إسرائيل تؤمن سماء الإمارات بمنظومة دفاع جوي متطورة.. تفاصيل الصفقة السرية
وطن – وافقت إسرائيل على بيع منظومة رافائيل المتطورة للدفاع الجوي للإمارات في أول صفقة معروفة بين الجانبين، منذ تطبيع العلاقات بينهما في 2020.
أفاد بذلك مصدران تحدثا لوكالة “رويترز“، التي اعتبرت أن الاتفاق يعزز الانطباع بأن الأولويات الوطنية بالنسبة لبعض الدول العربية، مثل الأمن والاقتصاد، طغت على حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.
في الوقت نفسه، تشارك إسرائيل والإمارات المتحالفة مع الولايات المتحدة مخاوف كبيرة بشان إمكان امتلاك إيران سلاحا نوويا، وهو طموح تنفيه طهران.
وبحسب المصدرين، فإن إسرائيل وافقت على طلب إماراتي في منتصف الصيف بتزويدها بصواريخ سبايدر الاعتراضية التي تنتجها شركة رافائيل، دون كشف المزيد من التفاصيل بسبب الطبيعة الحساسة للصفقة.
بينما قال مصدر ثالث إن الإمارات حصلت على تكنولوجيا إسرائيلية تهدف إلى صد هجمات الطائرات المسيرة مثل تلك التي ضربت أبوظبي في وقت سابق من هذا العام (من قِبل جماعة أنصار الله الحوثي).
وحتى الآن، ليس من الواضح عدد الصواريخ الاعتراضية التي ستُباع للإمارات، أو ما إذا قد تم شحن أي منها حتى الآن.
ويمكن إطلاق الصواريخ سبايدر من منصات مثبتة على مركبات وتستخدم للدفاع ضد التهديدات ما بين قصيرة المدى وطويلة المدى.
تعاون واسع بين إسرائيل والإمارات
وحول ما إذا كانت إسرائيل ستزود الإمارات بأنظمة دفاع جوي، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالبرلمان رام بن باراك، في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية، إن هناك تعاونًا واسعا مع الإمارات.
ووفق الوكالة، فقد وجدت الإمارات أنها بحاجة إلى تعزيز قدرات دفاعها الجوي بعد سلسلة من الهجمات على الدولة الخليجية باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة في يناير وفبراير.
وجرى بالفعل اعتراض معظم هذه الهجمات، لكن إحداها أوقعت ثلاثة قتلى مدنيين في أبوظبي.
وهذه الضربة – وفق دبلوماسيين أجانب – أثارت قلق وانزعاج قادة الإمارات التي طالما تفاخرت بأمنها واستقرارها في منطقة تموج بالاضطرابات.
وقد حلقت بالفعل بعض الصواريخ والطائرات المسيرة على الأقل على ارتفاعات منخفضة لتحاشي الاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد) وصواريخ باتريوت الاعتراضية التي اشترتها الإمارات من الولايات المتحدة.
وبحسب شركة رافائيل، فإن الصواريخ سبايدر يمكنها الدفاع عن مساحات شاسعة من تهديدات تتراوح من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز إلى المقاتلات الهجومية وطائرات الهليكوبتر والقاذفات، ومنها التي تحلق على ارتفاعات منخفضة.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، الذي زار الإمارات في يناير الماضي، بالتزامن مع هجوم جرى اعتراضه، إن إسرائيل تدعم احتياجات الإمارات الأمنية.
والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء يائير لابيد إنه شعر بالصدمة من الهجمات وإن إسرائيل تقف بجانب الإمارات.
وكانت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن معظم الضربات، وهي الجماعة نفسها التي تقاتلها الإمارات في حرب اليمن في إطار تحالف عسكري تقوده السعودية ويسعى لإعادة الحكومة المخلوعة إلى السلطة.
ووفق المصادر، فقد تم إبرام صفقة الصواريخ الاعتراضية في منتصف الصيف، وذلك في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة وإسرائيل تدفعان الدول العربية لربط أنظمة دفاعها الجوي للتصدي بشكل أفضل لهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية.
وفي يوليو الماضي، كانت وكالة “رويترز” قد أشارت إلى أن هذا الاقتراح قوبل بمقاومة من بعض الدول العربية التي لا ترتبط بعلاقات رسمية مع إسرائيل، رغم أن مسؤولا إسرائيليا قال إن الدول المشاركة تعمل على مزامنة أنظمتها من خلال اتصالات إلكترونية عن بعد.
بدوره، قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات للصحفيين في يوليو، إن الإمارات منفتحة على أي شيء يحميها من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ طالما أنه ذو طبيعة دفاعية ولا يستهدف دولة ثالثة.