سائق تركي ينقذ طالباً سورياً من الموت.. نقطة مضيئة خلافاً للجرائم العنصرية (فيديو)
شارك الموضوع:
وطن– في مشهد وُصف بأنه يحبس الأنفاس، أنقذَ سائق حافلة تركي حياة طالب سوري صغير في منطقة إنغول، قرب مدينة بورصة غرب البلاد.
وتعرّض الطالب السوري، لأزمة قلبية أثناء ذهابه إلى المدرسة، وتمّ نقله بشكل عاجل إلى المستشفى.
تفاصيل إنقاذ الفتى السوري
والفتى السوري يُدعى ياسر حمص، ويبلغ (15 عاماً)، وقد كان في طريقه إلى المدرسة في بورصة إنغول، عندما أصيب بأزمة صحية.
وأدرك السائق (صلاح الدين بلا) الموقفَ الخطر الذي تعرّض له الطالب السوري، فقام على الفور بأخذه في حافلته الصغيرة إلى المستشفى لإنقاذه.
وكان الفتى السوري قد أخبر الركاب بأن صدره يؤلمه، وطلب المساعدة من السائق صلاح الدين الذي قام بإنزال الركاب الآخرين، وتوجّه مباشرة نحو المستشفى.
وتمثل هذه الواقعة نموذجاً مضيئاً، على عكس ما شهدته تركيا في الفترة الماضية، من جرائم عنصرية ضد السوريين، وصلت إلى حد المطالبة بترحيلهم.
جرائم عنصرية ضد السوريين
ففي سبتمبر الماضي، طعن شاب سوري يُدعى فارس العلي عدةَ مرات في ولاية هاتاي التركية، مما أدى إلى وفاته، فيما كان برفقة صديقه متجهينَ إلى بيت صديق آخر، حين هجمت مجموعة شبان أتراك عليهم.
قبل ذلك بأشهر، لقي الشاب السوري سلطان جبنة (21 سنة) حتفَه، خلال شجار بين مجموعتين من الأتراك في منطقة “تعليم خانة” القريبة من ميدان تقسيم في مدينة إسطنبول (شمال غرب)، بعد أقل من شهر على مقتل الشاب السوري “شريف الأحمد” في منطقة باغجولار بإسطنبول.
تركيا تقيّد حركة اللاجئين داخل البلاد وتُلزم “سائقي التاكسي” بهذا الأمر
وقالت وسائل إعلام تركية، إن الشاب السوري تعرّض للطعن أثناء شجار بين أشخاص أتراك أمام محله، وإن عناصر الشرطة والإسعاف حضرت إلى مكان الشجار، واعتقلت المشتبه فيهم بقتل الشاب السوري، ونقلت جثته إلى المشرحة.
اعتداءات ليست فردية ولا عشوائية
السوريون في تركيا يؤكّدون أن الاعتداءات العنصرية عليهم كلاجئين، لا يمكن توصيفها كسلوكيات فردية أو عشوائية، بل هي أقرب إلى الأعمال المنظمة، وأن ذلك يتزامنُ مع عدم تحقق وزارة الداخلية من دوافع وخلفيات الاعتداءات المتكررة، متسائلين عن تزامن القرارات التركية بحق اللاجئين مع زيادة وتيرة الجرائم.
ومنذ 2011، كانت تركيا الوجهة الأبرز للفارين من الحرب الدائرة في سوريا، وبحسب أحدث حصيلة رسمية فإن تعداد اللاجئين السوريين في تركيا يقترب من أربعة ملايين، وقد يكون الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.
وكانت تركيا الداعم الرئيسي لثورة السوريين ضد حكم الرئيس بشار الأسد عام 2011، إذ تستضيف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية منذ سنوات، كما كانت الراعي الأساسي لـ”الجيش الوطني السوري”، أو ما عرف في البداية بـ”الجيش السوري الحر”.
ما الذي غيّر الأتراك؟
لكن المشاعر تجاه السوريين بدأت تتغير بشكل حادٍّ منذ (أحداث أنقرة) في أغسطس 2021، عندما قُتل مواطن تركي على يد لاجئ سوري طعناً، وأسفر ذلك عن أعمال عنف واسعة استهدفت ممتلكات السوريين هناك، وخاصة في حي ألتن داغ.
وفي أعقاب الحادث، نشر المعارض المتطرّف أوميت أوزداغ تغريدة، قال فيها: “حان وقت الرحيل”، علماً بأن أوزداغ يترأس “حزب النصر” الذي تتركز سياساته على محاربة فكرة وجود المهاجرين في تركيا.
موقف أردوغان من الاعتداء على السوريين
على الصعيد الحكومي، لم يرَ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في البداية واقعيةً في المطالبة بترحيل اللاجئين السوريين، بل دائماً ما اعتبرهم “ضيوفاً في تركيا، وسيرحلون عندما تنقضي محنتهم”.
لكن مع الارتفاع الملحوظ في المشاعر القومية ومعاداة المهاجرين، بدأت نبرة الرئيس التركي تتغير وأعلن عن مشروع وصفه بـ”إعادة تسكين” مليون لاجئ سوري في مناطق الشمال السوري الواقعة تحت سيطرة تركيا في وقت قريب.
وهذه الخطة، وفقَ تقارير، لا يراها عدد من المراقبين صالحة للتنفيذ نظراً للأوضاع “المهترئة” في الشمال السوري.
ولا يوجد حصر دقيق لتلك الجرائم التي يعاني منها السوريون، الشباب من الذكور تحديداً، لا سيّما أنهم يخافون من إبلاغ الشرطة خوفاً من الترحيل القسري، وفق منظمة هيومان رايتس ووتش.
اتهام الشرطة التركية
والشرطة التركية متهمة أيضاً بأنها تعامل اللاجئين السوريين بشكل سيئ، بما في ذلك الترحيل القسري، لكن الموالين للسلطة يقولون إنّ هؤلاء الضباط يعملون وفق أجندات المعارضة، وليس الشرطة أو الحكومة.
حادث “ماردين” المروِّع في تركيا ومشهد مرعب أشبه بأفلام السينما (فيديو)
الأحزاب غير بريئة
على صعيد الأحزاب أيضاً، تصاعدت مشاعر العداء للاجئين في تركيا في السنوات الأخيرة، مع قيام عدد من السياسيين بحملات لفرض قيود أكثر صرامة على اللاجئين.
ساهم ذلك في ازدياد مشاعر الكراهية تجاه اللاجئين وخاصة السوريين منهم، كونهم يشكلون النسبة الأكبر في البلاد.