“أولغا كولوبوفا” جاسوسة روسية حسناء اخترقت الناتو وعادت لموسكو دون كشفها
وطن– كشف تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية، جوانبَ من حياة الجاسوسة الروسية “أولغا كولوبوفا”، التي أطلق عليها لقب “اختصاصية المجوهرات”، وعملت لصالح المخابرات الروسية، وترددت على مقر حلف الناتو في نابولي.
اسم مستعار
وأشار التقرير الذي كتبه “جان بيير ستروبانتس”، وتولت “وطن” ترجمة مقتطفات منه، إلى أن “أولغا كولوبوفا” واسمُها المستعار “ماريا أديلا كوهفيلدت ريفيرا”، ولدت لأب ألماني وأم بيروفية عام 1980.
وكان والدها ضابطاً برتبة عقيد في الجيش الروسي، وعاشت في أوروبا تحت اسم “ماريا أديلا كوهفيلدت ريفيرا”، وقدّمت نفسها كسيدة أعمال متخصصة في المجوهرات.
وعملت بالفعل في شركة GRU، وهو النشاط الذي عُرفت به هذه المرأة في الأوساط الرسمية وغير الرسمية، إلى جانب عملها السري كعميلة للمخابرات العسكرية الروسية داخل حلف الناتو.
وظلّت “أولغا” تتنقل عبر العواصم الأوروبية، بين مالطا وباريس وروما قبل أن تصل إلى نابولي، وهي منطقة مثيرة للاهتمام بشكل خاص لعملاء المخابرات؛ إذ إن المدينة الواقعة في جنوب إيطاليا هي موطن لقيادة قوات حلف شمال الأطلسي المشتركة، ومقر قوات الحلفاء الجوية والبحرية في جنوب أوروبا، وهو ما كانت تبحث عنه روسيا بالفعل، وفق تقرير لوموند.
الجاسوسة الحسناء
وبحسب المصدر ذاته، اختلطت الجاسوسة الحسناء بكثير من موظفي الناتو، بما في ذلك ضباط من الحلف الأطلسي، وقادة أمريكيون وبلجيكيون وألمان وإيطاليون، حتى أنها أصبحت سكرتيرة متطوعة لنادي الليونز المحلي؛ وهو نادٍ اجتماعي محلي في نابولي.
وتابع المصدر: “أصبحت أولغا التي تتحدث الإيطالية والإنجليزية بطلاقة، صديقةً لعدد من ضباط الناتو، كما أنها ارتبطت بعلاقة عاطفية قصيرة مع أحدهم”.
أسرار الناتو
وتقول إحدى صديقات الجاسوسة الروسية، وهي مارسيل دارجي سميث، المحررة السابقة لمجلة “كوزموبوليتان” النسائية: “لقد كنا صديقتين حميمتين حقاً.. من المحزن معرفة ذلك”.
“وفي ذلك الوقت، كانت الجاسوسة الحسناء بعد سنوات من الخدمة الجيدة والمخلصة ظاهرياً، قد رصدت كل أسرار الناتو، قبل أن تعود إلى موسكو في العام 2018، ولعل مستخدميها كانوا يخشَون أن ينكشف القناع عنها، أو ربما لأن مهمتها تكللت بالنجاح وانتهت وظيفتها”.
طرد الجواسيس الروس
وقالت خدمة الاتصالات التابعة للناتو لصحيفة “لوموند”، إنها “على علم” بما تمّ الكشف عنه بخصوص الجاسوسة أولغا، لكنها “لا تتواصل بشأن الأمور المتعلقة بالاستخبارات؛ وخاصة حين يكون الجواسيس مختبئين داخل مقر المنظمة”.
“ويرجع ذلك إلى أن مجلس الناتو وروسيا، وهو آلية تشاور أُنشئت في عام 2002، نصّ على وجود وفد روسي داخل المنظمة. وعمل هذا المجلس بشكل مضطرب حتى عام 2014، وضم شبه جزيرة القرم قبل موجة طرد الجواسيس الروس آنذاك، حيث تم طرد 100 جاسوس تقريبا”.
العودة إلى موسكو
“وبعد سنوات من الخدمة الجيدة والمخلصة تمّ استدعاؤها مرة أخرى إلى موسكو في عام 2018؛ ربما لأن مشغليها كانوا يخشَون أن ينتهي الأمر بكشف القناع عنها؟ أو ربما لأن مهمتها كانت ناجحة.
ولفتت الصحيفة الفرنسية، إلى أن ماريا أديلا اشترت فجأة، في العام 2018، تذكرة ذهاب فقط من نابولي إلى موسكو، ولم يرها أصدقاؤها المقربون في الغرب منذ ذلك الحين”.