هل قدّمت قطر دعوة رسمية للجمهورية الصحراوية لحضور احتفالات كأس العالم؟!

وطن– في إطار الحرب الشعواء على مواقع التواصل الاجتماعي، بين وسائل الإعلام الجزائرية والمغربية ومغردي البلدين حول الصحراء، والتي علَت حدّتُها مع اندلاع الأزمة بين الرباط وتونس؛ على إثر استقبال قيس سعيد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، حاولت وسائل إعلامية الزجّ باسم قطر في الأزمة عبر نشر شائعات غير صحيحة.

وفي هذا السياق، زعم موقع “الجزائر24” أنّ قطر “أرسلت دعوة رسمية باسم الجمهورية الصحراوية لحضور احتفالات كأس العالم، فهل ستقاطع المملكة بطولة كأس العالم”.

وعلى نفس المنوال، نشرت صفحة “1.2.3 viva l’algerie” الجزائرية الشهيرة على موقع التدوين المصغر “تويتر” نفسَ الشائعة، قائلةً: “قطر ترسل دعوة رسمية باسم الجمهورية الصحراوية لحضور احتفالات كأس العالم، فهل ستقاطعُ مملكة بوسبير بطولة كأس العالم؟”.

https://twitter.com/vivalalgerie7/status/1564331919667597314?s=20&t=DoJ-BxW7WZCCyWh3dYsboQ

ومع انتشار الشائعات، نفى الصحفي والإعلامي الصحراوي بشير محمد الحسن صحة هذه الانباء، مؤكّداً أنه لا أساس لها من الصحة.

وقال في تغريدة له عبر “تويتر”، منتقِداً موقف السعودية المتقلّب من قضية الصحراء: “أثناء توتر العلاقات بين الرباط والرياض، بثّ الإعلام السعودية هذا التقرير المليء بالحقائق التاريخية للمرة الأولى”.

وأضاف: “للأسف، المواقف الخليجية ليست صادقة وهي مجرد نزوات عابرة لا يُعوّل عليها”.

وتابع قائلاً: “كذلك الحديث عن دعوة قطر للصحراء الغربية لافتتاح المونديال مجرد خبر زائف لا أساس له من الصحة”.

https://twitter.com/ml_bachir/status/1564318049032962057?s=20&t=vlU4t4a3idfREvV2hwyyCw

موقف قطر من قضية الصحراء

وفيما يتعلق بالموقف القطري من قضية الصحراء، فقد سبق وأن أكّدت مراراً على وحدة الأراضي المغربية، وكان آخر هذه المواقف في فبراير/شباط الماضي، عقب اجتماع اللجنة العليا المشتركة المغربية القطرية، في دورتها الثامنة.

وعبّرت قطر حينها وعلى لسان رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، عن دعمها الكامل للوحدة الترابية للمملكة المغربية، ولمبادرة الحكم الذاتي كأساس لتسوية النزاع المفتعَل في الصحراء المغربية.

موقف مجلس التعاون الخليجي من قضية الصحراء

وكان المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي الذي يضمّ قطر، خلال قمة عُقِدت في 14 ديسمبر/كانون الأول 2021 بالعاصمة السعودية الرياض، أكّد “مواقفه وقراراتِه الثابتة الداعمة لمغربية الصحراء، والحفاظ على أمن واستقرار المملكة المغربية ووحدة أراضيها”.

اندلاع أزمة سياسية بين المغرب وتونس

وكانت العلاقات المغربية التونسية قد دخلت في نفق مظلم؛ بعد الاستقبال الرسمي الذي خصّصه الرئيس التونسي قيس سعيد، لإبراهيم غالي زعيم جبهة ”البوليساريو“، التي تصفها الرباط بـ”الانفصالية”، وذلك على هامش منتدى التعاون الياباني الأفريقي ”تيكاد“.

وكانت الخارجية المغربية أكدت الجمعة، في بيان، أنّه “بعد أن ضاعفت تونس مؤخرًا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا، جاء موقفها في إطار منتدى التعاون الياباني الأفريقي (تيكاد)، ليؤكّد بشكل صارخ هذا التوجه العدائي”.

وأضافت الخارجية المغربية، أن “الاستقبال الذي خصّصه رئيس الدولة التونسية لزعيم الميليشيا الانفصالية، يُعدّ عملًا خطيرًا وغير مسبوق، يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي، وقواه الحية”، معلِنة استدعاء السفير المغربي من تونس.

وردّت تونس بخطوة مماثلة على المغرب، وأعلنت فجر السبت، سحب سفيرها من الرباط للتشاور، مُعربةً عن ”استغرابها الشديد ممّا وردَ في بيان المملكة المغربية من تحاملٍ غير مقبول على الجمهورية التونسية”.

ويرى مراقبون أنّ هذه الأزمة ستشهد تطورات أخرى، قد تصل إلى قطع العلاقات بين البلدين.

ويُعتبر ملف الصحراء الغربية من أقدم النزاعات في أفريقيا، وقد سبقَ وأعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، نهاية عام 2020، اعترافَ واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء.

ويقترح المغرب الذي يسيطر على 80 في المئة من مساحة الصحراء الغربية، منحَ هذه المنطقة حكماً ذاتياً تحت سيادته، بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة، كما ورد في اتفاق عام 1991.

المصدر
الجزائر24 + تويتر
Exit mobile version