وطن– نشر مراسل “التلفزيون العربي” في واشنطن، “زيد بنيامين” فيديو عبر قناته على “اليوتيوب”، حلّل فيه مستقبل التظاهرات المشتعلة حالياً في إيران، والتي اندلعت على إثر وفاة الشابة “مهسا أميني” على يد الشرطة الدينية، يوم الثلاثاء الماضي، بعد القبض عليها لعدم تقيّدها بالزي حسب ما يقرّه القانون، ومنوّها إلى “متى تصبح هذه المظاهرات خطراً على النظام؟”.
وقال “بنيامين”، إن النظام الإيراني عادة ما يسمح بمثل هذه التظاهرات، لافتاً إلى أن الحكم في إيران المكوّن من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، والحرس الثوري الذي يعتبر “الحرس الإمبراطوري” بالنسبة له، يتعاملون مع التظاهرات بنوع من الخشية حينما تتوسع.
ولفت إلى أن النظام الإيراني لا يكون لديه مشكلة حينما يكون هناك إضراب للمعلمين، أو مظاهرات للمحامين أو المزارعين، على سبيل المثال لا الحصر.
متى يشعر النظام الإيراني بخطر المظاهرات؟
واعتبر “بنيامين” أن المشكلة بالنسبة للنظام الإيراني، هي عندما تتوسع هذه المظاهرات، وتبدأ أطراف أخرى من المجتمع باللحاق بالتظاهرات، وهنا تكون المرحلة الأخيرة التي يتدخل فيها الحرس الثوري والباسيج لقمع التظاهرات.
وأشار إلى نقطة أخرى تكون في حسابات نظام الحكم في إيران، وهي مدى قرب التظاهرات من منطقة المحافظين، وتحديداً في “قلب الهضبة الإيرانية”، وفق قوله.
وقال، إنه إذا كانت هذه التظاهرات قريبة من هذه المناطق (قم وأصفهان)، يبدأ النظام بالخشية، مشيراً إلى أن “أصفهان” تعتبر من أهم المحافظات التي أتى منها، ويأتي منها أغلبية أعضاء المؤسسات والهيئات القضائية.
وأكد “بنيامين” على أنه إذا ما شهدت هذه المدينة أو المناطق القريبة منها مظاهرات، فإن ذلك يشكّل علامة قلق كبيرة للنظام.
تظاهرات غاضبة تجتاح جميع مدن إيران ونظام الملالي يحظر نشر أي خبر عنها
ووفقاً لمحللين، من غير المرجّح أن تشكّل الانتفاضة الشعبية في إيران -التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني في الحجز لدى شرطة الأخلاق، تهديداً مباشراً على الزعماء الدينيين الذين تغلبت قواتهم الأمنية على احتجاج تلو الآخر في السنوات الماضية.
احتجاجات قديمة
يشار إلى أن موجات الاحتجاجات المناهضة للحجاب أزعجت المؤسسة الدينية في السنوات الماضية. وفي عام 2014، أطلقت الناشطة الحقوقية مسيح علي نجاد حملة عبر فيسبوك بعنوان “حريتي الخفية”، عندما شاركت صوراً لإيرانيات غير محجبات مرسلة إليها، كما تعرضت إيران لهزة الاضطرابات في عامي 2017 و2018.
وفي عام 2019، قالت إيران إن 200 ألف شخص شاركوا في ما قد يكون أكبر مظاهرة مناهضة للحكومة في تاريخ الجمهورية الإسلامية الممتد 40 عاماً. وذكرت رويترز أن 1500 قتلوا على أيدي قوات الأمن.
الجيش الإيراني يتوعد بسحق المتظاهرين
من جانبه، وجه الجيش الإيراني الجمعة أقوى تحذير حتى الآن من السلطات إلى المحتجين الغاضبين من مقتل المتظاهرين، قائلا إنهم “سيواجهون الأعداء” لضمان الأمن.
وقال الجيش إن “هذه الأعمال اليائسة جزء من استراتيجية شريرة للعدو لإضعاف النظام الإسلامي”.
وأضاف الجيش في بيان له إنه “سيواجه مؤامرات الأعداء المختلفة من أجل ضمان الأمن والسلام للأشخاص الذين يتعرضون للاعتداء ظلما”.