وطن- تتأهب قطر لاحتضان كأس العالم لكرة القدم 2022، كأول دولة عربية تتولى تنظيم هذه التظاهرة العالمية، مما جعل هذه الإمارة الصغيرة في المساحة الجغرافية وعدد السكان، يتصدر عناوين الصفحات الأولى للجرائد وتقارير المواقع والقنوات التلفزيونية العالمية.
وتناول المعلّق الرياضي بقنوات “بي إن سبورت” حفيظ دراجي في مقال له، إستراتيجيةَ قطر التي تمكّنت من أن تحظى بفرصة تنظيم كأس العالم “رغم أن الكثيرين من المتفائلين أو المشككين لم يكونوا على ثقة بقدرات قطر، على مدى أكثر من عقد من الزمن”.
مشروع استثماري كبير
ليتأكد للجميع في نهاية المطاف -بحسب دراجي- أن الحلم أو بالأحرى “الوهم” عند البعض، تحوّل إلى حقيقة تقتضي التوقّف عندها كتجربة فريدة يعود فيها الفضل بعد الله، لمن تجرّأ وفكر، ثم غامر فقرر.
وتابع المعلق الجزائري: “ومَن قاد عملية تجسيد مشروع استثماري كبير ومتنوع ركّز على الإنسان قبل البنيان، مستغلّاً كل الموارد المالية المتوفرة بشكل لم يتوقعه أحد في المنطقة والعالم أجمع، رغم كل الصعوبات والأزمات المتراكمة مع الوقت”.
ولفت حفيظ في المقال الذي نشره على موقع “عربي بوست”، إلى أن كل شيء بدأ فعلياً قبل 3 عقود، بعد تفكير وتدبير وتخطيط ارتكز على 5 محاور مهمة.
وشملت هذه المحاور الإعلام في المقام الأول، من خلال تأسيس قناة “الجزيرة الإخبارية”، التي شكّلت في حينها، ثورةً استهدفت النخبة، ثم “الجزيرة الرياضية” التي تحوّلت إلى “بي إن سبورتس” لخطف أنظار الشباب العربي المحب للرياضة، كوسيلة ترفيه وتثقيف في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
مفاجأة.. “فيفا” تدرس تغيير موعد افتتاح مونديال قطر لهذا السبب!
نهضة كبيرة
وأردف معلّق قناة “بي إن سبورتس” أن قناة الجزيرة بشقيّها السياسي والرياضي تمكّنت من تصدّر المشهد الإعلامي والسياسي والرياضي، على حدٍّ سواء.
ثم بدأت عملية الاستثمار في النشاط الرياضي، من خلال تنظيم أكبر الأحداث الرياضية، بما في ذلك الظفر بحق احتضان مونديال 2022، الذي كان بمثابة نقطة تحوّل كبيرة رافقتها نهضة كبيرة في مجالات التربية والتعليم والصحة والخدمات.
وتابع أن ذلك كلّه ساهم في ارتفاع معدل الدخل السنوي للفرد إلى أعلى مستوياته، وبلوغ أعلى درجات النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي والفكري والعلمي.
وأشار “دراجي” في مقاله المشار إليه، إلى أن مَن فكّر في قطر بداية التسعينات من القرن الماضي، أدركَ قبل الكثير بأنّ المتوقّع يبدأ من الإعلام، من مخاطبة العقول قبل القلوب، والمساهمة في صناعة الرأي، وتغيير مفاهيم كانت سائدة قبل منتصف التسعينيات.
البداية من الجزيرة بميزانية 25 مليون دولار
فتم إطلاق “الجزيرة الإخبارية” في نوفمبر/تشرين الثاني 1996، بميزانية قُدّرت بـ25 مليون دولار، في ظرف كانت الأحادية في الرأي والفكر تميز المشهد السياسي والإعلامي العربي.
الجزيرة الإخبارية
وكانت المجتمعات العربية ومعها العالم، يمرّان بواحدة من أصعب الفترات؛ نتيجة تفاقم الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية، وحتى الفكرية والعقائدية والطائفية، وهي الظروف التي خدَمت “الجزيرة الإخبارية” ومن خلالها قطر، التي صارت على كل لسان في الوطن العربي، وحتى على الصعيد العالمي، لتتحول إلى مصدر للخبر والمعلومة، ومنبراً لصاحب الفكرة استثمر فيها ليلعب مع الكبار.
مونديال قطر يرفع أسعار الغرف الفندقية بالإحساء السعودية بنسبة 700%
ولم يقتصر التفكير بقطر على الجانب الرياضي، بل امتد إلى السياسي، حيث راح صاحب الفكرة والقرار يلعب مع الكبار سياسياً، وينصب قطر لاعباً أساسياً، احتضن مواعيد سياسية كبرى مطلع الألفية، استثمر فيها لتطوير وتنويع علاقاته، مثلما استثمر في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى التي جعلت من الدوحة -في ظرف زمني قصير- عاصمة للرياضة العالمية.
500 حدث رياضي جهوي وعالمي
وتابع أن قطر تمكّنت من احتضان أكثر من 500 حدث رياضي جهوي وعالمي، في كل الرياضات ولمختلف الفئات السنية، إلى أنْ تحقق حلم احتضان أول مونديال في البلاد العربية، في أول محاولة، في ظرف وجيز لم يتجاوز العقدين من الزمن، إلى أنْ تحقّق حلم احتضان أول مونديال في البلاد العربية، رافقتْه عمليات تشييد مرافق رياضية وبنية تحتية وطرق.
تحويل قطر إلى وجهة سياحية
علاوةً على ذلك، كانت هناك جهود حثيثة لبناء الدولة، ومواصلة رفع التحديات لمواجهة الحاجيات المستقبلية، وبحسب دراجي لن يتوقف احتضان قطر للمونديال بكل ما رافقه من تحولات، بل يتعدّاه إلى احتضان أولمبياد 2032، وتحويل قطر إلى وجهة سياحية تستقطب الإنسان أولاً، والمال ثانياً، من خلال تكييف القوانين لفتح باب الاستثمارات الأجنبية، والاستمرار في اللعب مع الكبار بجيل صغير في السن تحصن فكرياً وعلمياً وصحياً، وتحرر من كل العقد التي لازمت المواطن العربي عبر الزمن قبل أن يتجرّأ الأمير حمد بن خليفة آل ثاني ومن معه بداية التسعينيات، لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
إستادات قطر 2022
وكانت قطر قد أعلنت عن الإستادات الثمانية المبهرة، التي ستشهد مباريات كأس العالم فيفا في قطر 2022، وهي:
إستاد البيت وهي استمتع بحسن الضيافة العربية الذي يستضيف مباراة افتتاح كأس العالم FIFA قطر، وتبلغ سعته ٦٠,٠٠٠ ويقع في مدينة الخور، على بُعد ٣٥ كم شمال وسط الدوحة.
وإستاد لوسيل الذي يستضيف مباراة نهائي كأس العالم، بسعة ٨٠,٠٠٠ ويقع في مدينة لوسيل، على بُعد ٢٠ كم شمال الدوحة.
وإستاد أحمد بن علي، وهو صرحٌ يحاكي الصحراء وكثبانها بسعة ٤٠,٠٠٠ ويقع في الريان، على بُعد ٢٠ كم غرب وسط الدوحة.
أما إستاد الجنوب، فسعته ٤٠,٠٠٠ ويقع في الوكرة، على بُعد ٢٢ كم شرق وسط الدوحة.
وإستاد الثمامة المستوحَى من الثقافة والتقاليد، وسعته ٤٠,٠٠٠ ويقع في الثمامة، على بُعد ١٢ كم جنوب وسط الدوحة.
وإستاد المدينة التعليمية حيث تلتقي كرة القدم بالعلم والمعرفة، وسعته ٤٠,٠٠٠ ويقع في الريان، على بُعد ٧ كم شمال غرب وسط الدوحة.
أما إستاد خليفة الدولي يمثل إطلالة جديدة، وتقنيات جديدة، وإرثاً جديداً، وتبلغ سعته ٤٠,٠٠٠ ويقع في الريان، على بُعد ٥ كم غرب وسط الدوحة.
والإستاد الأخير إستاد ٩٧٤ رمز الابتكار والاستدامة وسعته ٤٠,٠٠٠، ويقع في راس أبو عبود، على بُعد ١٠ كم شرق وسط الدوحة.