حلم “بوتين” يتبخر.. استسلام جماعي للقوات الروسية وسط تقدم إستراتيجي للجيش الأوكراني
وطن– استسلمت القوات الروسية بشكل جماعي في مواجهة هجوم مضاد أوكراني سري،ع استمر في تحقيق مكاسبه اليوم الثلاثاء، مما دفع البعض إلى الأمل في الوصول إلى نقطة تحول في الحرب أخيرًا.
وقالت المخابرات العسكرية في كييف، إن أعدادًا كبيرة من جنود موسكو ألقوا أسلحتهم، بدلاً من قتال القوات التي تتقدم شرقًا من خاركيف، لأنهم “يتفهمون أنهم يائسون من وضعهم”.
من جانبه، قال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش أسر عددًا كبيرًا من الجنود الروس خلال الأيام العديدة الماضية، مما أدى إلى نفاذ المساحة لإيوائهم، حيث أضاف المتحدث باسم المخابرات العسكرية أندري يوسوف، أن أعدادًا كبيرة من الضباط الروس من بينهم.
في هذه الأثناء، قيل إن القوات الروسية التي تقاتل هجوماً مضاداً ثانياً في منطقة خيرسون الجنوبية، كانت تتفاوض على استسلامها بعد أن نفدت ذخيرتها على ما يبدو، على الرغم من أن التفاصيل من خط المواجهة متناثرة، وسط تعتيم إعلامي فرضته كييف، وذلك وفقاً لما قالته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
زيلينسكي يعلن استعادة 2300 ميل مربع من الأراضي
وقال “زيلينسكي“، في خطاب ألقاه في وقت متأخر من الليل، إنّ الجيوش الأوكرانية استولت على ما مجموعه 2300 ميل مربع، في الشرق والجنوب منذ بداية سبتمبر -وهي منطقة تبلغ مساحتها أربعة أضعاف مساحة لندن الكبرى- كما دعا الحلفاء الغربيين إلى توفير المزيد من الأسلحة، للمساعدة في تعزيز المكاسب.
وأضاف، أنه يتعين على أوكرانيا والغرب “تعزيز التعاون لهزيمة الإرهاب الروسي”، بينما دعا على وجه التحديد أنظمة الدفاع الجوي، للمساعدة في حماية المناطق المدنية، التي بدأ قادة بوتين في استهدافها؛ على أنها “انتقام” لهزائمهم في ساحة المعركة.
ووصف زيلينسكي الضربات، بأنها “علامة على يأس أولئك الذين اخترعوا هذه الحرب”.
وقال: “هكذا يكون ردّهم على هزيمة القوات الروسية في منطقة خاركيف. لا يمكنهم فعل أي شيء لأبطالنا في ساحة المعركة، وهذا هو السبب في أن روسيا توجّه ضرباتها الدنيئة ضد البنية التحتية المدنية”.
وغزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، بهدف تنفيذ “عملية عسكرية خاصة” لمدة أيام، لإعادة البلاد تحت سيطرة الكرملين، لكنها تعرضت لهزيمة مذلة حول كييف، وهربت.
وأعاد قادة بوتين التركيزَ، وذكروا أن الهدف الجديد هو “التحرير” الكامل لمنطقة دونباس الشرقية، حيث كان من المأمول أن يساعد الريف المفتوح والقرب الأقرب من روسيا، على تحقيق نجاح أكبر.
وما تبع ذلك، كان شهورًا من حرب الاستنزاف الدامية، التي شهدت خسائر فادحة في الأرواح بين الجانبين، بينما أحرزت روسيا تقدّمًا بطيئًا ولكن مطردًا، تحت نيران المدفعية الهائلة.
أوكرانيا تستعيد مدينة خيرسون
ولكن مع تباطؤ هذا التقدم، شنّت أوكرانيا -التي استغرقت وقتًا لتجنيد وتدريب جنود جدد، وتجهيزهم بأسلحة غربية جديدة- هجومًا طال انتظاره لاستعادة مدينة خيرسون الجنوبية.
وتحرّكت موسكو على عجل بقواتها جنوبًا للدفاع عنها، وفتحت الباب أمام هجوم ثان شرقًا من خاركيف، نجح في تحطيم الخطوط الأمامية الروسية، وتسبب في فرار القوات من المنطقة بأكملها.
ومع تحوّل أمد الحرب لصالح أوكرانيا، تحوّل المزاج في جميع أنحاء البلاد من حالة التحمل المريرة، إلى حالة من الابتهاج.
وفي خاركيف، أشادت السلطات بإعادة الكهرباء والمياه إلى حوالي 80٪ من سكان المنطقة، في أعقاب الهجمات الروسية على البنية التحتية، التي قطعت الكهرباء في العديد من الأماكن في أنحاء أوكرانيا.
غضب شعبي روسي من الانتكاسات العسكرية في أوكرانيا
في هذه الأثناء في روسيا، ظهرت بوادر الفوضى، حيث قام المدونون العسكريون الروس وغيرهم من المعلقين بتوبيخ الكرملين، لفشله في حشد المزيد من القوات، واتخاذ إجراءات أقوى ضد أوكرانيا.
يأتي هذا في حين امتنعت روسيا باستمرار عن وصف غزوها ب”أنه حرب”، وبدلاً من ذلك، وصفته بأنه “عملية عسكرية خاصة”، والاعتماد على مجموعة محدودة من المتطوعين، بدلاً من التعبئة الجماهيرية التي يمكن أن تثير السخط والاحتجاج المدني.
وانتقد رمضان قديروف، زعيم منطقة الشيشان الروسية المدعومة من موسكو ، وزارة الدفاع الروسية، لما وصفه بـ”الأخطاء” التي جعلت الهجوم الخاطف الأوكراني ممكنًا.