وطن– لا تزال الاحتجاجات تشتدّ في أنحاء إيران، بعدما خلفتها واقعة قتل الإيرانية مهسا أميني التي احتجزتها ما تُعرف بشرطة الأخلاق، بداعي لباسها غير المحتشم (عدم ارتدائها الحجاب).
وضمن حالة الغضب هذه، تداولَ ناشطون مقطعَ فيديو، يُظهر قيام طالبات إيرانيات بمهاجمة مسؤول من المتشددين بوزارة التعليم، وذلك أثناء تواجده داخل مدرستهن في غرب طهران.
وأظهر الفيديو المتداوَل على مواقع التواصل الاجتماعي قيام الطالبات برشق مسؤول التعليم المتشدّد بعبوات المياه الفارغة، ونعته بالوقح.
وبيّن الفيديو خلعَ عدد كبير من الطالبات حجابهن، ثم هاجمن المسؤول ثم طردنه خارج مدرستهن.
قامت طالبات مدرسة البنات بجوهاردشت كاراج بطرد مدير التعليم من المدرسة التابعة للمرتزقة اليوم
الاثنين
وهذا اليوم الثامن عشر لانتفاضة الشعب الإيراني من أجل الحرية 💪👍👏💚❤️#مريم_رجوي #شؤون_إيرانية#FreeIran2022 #اخبار_داخل_ايران pic.twitter.com/wLqssK22hL— بن هديان (@bin_hadyan_1) October 3, 2022
وكان المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قد حمّل الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤوليةً الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تجتاح البلاد، وذلك في أول تعليق علني له على الأحداث التي تجتاح البلاد منذ 17 سبتمبر الماضي.
وقال خامنئي: “أعمال الشغب دبّرها الأعداء اللدودون لإيران وحلفاؤهم”، زاعماً أن المصاحف قد أُحرقت خلال الاحتجاجات، ودعا قوات الأمن إلى الاستعداد للتعامل مع المزيد من الاضطرابات.
وهذه الاحتجاجات تمثّل أكبر تحدٍ لحكم خامنئي منذ عقد، واندلعت في أجزاء متفرقة من البلاد عقب وفاة مهسا أثناء احتجازها لدى الشرطة.
وقال المرشد الإيراني، إنّ الاحتجاجات كانت مزمعة ولم ينظمها إيرانيون عاديون، لكنه أشار إلى أن وفاة مهسا حطمت قلبه بشدة، واصفاً الأمر بأنه “حادثة مريرة”.
وأضاف: “بعض الناس تسببوا في انعدام الأمن في الشوارع.. كانت هناك أعمال شغب مخطط لها”.
وأعرب عن دعمه القوي لقوات الأمن، قائلاً إنهم واجهوا إجحافاً خلال الاحتجاجات، كما اعتبر أن ما وصفها بـ”أعمال الشغب وزعزعة الأمن في البلاد كانت مشروعاً أميركياً صهيونياً بمشاركة عملائهما”.
وفي الأيام الماضية، تواصلت الاحتجاجات داخل إيران وخارجها على مقتل الفتاة، وذكرت منظمة العفو الدولية أن الحملة التي تشنّها الحكومة على المظاهرات أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 52 شخصاً وإصابة المئات.
ويقول ناشطون إن السلطات اعتقلت العشرات، في حين اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي “أعداء” بلاده بتضليل الرأي العام وتدبير المؤامرات.