آخر ما كتبه سوري مات عطشاً في غابة أثناء رحلة اللجوء.. هل تنبّأ بوفاته؟
وطن– توفي اللاجئ السوري الشاب “عبد الكريم مطلب الزيدان“؛ نتيجةَ الجوع والعطش والتعب الذي حلّ به، في إحدى غابات اليونان أثناء محاولته اللجوء إلى دول أوروبا الغربية.
ونشر ناشطون وشبكات إخبارية محلية، خبرَ وفاة الشاب، الذي ينحدِر من بلدة “معبدا” قرب مدينة المالكية بريف الحسكة الشمالي.
وبحسب معلومات على صفحته، فقد درس “الزيدان”، في ثانوية “رميلان” الخاصة، ثم التحق بكلية هندسة نظم حواسيب في جامعة “قرطبة” الخاصة للعلوم والتكنولوجيا. ودرس في كلية الهندسة الزراعية في جامعة “تشرين”.
هل تنبأ بوفاته؟
وكتب الشاب السوري عبدالكريم الزيدان، تدوينة على حسابه في فيسبوك بتاريخ 10 آب أغسطس، بدت وكأنها تنبؤ لنهاية حياته.
حيث قال في التدوينة التي رصدتها “وطن“: “فِكرة أنو نحنَ ضيوف بهالحياة وممكن نغادرها بأي لحظة فكرة جداً مُخيفة”.
وأضاف: “مابعرف اذا بيوم غلطت بحق حدا دون قصد، أبداً ماكنت مثالي وممكن كون كتلة من السوء دون قصد، ولو بيوم غلطت بحق اي شخص أتمنى انو يسامحني وعن نفسي اللهم إني سامحت الجميع، اللهم فاشهد.”
موت على طريق الهجرة
وباتت أخبار الوفيات في الغابات اليونانية أثناء رحلة الهجرة خبراً شبه اعتيادي على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، ومنذ أيام توفيت مهاجرة سورية كانت برفقة شقيق لها، بسبب تدهور حالتها الصحية.
كما توفّي عدد من الشبان السوريين مؤخّراً، بسبب الظروف القاسية التي يعيشونها خلال محاولتهم عبور حدود دول عدة، باتجاه دول أوروبا الغربية.
ضربة شمس
وفي التاسع من آب الحالي، توفي الشاب عمار خطاب من قرية “الخيالة” بريف الرقة، أثناءَ التوجّه إلى إحدى الدول الأوروبية خلال محاولته عبور غابات اليونان؛ جرّاء التعب.
كما تُوفي الشاب “علي فياض الدعاس” في مقدونيا؛ بعد تعرضه لضربة شمس، وتخلّي أفراد مجموعته عنه، خلال عبورهم لإحدى دول اللجوء، وينحدر الشاب من مدينة دير الزور شرقي سوريا، ويبلغ من العمر 31 عاماً، حيث كان يقيم في إسطنبول قبل محاولته الهجرة.
مخاطر طريق الهجرة
وأشارت “مجموعة الإنقاذ الموحد” المهتمة بأخبار المهاجرين إلى أنها تتلقّى يومياً من حالة إلى ست حالات وفاة في البر اليوناني، بسبب حالات التسمم ومخاطر طريق الهجرة.
وبحسب موقع “مهاجر نيوز” يخاطرُ المهاجرون بحياتهم بين الغابات والجبال أثناء عبور نهر “إيفروس” الحدودي من تركيا إلى اليونان، ويلقى البعض مصرعهم، في مناطق شبه نائية تكسوها الأشجار، ولا تزورها سوى بعض الحيوانات.
وفي كثير من الحالات وبعد أن يعبُر المهاجرون النهر تبتلّ ثيابهم، وفي الشتاء أو حتى الربيع والخريف تنخفض درجات الحرارة ليلاً، ومن الممكن أن يتعرّض الأشخاص لانخفاض حادّ في درجة حرارتهم Hypothermia، ما يؤدي إلى موتهم.