وطن- يستعيد الكويتيون غداً، الخميس، لإحياء الذكرى السنوية الثانية لرحيل أميرهم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي كان قائداً استثنائياً وأميراً في الإنسانية والمحبة وظاهرة سياسية لن تتكرر، حيث أفنى حياته في خدمة بلاده وشعبه، ونقلَها إلى رقم صعب بالمعادلة الدولية.
ولكن ما كان مثيراً للاهتمام في سيرة حياة أمير الكويت الراحل هو تكرار رقم (29)، والذي يبدو أنه كان رقماً فارقاً في حياته، بَدءاً من ولادته وتاريخ تقلّده الحكم، وصولاً إلى وفاته التي وافقت الرقم ذاته.
حيث تولى الشيخ صباح منصب وزير خارجية الكويت لأول مرة قبل هذا التاريخ بيوم في 28 يناير/كانون الثاني 1963.
لم يكن حاكماً عادياً
وأشار تقرير مصور لوكالة (سنا نيوز) إلى أن “الشيخ صباح الأحمد لم يكن حاكماً عادياً، وكانت وفاته فاجعة لشعب ولكل شعوب العالم.
https://twitter.com/SnaaNews/status/1575126893120167936?s=20&t=SrQGRt_KBvdqCi0Cwr_jlg
أرسى مبادئ السياسة الخارجية الكويتية، وصعد بها إلى قمة الدبلوماسية، وأُطلقَ عليه لقب حكيم العرب وأمير الإنسانية وقائد الديبلوماسية.
تسلّمه السلطات الأميرية
وبخصوص الرقم 29، فقد وُلد الشيخ الراحل صباح الأحمد عام 1929، وتقلد مسند الإمارة في 29 يناير 2006، بعد قيام مجلس الأمة بنقل سلطات الأمير سعد العبد الله السالم الصباح إلى مجلس الوزراء، بسبب أحواله الصحية ومبايعه أعضاء مجلس الأمة بالإجماع له. وذلك بعد أن اختاره مجلس الوزراء لهذا المنصب بعد تسلمه السلطات الأميرية.
وهو الابن الرابع من الأبناء الذكور للشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر، ووالدته هي السيدة منيرة العيار.
ملفات عصفت بالمنطقة
وساهمت خبرته الخارجية على مدار عقود، في وضع الكويت على خارطة العالم كدولة مؤثرة في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وبحسب المصدر، لعب الأمير الخامس عشر لدولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد دوراً كبيراً في عدد من الملفات الهامة، التي كادت أن تعصف بالمنطقة، أبرزها “الأزمة اليمنية” و”الحرب العراقية الإيرانية” و”الأزمة الخليجية”.
فكان وسيطاً مقبولاً لدى جميع الفرقاء، حتى استطاع رأب الصدع ولم الشمل.
ووفق خبراء ومراقبين، حافظت الكويت في عهد الشيخ صباح الأحمد على مبدأ الحياد، ودعم المبادرات الإنسانية في حل الأزمات في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وفلسطين، كما دعمت المسلمين في مناطق كثيرة في العالم، أبرزهم مسلمو الروهينغا في ميانمار.
الكويتيون يحيون ذكرى وفاة الشيخ صباح الأحمد الأولى: “ستبقى في قلوبنا إلى الأبد”
متاعب في القلب
وبالعودة للرقم (29)، فإنه في 29 سبتمبر 2020، توفي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عن عمر يناهز 91 عاماً، في مستشفى بالولايات المتحدة.
وكان الشيخ صباح الأحمد الصباح، يعاني من متاعب في القلب، حيث سبق أن خضع لعملية جراحية في القلب، شملت تركيب منظم لنبضات القلب منذ عام 2000.
كما خضع لعملية جراحية في الجهاز البولي عام 2007 في الولايات المتحدة، التي توفي في أحد مستشفياتها.
تفاعل الكويتيين.. فقدنا والداً رحوماً
وتفاعل مغردون مع ذكرى وفاة الأمير الراحل، الذي كان يمثّل أباً لكل الكويتيين ومثلاً أعلى لهم وزعيماً وقائداً لهم، حسب وصفهم.
وعلّق أحد الكويتيين على تويتر، بأن أمثال الشيخ صباح الأحمد تعجز الحروف عن رثائهم، وتعجز المجلدات عن ذكر إنجازاتهم، “لكن بعيد عن السياسة فقدنا والداً رحوماً عطوفاً بشوشاً، لم تعد الكويت كما هي بعد غيابه”.
https://twitter.com/Churchill_Q8/status/1575154113511235585?s=20&t=SrQGRt_KBvdqCi0Cwr_jlg
وعقّب “ارشيد بن سيحان”: “الشيخ صباح الأحمد قائد الإنسانية.. اللهم كما كان ضاحكاً مستبشراً في الدنيا اجعله من الضاحكين المستبشرين بالجنة”.
وترحم “محمد الكريدي” على الشيخ صباح الاحمد الصباح، الذي كان مدرسة في السياسة، وعميد الدبلوماسية، وقائد الإنسانية، حسب وصفه.
قائد العمل الإنساني العالمي
وكانت الأمم المتحدة قد منحت الأمير الراحل في عام 2014، لقب قائد العمل الإنساني العالمي، الذي لم يحصل عليه أحد من قبل، وباتت الكويت بفضله مركزاً للعمل الإنساني.
وقالت “غزلان” مخاطبةً روح الأمير الراحل: “كنت أجمل حقيقة وفقدناها وبقت ذكرياتك تبكينا إلى اليوم رحمك الله يا نبض قلوبنا”.
https://twitter.com/ghzlan12345/status/1574509559137587201?s=20&t=SrQGRt_KBvdqCi0Cwr_jlg
ورأى “خالد سعيّد المطيري” أن الشيخ الراحل، كان “القائد الأب الذي استطاع بفضل من الله ومن ثم بحكمته وما يحمل من صبر بالعبور بالكويت وشعبها إلى بر الأمان، مما يواجه هذا الإقليم والجوار الملتهب من الحروب والفتن”.