فيديو مُبكٍ لسوري يُلقي ابنه في البحر مكفّناً بثيابه وما حدث لأسرته صادم!
شارك الموضوع:
وطن- شهد قارب هجرة غير شرعي انطلق من سواحل لبنان منذ أيام، فجيعة كبرى في البحر المتوسط، بعد أن ألقى أب سوري ابنه في البحر، والذي فارق الحياة عطشاً.
وبحسب مقطع فيديو متداوَل، كفّن الأب السوري المكلوم ابنه بملابسه، وألقاه في البحر -كأنه يدفنه- لعدم وجود مكان لدفن الجثة وهم على متن قارب.
ويُسمع من المقطع صوت تكبيرات الناجين في القارب؛ ترحّماً على مَن رحلوا من أطفال ونساء وشبان، لقوا حتفهم بين أمواج البحر في واحدة من قصص المأساة السورية، التي لا يزال العالم صامتاً حيالها.
الهجرة من أجل تأمين حياة كريمة
وروى الأب المكلوم “أحمد برجس” في منشور على صفحته الخاصة في فيسبوك، “أنه مهندس متزوج ولديه ولدان وكان يعمل موظفاً وفي وظيفة أخرى ليؤمن قوت عائلته”.
وتابع أنه “اضطر لبيع بيته وعفشه ليتمكن من الهجرة من أجل تأمين حياة كريمة له ولعائلته”.
مقتل شقيقة فنان سوري على يد زوجها في ألمانيا بسبب “الغيرة”! (صور)
هجرة غير شرعية من لبنان إلى إيطاليا
وروى “برجس” أنه خرج مع عائلته من لبنان في قارب باتجاه إيطاليا، وفي الطريق غفت زوجته قليلاً، وبعد أن أفاقت قالت له، إنها حلمت بأنها هي والأولاد في أرض خضراء، ولكنني لم أكن معهم.
وتابع المهندس السوري سارداً تفاصيل المأساة التي تعرّض لها، حيث تعرّض محرك القارب للتعطل في البحر لوجود مشكلة في المازوت.
وبعد فترة، جاء خفر السواحل اليوناني وبدأوا بالصراخ عليهم، ثم ربطوا القارب بسفينتهم وأصعدوهم إلى السفينة وأخذوا منهم الحقائب والجوالات وكل ما لديهم من نقود. وظلوا في السفينة حوالي 5 ساعات ولم يعطوهم حتى ماء ليشربوا، وبعدها رموهم في قارب مطاطي.
وفي هذه الأثناء، جاءت موجة قوية على القارب، وخلال 3 دقائق كانوا في البحر يغرقون.
وأضاف أنه كان ممسكاً بأولاده الاثنين بقوة، وكان يغرس أظافره في أجسادهم غرساً حتى لا يأخذهم الموت منه.
كفّن ابنه بثيابه ودفنه بالبحر.. فجيعة كبرى على متن قارب هجرة في البحر المتوسط بعد نفاد الغذاء والوقود، حيث ألقى أب سوري ابنه بالبحر بعد أن فارق الحياة عطشًا، وكفنه بملابسه.
تعالت التكبيرات ترحمًا على أرواح من رحلوا من أطفال ونساء وحتى شباب سوريين لقوا حتفهم بين أمواج البحر pic.twitter.com/fa9UWmVtpx— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) September 17, 2022
بلا حركة أو نفس
وأضاف برجس أنه بقي طوال الليل مع أولاده وزوجته يكافح ليعيشوا، وهو يرى كيف كان الركاب الآخرون يموتون واحداً تلو الآخر.
وبقي كذلك إلى فجر اليوم التالي، فاختفت زوجته ولم يعد يراها، وبعد لحظات جاءت موجة أخرى وأخذت الولد الأول، وبعد قليل شعر بأن ابنه الذي تمكن من الإمساك به ثانية بلا حركة أو نفس.
مأساة مروعة
وتابع برجس وكأنه يسرد أحداث فيلم سينمائي: “من بعيد رأيت مركباً حاولت أن أسبح إليه وأنا أجر ابني من قدمه وعند وصوله إلى المركب أجرى خفر السواحل للطفل تنفساً اصطناعياً ولكنه كان قد فارق الحياة”.
وبدأ برجس يصرخ كالمجنون: “يالله جئت بهم ليعيشوا عيشة كريمة وابني لهم مستقبلاً لائقاً ولكنني أخذتهم من الموت البطيء إلى الموت السريع”.
وكانت “خلية الإنقاذ والمتابعة” المهتمة بالرحلات غير الشرعية في البحر، قد حذرت من أن المراكب التي تنطلق من لبنان لا تصلح للسفر إطلاقاً، وهي مراكب منتهية الصلاحية ولا تصلح للإبحار أبداً.
ونتيجة لممارسات الحدود المالطية والاتحاد الأوروبي وخفر السواحل اليونانية، مات أكثر من 20000 شخص في البحر الأبيض المتوسط بين عامي 2015 و 2021. واختفى العديد من الأشخاص الآخرين دون أن يتم إحصاؤهم.