وطن- قام القضاء البلجيكي بتجربة غير عادية لمعاينة ظروف الاحتجاز؛ حيث أمر خمسون من القضاة بإرسال أنفسهم إلى السجن، و طلبوا أن تتمّ معاملتهم معاملة السجناء، ليتعرفوا بأنفسهم على الحياة الحقيقية للسجناء داخل السجن.
وفي هذا السياق، أشار وزير العدل البلجيكي “فنسنت فان كويكنبورن“، الذي أعلن الخبر في بيان صحافي، إلى أن القضاة سيقضون نهاية الأسبوع داخل سجن بروكسيل كسجناء بمحض إرادتهم.
#Belgique : 55 magistrats ont été enfermés ce samedi dans une prison de la région de Bruxelles pour expérimenter la vie des détenus ! Une expérience "qui pourra les aider à prononcer des peines en toute connaissance de cause" ! Imaginez ceci en #RDC ! pic.twitter.com/6kJm3fyFbd
— Rodriguez Katsuva (@Katsuva_R) September 17, 2022
وقالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية في تقرير ترجمت “وطن” مقتطفات منه، إنّ القضاة وصلوا في الساعة التاسعة من صباح اليوم، السبت، إلى سجن هارين الجديد.
وهو منشأة جديدة بسعة 1190 سجينًا، من المقرر أن تفتح أبوابها في 30 سبتمبر، حسبما أوضح المتحدث باسم إدارة السجن.
وأضافت الصحيفة، أنه سيتم معاملتهم كمعتقلين حقيقيين حتى نهاية العملية المقرر إجراؤها، يوم الأحد الساعة 4 مساءً.
وكان الوزير الاتحادي فينسينت فان كويكنبورن، قال في بيان صحفي: “من الواضح أن القضاة يعرفون كيف تسير الأمور في السجن، لكن تجربتهم بأنفسهم تمنحهم فرصة فريدة، يمكن أن تساعدهم في إصدار الأحكام مع المعرفة الكاملة بالحقائق”.
رفض الارتداد عن الإسلام.. متشددون أرمن في بلجيكا يقتلون شاباً موريتانياً (شاهد)
“اجعل السجن واقعيًا قدر الإمكان”
وأضاف المسؤول الفلمنكي، وهو عضو في الحزب الليبرالي، أن العملية ستسمح لموظفي السجون بالتحضير للافتتاح المرتقَب لهذا النوع الجديد من المؤسسات، “المجهزة بوحدات سكنية صغيرة وتطوير نهج حديث”.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن القضاة الذين يخضعون لهذه التجربة هم قضاة جنايات وقضاة تحقيق ومدّعون عامون تطوّعوا، وعليهم اتباع أوامر وتعليمات موظفي السجن. والهدف هو جعل الحبس واقعياً قدر الإمكان.
إطفاء الأنوار في العاشرة مساء
ولن يتمكن القضاة من استخدام هواتفهم المحمولة، لكنهم سيكونون قادرين على استقبال الزيارات العائلية، تمامًا مثل السجناء الحقيقيين.
وأيضا سيتبعون الجدول اليومي المعتاد للسجناء، ويأكلون نفس الوجبات ويضطلعون بنفس الأنشطة الإجبارية. وسيتم توظيفهم -من بين أمور أخرى- في المطبخ والغسيل. كما سيخضعون لتعليمات إطفاء الانوار الساعة العاشرة مساء”.
وبدوره، قال المدير العام لمؤسسات السجون “رودي فان دي فوردي”، إن بإمكان القضاة الذين يجدون صعوبة في تحمّل البقاء في السجن مقاطعة التجربة في أي وقت، مضيفاً أنّ “هذا الانغماس يمنح القضاة الذين يحكمون على الأشخاص بالسَّجن فرصة تجربة ما يعنيه الحرمان من الحرية”.
اكتظاظ السجون في بلجيكا
وكان موقع “بلجيكا 24″، قد أشار إلى أن آخر الأرقام المتعلقة بالوضع في السجون في البلاد، كشفت وجود 10363 سجينًا في بلجيكا مقابل 9600 مكان متاح، وسط دعوات إلى اتخاذ تدابير لمعالجة مشكل الاكتظاظ في السجون البلجيكية.
وعلى الرغم من تقدّم الأشغال المتعلقة ببناء سجن هارين بأفضل ما يمكن، إلا أنّ المنشأة الجديدة لن تجعل من الممكن استيعاب اكتظاظ السجون في بلجيكا، حيث إن المعدل أعلى بكثير من الأوروبيين الآخرين.
وبدورِها، أشارت “ماري بوركوين” الرئيسة المشاركة للقسم البلجيكي في المرصد الدولي للسجون، إلى وجود ثلاثة عناصر تفسّر هذا الاكتظاظ؛ الأول متعلق بالسجن الاحتياطي، فهناك واحد من كل ثلاثة معتقلين رهن الاعتقال الوقائي، و 34% من المعتقلين لم يحاكَموا حتى الآن، ويفترض أنهم أبرياء، لكنهم ما زالوا مسجونين.