قطر لن تحصد ثمار استضافة المونديال وحدها.. مكاسب بالجملة تنتظر دول الخليج

وطن– يزداد الترقّب بشكل يومي، تجاه استضافة قطر بطولة كأس العالم، في نسخة مرتقبة واستثنائية سواء في توقيت إقامتها (نهاية العام)، أو موقعها باعتبار أن دولة عربية تستضيف أكبر بطولة كرة قدم.

مكاسب عديدة تحصدها دولة قطر من خلال استضافتها تلك البطولة، عدّدتها مجلة “المونيتور“، التي قالت، إن الأثر الاقتصادي لاستضافة قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم سيمتد إلى ما وراءها، ولن يقتصر عليها، لكنّه سيزيد بشكل كبير من قوتها الناعمة ونفوذها السياسي.

التقرير كتبته الصحفية الباكستانية المختصة بشؤون الشرق الأوسط “سابينا صديقي”، وقال، إن دول مجلس التعاون الخليجي على طريق الاستفادة من “الفرص الجديدة” التي ستوفرها استضافة قطر للمونديال.

وأضاف أن استضافة الأحداث الرياضية العالمية، باتت تمثل اتجاهاً جديداً في المنطقة في السنوات الأخيرة.

ونقل التقرير عن أبحاث شركة “برايس ووترهاوس كوبرز“، الذي استعرض حجم النمو في استثمارات الأحداث الرياضية، وهي مرشّحة للنمو بنسبة 8.7% في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، من سباقات فورمولا-1 في المملكة العربية السعودية والبحرين وأبوظبي، إلى بطولات التنس في دبي، وأحداث الجولف الدولية في أبو ظبي.

ومع اقتراب موعد المونديال، فمن المتوقّع أن يكون له تأثير واسع مع ظهور فرص جديدة لقطر ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى والمنطقة المحيطة.

في الدوحة نفسها، سيكون للبنية التحتية الجديدة المبنية للأحداث الرياضية الضخمة تأثيرٌ فوري على الاقتصاد المحلي، بعدما تمّ بناء حوالي 8 ملاعب لكأس العالم خالية من الكربون ومبرّدة بالهواء، صمّمها مهندسون معماريون مشهورون عالميًا، ومناطق المشجعين ومواقع التدريب ومناطق خارجية أخرى للسياح، تمّ بناؤها من الصفر.

ومن المتوقّع أن يزور قطر أكثر من مليون زائر، ما سيسرّع النمو في قطاعات متنوعة مثل السفر والسياحة والضيافة والبنية التحتية، ويساعد في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

ويقول خريستو عياد المستشار في “إنسترات”، وهي منصة بحثية واستشارية مستقلة في الدوحة: “ستكون البطولة ذات الرؤية العالية بالتأكيد علامة فارقة في رحلة التنويع في البلاد نحو اقتصاد حديث قائم على المعرفة”.

ويضيف أن حملة الاستثمار والتنمية في قطر تهدف إلى ترسيخ مكانتها، كمركز للرياضة والدبلوماسية والثقافة، والأعمال قد بدأت بالفعل قبل منح كأس العالم لكرة القدم 2022 في عام 2010.

ويشير إلى أن قطر روّجت لحملتها في كأس العالم على أنها إظهار للوحدة العربية منذ البداية، واعتبرت كأس العالم فرصة لبناء الجسور بين العالم العربي والغربي.

ويؤكد أن نجاح بطولة كأس العالم في قطر سيكون له إيجابيات مباشرة على السمعة العامة لجميع دول الخليج، وهو ما باتت تلك الدول تفهمه الآن.

الحدث سيكون له أيضاً تأثير إيجابي كبير على صناعات الفنادق والطيران، فالإقامة في الدوحة ستكون باهظة الثمن خلال البطولة، وسيصعب العثور على فرص متنوعة لصغر حجم البلاد، وفي حين أن الفنادق الفاخرة هناك محجوزة بشكل أساسي لمسؤولي ولاعبي “الفيفا”، لذلك استأجرت قطر سفينتين للرحلات البحرية إلى وجهات مجاورة.

من جانبها، تقول كارولين روز كبيرة المحللين في معهد “نيو لاينز” في واشنطن: “هذا الحدث، بالنظر إلى أماكن الإقامة المحدودة المبلغ عنها، قد زاد بشكل عام من جهود التنسيق الإقليمي لاستيعاب هذا التدفق الكبير من السياح، كما أنه سيعطي دفعة للاقتصاد القطري بشكل ملحوظ، مع أرباح تقدر بـ17 مليار دولار”.

“ومع توقّع عشرات الآلاف من مشجعي كرة القدم، معظمهم من أوروبا وأمريكا الجنوبية، ستصبح البلدان المجاورة قاعدة لكأس العالم في قطر”.. يذكر التقرير.

تأثير مونديال قطر على الإمارات

وبحسب الصحيفة، فإن الإمارات ستكون خيارًا جيدًا، حيث تقوم العربية للطيران و”فلاي دبي” بتشغيل 45 رحلة يوميًا إلى الدوحة.

ويشير “عياد” إلى أن “كأس العالم يجب أن يشهد عددًا كبيرًا من مشجعي كرة القدم الدوليين الذين يستفيدون من عروض السفر والإقامة، ليس فقط للدوحة ولكن للوجهات الشهيرة الأخرى مثل دبي أو مسقط”.

ومن المرجّح جدًا أن يقود كأس العالم الحركة والأعمال بشكل كبير في قطاع السياحة خارج الدولة المضيفة وحدَها، وفي حين أن الفنادق في دبي باتت مكتظّة بالفعل لأسابيع قادمة، فقد أدى ذلك لتأجيل ماراثون دبي من ديسمبر من هذا العام إلى فبراير 2023.

في السياق، يقول “فارون أهوجا”، مدير المبيعات في فندق Aloft Dubai South: “كأس العالم في قطر يخلق جوًا من التفاؤل في قطاع السياحة، مع زيادة في حجوزات الفنادق في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة لفترة نوفمبر وما بعدها”.

السعودية وإيران

ويمكن أن تشهد المملكة العربية السعودية أيضًا ارتفاعًا في عدد الحجاج بسبب كأس العالم، ومن المتوقَّع أن ترتفع نسبة الإشغال في مكة بنسبة 106%، مقارنة بعام 2021، وفق التقرير.

وأشار كذلك إلى أنه من الممكن أن ترتفع نسبة إشغال الفنادق في البحرين بنسبة 9%، والكويت بنحو 24%، والأردن سيكون كذلك مشغولاً بنسبة 33%.

إيران هي الأخرى تتوقع طفرة في السياحة خلال المونديال، وقد توصلت إلى سلسلة من الاتفاقيات مع قطر لاستضافة مشجعي كرة القدم.

وأبرمت إيران صفقة لربط منطقة معلومات الطيران بالدوحة (FIR) بمنطقة معلومات الطيران بطهران، ما أثار آمالاً إيرانية في زيادة الإقبال السياحي على جزيرة كيش المرجانية، على بعد 40 دقيقة بالطائرة من الدوحة، بالإضافة إلى جزر ومدن أخرى في محافظة هرمزجان الجنوبية.

وسيتم أيضاً افتتاح خط سياحي بحري بين ميناء بوشهر في إيران وميناء حمد في قطر، خلال المونديال.

واعتبر التقرير أنه من المثير للاهتمام، حتى مع استمرار المحادثات لاستئناف اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، ستلعب إيران والولايات المتحدة مباراة على ملعب الثمامة بالدوحة.

ومن جنوب آسيا، ستوفر باكستان الغطاء الأمني ​​لهذا الحدث، وتمّ توقيع اتفاقية مؤخرًا بين قطر والجيش الباكستاني بعد أن طلبت الدوحة المساعدة.

ومع ذلك، من الصعب التنبؤ بمدى سرعة الدوران الاقتصادي لقطر في الوقت الحالي، لأنها عملية تدريجية.

وتؤدي استضافة حدث رياضي كبير إلى تعزيز قطاعي البناء والسياحة، لكن نتائج الاستثمار الأجنبي تميل إلى أن تكون طويلة الأجل.

وفي البداية، تمّ حساب أن كأس العالم لكرة القدم 2022 يمكن أن تحقّق قطر 20 مليار دولار، لكن تمّ تعديل هذا الرقم إلى 17 مليار دولار مؤخرًا.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث