وطن- تداول نشطاء مغاربة صورة للفنانة المغربية “دنيا بطمة” في مؤتمر صحفي وأمامها عشرات الميكرفونات، مقارنين هذا المشهد بصورة أخرى للمهندس والعالم المغربي “رشيد اليزمي” أحد أشهر علماء الكيمياء الكهربائية في العالم.
وظهر “اليزمي” في الصورة المذكورة أثناء ندوة له، وهو يقف إلى جانب شخص آخر، ولا يبدو في المشهد أي مظهر للاحتفاء أو الاهتمام، رغم أنه حقّق رقماً قياسياً جديداً بسبب اختراعه مع شركة “kvi” وهو عبارة عن طريقة مبتكرة لشحن بطارية سيارة كهربائية من صفر إلى نسبة مائة بالمائة خلال 6 دقائق، والتي سوف تشكل تطوراَ كبيراَ في مستقبل صناعة السيارات الكهربائية في العالم.
https://twitter.com/mr_enissay/status/1566438590380494850?s=20&t=qplMKps_INxY6FsBQkcz-Q
تناقض في التعامل والاحتفاء
ويعيد هذا التناقض إلى الأذهان الهوّة في التعامل والاحتفاء الذي تلْقاه المغنيات والراقصات، مقارنة بالإهمال الذي يلقاه العلماء في البلدان العربية التي تزداد أمية وجهلاً وتوجّهاً نحو الإستهلاكية والفراغ واللهو على حساب العلم والمعرفة، الذي يتمسك بهما الغرب وبلدان العالم كافة بينما تخلينا عنهما.
وللمفارقة فإن متوسط دخل الراقصة النشيطة في العالم العربي يقدر بحوالي ثلاثة ملايين دولار سنوياً، وهو ما يعادل ألف ضعف راتب العالم العربي النشيط بكل أبحاثه ومؤلفاته واختراعاته.
https://twitter.com/AzelarabSadouki/status/1567083370844135424?s=20&t=qplMKps_INxY6FsBQkcz-Q
وهذا يعني أن شركة فنية مقتدِرة يملكها أمير مقتدر مالياً، تستطيع توظيف كل علماء الوطن العربي بما تشاء من المهن، بمستحقات 250 راقصة نشيطة وذات مواهب خاصة.
دنيا بطمة تصدم محمد الترك عندما جاء للاعتذار حاملاً الورود (فيديو)
رقم واحد في التداول
وبحسب تقرير لموقع “القدس العربي” فإنّ ما قالته دنيا بطمة عن حفلها الغنائي وتهرّبها من الردّ على أسئلة تخصّ علاقتها بزوجها المنتج البحريني محمد الترك، تصدّرت العناوين الرئيسية واكتسحت المواقع وكانت رقم واحد في التداول. بينما بقيت ندوة العالم اليزمي يتيمة التغطية إلا من مواقع جادة كانت حاضرة رغم قلتها، حاولت أن تنقل الخبر بتفاصيله وتعليّ من شأن هذا الرجل الذي شرّف وطنه المغرب باختراع فريد.
https://www.alquds.co.uk/%D9%85%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D9%8A%D8%B3%D8%AE%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%B7%D9%85/
مَن هو العالم المغربي رشيد اليزمي؟
ويشار إلى أن العالم المغربي رشيد اليزمي، الذي ولد في مدينة “فاس” عام 1953، ونال شهادة الدكتوراه في الكيمياء بمعهد غرونوبل للتكنولوجيا في فرنسا، لديه أكثر من 120 براءة اختراع في الكيمياء، بالإضافة إلى نشره أكثر من 200 بحث علمي في مجلات علمية مرموقة.
https://twitter.com/abomariya7/status/1567243267569238017?s=20&t=qplMKps_INxY6FsBQkcz-Q
تفاعل على مواقع التواصل
وتفاعل عدد من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك“، مع صورتي المقارنة المحزنة التي تعبّر إلى أي مستوًى وصلت الحياة العربية.
دنيا بطمة بملامح مختلفة في أحدث صورة.. كيف تحولت لامرأة أخرى بعد التجميل؟
وفي هذا السياق علّق الإعلامي في قناة دبي “محمد واموسي” بسخرية: “مخترعة السونار والأشعة السينية التي طالما خدمت الطب والهندسة ونهضت بالبشرية دنيا بطمة، و هي تكشف للعالم من الرباط لقاحها الجديد ضد جدري القرود”.
وقال “صالح”: “الخطأ لا تتحمله السيدة دنيا. المصيبة هي تلك الأبواق المصففة أمامها. التي تتهافت على الاخبار القذرة والمعلومة المتسخة”.
وأردف أن “الخطأ أيضاً في المتتبع والمشاهد الذي يتابع مثل هذه الأشياء. عموماً مصيبتنا كبيرة وسياسة البلاد تريد لهذه المصيبة أن تستمر”.
وعقب رشيد أرشفين: “هدفهم واضح وضوح الشمس اختراق الأسرة تحطيم القيم والمبادئ ترويض الرجل على الانبطاح وقبول فكرهم.. استضافة مغنيات الملاهي ورقاصات التيك توك من أجل جعلهم قدوة للنجاح إعلام منحط ينشر الدياثة والدعارة تحت مسمى الفن وضربنا في الصميم”.
وعلق “محمد ترشوشي: “للاسف هذا هو حالنا وهؤلاء هم مسؤولينا نتبجح احيانا باننا صعدنا درجات التقدم ووصرنا نتفاخر على جيراننا وكأننا صعدنا إلى القمر، ولكن واقعنا المعيشي ينذر بكارثة لم يسبق ان عاشها المغرب”.
تعظيم السطحية
ومن ناحيته قال الصحافي المغربي “عزيز المسيح” في تدوينة،:نحن عنوان “تعظيم السطحية بسخرية لاذعة: “العالمة المبجلة مُخترعة بطارية الليثيوم التي أحدثت ثورة عِلمية وغيّرت وجه العالم والمُرشحة هذه السنة لنيل جائزة نوبل للكيمياء …! والأهبل المعتوه فنان الغرائز والميوعة…!”.
وعلقت “ناديا أبرام”: “في الأخير لا يصح إلا الصحيح الفرق واضح وضوح الشمس بين الصورتين؛ واستدركت أن الإعلام الجاد أصبح يعد على رؤوس الأصابع أما الإعلام الغث الذي يسخر ويكرس وينتج الرداءة يتوسع ويتكاثر كالفطر للأسف”.
حفل دنيا بطمة
وكانت “دنيا بطمة” أحيت مساء السبت الماضي، حفلاً غنائياً في الدار البيضاء بالمغرب.
وبحسب وسائل إعلام مغربية، فقد وصلت بطمة محاطة بالأمن وحراسة كبيرة، ونزلت من السيارة للمسرح بسرعة. وعندما انتهى الحفل غادرت بنفس الطريقة، فيما لم يتمكن زوجها محمد الترك من مقابلتها، إذ تم منعه من قبل حراستها وبطلب منها.
ونحدثت أمام عشرات الميكرفونات عن علاقتها بمحمد الترك، بأنها غير جاهزة للرد على أي أسئلة شخصية.