيبال القذافي، هو الذي كان سيستقبل موسى الصدر في طرابلس قبل اختفائه.
وأكّد نجل معمر القذافي أن القاضي اللبناني حسن الشامي، مقرر اللجنة الوطنية المكلّفة بمراقبة القضية، استمع إلى عبد السلام جلود ومسؤولين ليبيين من عهد والده، دون الحصول على معلومات عن اختفاء موسى الصدر.
وبحسب الموقع، يستنكر هانيبال القذافي اليوم “الاعتقال السياسي والابتزاز” ويتّهم القاضي اللبناني بتقديمه على أنه مسؤول سابق في المخابرات البحرية الليبية، بينما ينفي أن يكون قد مارس مهامّ أمنية في جهاز الدولة الليبي.
ويعتبر متهموه أنّ إنكاره ليس ذا مصداقية كبيرة، بحجة أنه بصفته نجل الرجل القوي في البلاد، كان لديه بالضرورة حقّ الوصول إلى الملفات الحساسة.
الخاطفون طلبوا فدية
ويُشير نجل القذافي، المحتجّز في مقر قوى الأمن الداخلي اللبناني، إلى أنّ آسريه أجبروه بطريقة غير مشروعة على عبور الحدود السورية اللبنانية، واحتجزوه لعدة أيام مقيّداً من قدميه ويديه بعد تعذيبه، لافتاً إلى أن خاطفيه طلبوا منه فديةً مقابلَ إطلاق سراحه، قبل تسليمه إلى السلطات اللبنانية.
واستنكر ياسر حسن محامي هانيبال القذافي “التواطؤ” بين الخاطفين ومكونات الدولة اللبنانية، كما دعا هانيبال القذافي إلى إجراء محاكمة بحضور ممثلين عن المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.
سيف الإسلام القذافي يتابع قضية شقيقه
وبحسب معلومات “جون آفريك” فإن شقيقه سيف الإسلام القذافي يتابع الإفراج عن شقيقه، و في اتصال مع الموقع، أكّدت الفرنسية العراقية سهى البدري، إحدى مستشاري سيف الإسلام في الخارج، أن إطلاق سراح هانيبال القذافي “وشيك”.
إطلاق سراح بكفالة
وأكّدت أن هانيبال القذافي سيطلَق سراحُه بعد دفع كفالة قدرها 150 ألف دولار للمحاكم اللبنانية، وأنه سيضطر بعد ذلك إلى البقاء في لبنان لحين محاكمته.
لكن آخرين مقربين من عشيرة القذافي أكثر حذراً. ورداً على سؤال عن ذلك، فقد شكّك محمد جميل دربة، رجل الأعمال اللبناني المقيم في جزر الكناري والمرتبط بالطبقة السياسية اللبنانية، في أن يطلَق سراح هانيبال قبل 31 آب/أغسطس، موعد ذكرى اختفاء موسى صدر.
تفاصيل مبادرة سيف الإسلام القذافي لإخراج ليبيا من وضع “الانسداد السياسي”
من جهته، يرى المستشار الفرنسي الجزائري الطيب بن عبد الرحمن، أنّه من الصعب التكهّن بالإفراج عن هانيبال، مؤكّداً أن “المفاوضات مستمرة منذ شهور”.