وطن– مما لا شك فيه أن مرض عرق النَّسا أو التهاب العصب الوركي، حالة صحية شائعة جدًا في حياتنا، كما أنها مزعجة للغاية بسبب الألم المتواصل الذي يشعر به المُصاب به.
وبحسب ما أوضحته مجلة “فيدا سانا” الإسبانية، فإن الألم يتركّز بشكل رئيسي في الساق، ولكن الشعور بالوخز أو التنميل يمتد إلى أسفل الظهر، ويمر عبر الأرداف والجزء الخلفي من الساق، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى إعاقة.
ومن المعروف أنه مع تقدمنا في العمر، تظهر العديد من الأمراض المحتملة، التي يمكن أن نعاني منها، لا سيما عرق النَّسا الذي يعد أحد أكثر الأمراض شيوعًا.
“عرق النسا” .. ما هي أعراضه وأسبابه وطريقة علاجه؟!
في الحقيقة، إن 2 من كل 100 شخص يمكن أن يُصاب بعرق النَّسا من بين جميع السكان في أي وقت من الأوقات. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 80% من السكان، يعانون أو سيصابون بعرق النسا في مرحلة ما من حياتهم؛ ولهذا لا توجد فروق بين الرجال والنساء، وفقًا لما قاله الدكتور رافائيل روبيو كيفيدو، رئيس قسم جراحة العظام والكسور في مستشفى جامعة خيتافي (إسبانيا)، لموقع infosalus.com.
ومع ذلك، يشير الاختصاصي إلى أن عدد المرضى ازداد على مر السنين لعدة أسباب ومنها: المشاكل التنكسية المرتبطة بالعمر، ومرض القرص المنفتق، والتهاب المفاصل الفقري. تزيد من احتمالية حدوث حالات القرص المنفتق والعصب المنضغط على المفاصل المصابة بالالتهاب، ويحدث العصب المنضغط عند زيادة الضغط (انضغاط) بشكل كبير جدًا أكثر من اللازم على العصب من الأنسجة المحيطة به.
كما أكد الدكتور رافائيل روبيو كيفيدو: “الإصابة بعرق النسا سببها الأكثر شيوعًا؛ هو الانزلاق الغضروفي، وهو أن جزءًا من القرص بين فقرتين يبرز للخلف، ويضغط على خروج العصب نحو الطرف السفلي”.
وطبقًا لما ترجمته “وطن“، فإن عرق النسا، يمثل مجموعة من الأعراض الناتجة عن انضغاط جزء أو كل العصب الوركي، لذلك، فإن المتخصص، يؤكد أنه “من المهم التفريق بين عرقِ النَّسا والقرص المنفتق، لأن هذا يسبب الكثير من الارتباك لدى المرضى، إذا أخبرك الطبيب أنك مصاب بعرق النسا وبالانزلاق غضروفي، فهما طريقتان لشرح نفس الشيء، لأن عرق النسا هو اسم الألم الناتج عن القرص الغضروفي”.
ويشير الدكتور إلى أنّ معظم حالات القرص المتفتق، يتم علاجها دون تدخل جراحي، لكن بخلاف ذلك، يمكن التدخل جراحيًا في حالات ينتج عنها بعض العجز الحركي (إذا كان هناك أي جزء من الجسم عاجز عن الحركة)، أو إذا حدث الوضع الصحي بعد فترة زمنية معقولة، ولم تتوقف الأعراض لمدة لا تقل عن 3 أو 6 أشهر، ولم يهدأ الألم خلالها.
وبالتالي، يمكن أن تكون الأعراض الرئيسية لعرق النَّسا، كما يذكر الطبيب: ألم أسفل الظهر يمتد إلى الأرداف أو أي جزء من الطرف السفلي، في بعض الأحيان يكون هناك وخز في المنطقة المؤلمة، ويمكن أن يكون مرتبطًا أيضًا بنقص الحركة في بعض عضلات ذلك الطرف السفلي.
من ناحية أخرى، يحذّر من أن المرضى الذين يتميّزون ببنية نحيفة، يظلون في حالة جيدة، وهم أقل عرضة للإصابة بعرق النسا، وعندما يتعلق الأمر بالوقاية منه، يقول إنه يمكن تحسين طريقة العمل على علاجه وبذل الجهود، من أجل تجنب مرض القرص المتفتق.
ويقول الدكتور روبيو كيفيدو: “إن الحفاظ على الوزن المثالي، وخاصة الحفاظ على قطر بطن مناسب، بالإضافة إلى البقاء في حالة بدنية جيدة، مع عضلات مناسبة على مستوى البطن والفقرات؛ هي الطرق الرئيسية لتجنب عرق النسا”.
كيف تخفف هذا الألم؟
الراحة النسبية ضرورية وفي رأيه، من الأفضل الاستمرار في القيام بأكبر قدر ممكن من النشاط، ولكن تجنب أي نشاط يسبب الألم. بدوره، يختار الطبيب الحرارة المحلية للمنزل لإرخاء العضلات؛ وكذلك من أجل تخفيف أقل قدر ممكن من الألم.