مقال لكاتب سعودي يفجر موجة غضب.. “هكذا” سخر من الحور العين

وطن– أثيرت حالة من الغضب، بعد نشر صحيفة عكاظ السعودية، مقالاً تضمّن ما اعتبرت سخرية من الجنة، وتحديداً من الحور العين.

المقال الذي نُشر اليوم الاثنين، حمل عنوان “الجنّة بين تصوّرين”، ودوّنه الكاتب نجيب يماني.

استهلّ الكاتب مقاله بالقول، إنه “من دون كل الجزاءات الحسنة التي وعد الله بها عباده الموحّدين المخلصين في يوم الجزاء الأوفى، والجِنان على مراتبها ظلّت الحُور العِين هدفًا لطائفة من الوعّاظ، خاصة في زمن زعيق وهياج الصحوة”.

أضاف الكاتب: “هؤلاء هم لا يذكرون الجنّة إلا قرينة بها، ولا يبشّرون النّاس إلا بهنّ في دار الفوز والخلود، ولهم في ذلك فن في التوصيف، وضرب من التشخيص يكاد يجعل الجنّة – كلّ الجنة – لحظة شبق جنسي فائر، وشغف لا تنطفئ ناره، مع حورية، يفحشون في وصفها، ويفصّلون في تقاسيمها، على نحو تكاد تجزم أنّها إنّما تصدر من أنفس مأزومة جنسيًا، ومختلة في ميزان الاعتدال والاتزان النفسي”.

الكاتب حاول الربطَ في مقاله بين سعادة المرء بنعيم الجنة والحور الحين، وزعم أنها تلك هي الغاية باعتبارها إشباعاً لرغبة جنسية، فيقول: “استقبل هاتفي مقطعاً لأحدهم (يقصد أحد الوعاظ)، وقد جلس على مقعد الوعظ والإرشاد يحاضر طائفة من النّاس، أغلبهم في طرّة الشباب، ومقتبل العمر، وقد ساق لهم الحديث عن الجنّة، فلم يحدّثهم عن القطوف الدانية، ولا الأنهار الجارية من خمر وعسل ولبن، ولا طاف بهم على الاستبرق والسندس والديباج، ولا جاء ذكره على الرحيق المختوم، ولا أيّ شيء من تلك الملذّات التي وُعِد بها المتقون والطائعون؛ وإنّما قفز بهم إلى الحور العين بالزانة”.

وأضاف مواصِلاً الحديث عن ذلك الذي لم يذكر اسمَه ولم يكشف هويته: “جعل يفحش في الوصف، ويمعن في التفصيل، عن بياضهن، وقوامهن، وشعورهن المتدلية من السّماء إلى الأرض، وصفاء أجسامهن حتى ليكاد الباصر يرى مجرى الدماء في عروقهن، يقول ويقسم ويهتز ويغير نبرات صوته والله إن سرير الحورية الواحدة بعرض السماوات تستقبل به المؤمن في جماع لا ينتهي”.

“شاهد” صفحة إسرائيلية تسخر من “الحور العين” برسم كاريكاتيري يظهرهن عاريات ويرفضن الشهداء

ومضى على هذا الدرب قائلاً: “عندما جاء الشيخ الواعظ على لحظة الجماع، فما تركها دون إثارة، فذكر -ممّا ذكر- أنّ لكلّ واحد سبعين حورية، كلهنّ أبكارًا، يقع عليهن المحظوظ في لحظة جماع تمتد إلى سبعين عامًا، وكلّما انفضَّ خاتم واحدة منهن عادت بكرًا تنتظر دورها بعد السبعين، فتعالت الضحكات والابتسامات، وازدحمت القاعة بالتصوّرات الجنسية والخيالات التي ملأت خواطر اليفَع شبَقاً، يفضي بصاحبه إلى واجب الغسل المفروض، وما زاد على أنه ختم بدعاء أن يعينهم الله جميعًا على هذه الفتوحات المباركة، والغزوات الميمونة”.

مقال الكاتب السعودي والطرح الذي استند إليه أثار حالة من الغضب، كونَه نُظر إليه بأنه يسخر من الحور العين، في خطاب ركيك يبدو أن أقرب ما يكون للخطاب السعودي العام الآخذ في الابتعاد أكثر عن الدين.

وأثيرت حالة من التفاعل بين النشطاء على مقال الكاتب السعودي، إذ غرّد “أنور” عبر موقع “تويتر”: “حسبنا الله ونعم الوكيل”.

وكتب “صالح”: “أحفاد ابوجهل وصلوا إلى درجة الكفر”.

وانفعل “أنس”: “يهود خيبر”.

يشار إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كان قد أكّد في مقابلة تلفزيونية سابقة، أن السعودية ليست ملزمة بالسلفية والوهابية.

وبدا من تصريحات ولي العهد أنها تمهيد للتخلي عن بعض الأحكام التي يعتبرها أغلب علماء الدين المسلمين (وليس السلفيين فقط) شرعية.

ولي العهد قال، إن الحكومة السعودية ملتزمة بالقرآن والأحاديث المتواترة، وليس أحاديث الآحاد بما قد يعني إلغاء أغلب الحدود.

وأشار إلى أن معظم الحدود المطبقة في السعودية لم تُذكَر في القرآن، إذ إن أهم الحدود المذكورة في القرآن هو حد الزنا، وهو مئة جلدة، ولكن يُطبق في السعودية حد الرجم استناداً لحديث آحاد، علماً أن عقوبة الجلد في القرآن مذكورة فقط بالنسبة للزنا وقذف المحصنات، وغير مذكورة للخمر.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث