“طالب غني أم فقير؟”.. استمارة مدرسية تفجر غضب الجزائريين (شاهد)
وطن– أثارت صورة متداوَلة تُظهر طلب إحدى المعاهد الثانوية بمدينة “بومرداس” الجزائرية من التلاميذ ملءَ استمارة، كتب فيها ثلاث خانات تُحدّد ما إذا كانت الحالة الاجتماعية لعائلة التلميذ ” غنية”، أو “متوسطة”، أو “فقيرة”، جدلاً كبيراً في الجزائر.
فضيحة ملء استمارات الطلبة بالحالة العائلية
وقد أدى الانتشار الواسع لهذه الوثيقة المسرّبة، إلى تدخل السلطات المعنية التي يتبع لها المعهد المعني.
حيث أوقفت مديرية التربية لولاية “بومرداس”، الأربعاء، مديرة “ثانوية شكير عيسى” ببلدية أولاد موسى، توقيفاً تحفّظياً، على خلفية تداول استمارات تحمل عبارات غير مقبولة، حسب ما جاء في بيان للمديرية.
وأوضحت المديرية في بيانها الذي رصدته (وطن)، أنه عقب نشر وثيقة تابعة لثانوية شكير عيسي ببلدية “أولاد موسى”، والتي تحمل عبارات غير مقبولة ولا تمت بصلة للنصوص والتنظيمات المعمول بها.
ونظراً لحساسيتها، “تمّ اتخاذ الإجراءات المناسبة بتوقيف مديرة الثانوية توقيفاً تحفظياً إلى غاية مثولها أمام مجلس التأديب الولائي، وذلك طبقاً للقوانين سارية المفعول”.
ردود فعل مُختلفة
وقد أثارت الوثيقة، التي تطالب بتحديد الوضعية الاجتماعية لعائلات التلاميذ، إن كانت “فقيرة” أو “متوسطة الدخل” أو “غنية “، موجة سخط وغضب وسط نشطاء التواصل الاجتماعي، وكذا أطراف الأسرة التربوية وأولياء الأمور في الجزائر.
حيث قال بعض أولياء الأمور، إن المشكلة لا تكمن في مَن صمّم هذه الاستمارة، أو في مَن أشار عليه بذلك، “لكن المشكلة الحقيقية تكمن في البعد العميق جداً لتلك الكلمات الثلاث (غنية، متوسطة، فقيرة) التي لا ينبغي التساهل والتسامح معها بتاتاً، لأنها تؤثر على نفسية التلميذ الآن ومستقبلاً”، حسب وصفهم.
فيما قال آخرون، إنّه من الممكن أن يكون سؤال المديرة سؤالاً عفوياً، حتى تساعد من خلاله التلاميذ غير القادرين على إعالة أنفسهم، وبذلك لا تحرجهم أمام باقي أترابهم.
ويشار إلى أن بداية العام الدراسي في الجزائر كانت مقرّرة يوم 7 من شهر سبتمبر لعام 2022، ولكن وزارة التربية الجزائرية أصدرت قراراً بتأجيل العام الدراسي إلى يوم 21 سبتمبر من نفس العام، وأن يتم بدايةً دوام الأساتذة في ال(7) من نفس الشهر.