وطن- أثار إعلان البنك المركزي السوداني، شراء الإمارات لكل الذهب السوداني الذي تم تصديره في النصف الأول من عام 2022، وبلغت عائداته أكثر من مليار دولار جدلاً واسعاً.
الإمارات تشتري ذهب السودان
وقالت “صحيفة مونت كارلو الدولية” إن الكميات التي اشترتها الإمارات، بحسب الموجز الاحصائي لتجارة السودان الخارجية للنصف الثاني من العام المالي 2022 وفقا لبنك السودان، بلغت حوالي 21.832 كغ من الذهب الخالص، وهو يزيد عن ما تم تصديره لذات الفترة من العام 2021، بحوالي 5 كغ.
يُشار هنا إلى أن احتياطي السودان من الذهب، بحسب تصريحات سابقة لوزارة المعادن، يبلغ حوالي 1550 طناً، وينتج الذهب في البلاد عبر القطاع الأهلي التقليدي وبأساليب ووسائل تقليدية، ولا تملك الدولة إلا أقله.
وكان بنك السودان هو الجهة الوحيدة التي تقوم بوضع ضوابط شراء الذهب، وفي ذات الوقت هو المشتري الوحيد له، ولكن أجبرت الظروف الاقتصادية بالبلاد على عدم تمكنه من شراء كل ما ينتجه القطاع الأهلي.
“CNN” تكشف عن مخطط لتهريب الذهب السوداني إلى روسيا بالتعاون مع القيادة العسكرية
وتقول بعض شركات تصدير الذهب، إن السياسات التي تنتهجها الدولة تجاه الذهب، تعرقل تصديره، ولا تمكن بنك السودان من توفير احتياطيات كافية منه.
جدير بالذكر، أن تقريراً حديثاً لـ قناة “دويتشة فيله” الألمانية، كان قد أشار إلى أن شراء الإمارات لـ الذهب السوداني يندرج تحت عدد من الأسباب، على رأسها الاستفادة من الأزمة الاقتصادية العالمية، التي تعصف بأغلب الدول بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وما تلاها من تدهور في أسعار الطاقة وأسعار الذهب، الذي تُعد روسيا أحد أهم منتجيه.
هل تهرّب #روسيا ذهبها الخاضع للعقوبات عبر #الإمارات؟#مسائية_DW pic.twitter.com/BlGWGp5iX4
— DW عربية (@dw_arabic) October 11, 2022
الأزمة الروسية تصب في صالح الإماراتين
حيث تنتج روسيا، وفقاً لـ ذات المصدر، “ما يقرب من 330 طناً من الذهب سنوياً، الأمر الذي يجعل منها ثاني أكبر مصدر له في العالم”.
لكن وبحكم العقوبات الغربية المتواصلة على قطاع التصنيع الروسي -بما في ذلك الذهب- وجدت الأسواق العالمية نفسها في حالة من “الفراغ” الكبير”، تقول القناة الألمانية.
وبدأ الحديث عن احتمالية ظهور سوق ثانوية موازية، لبيع الذهب الروسي للأسواق العالمية.
وهذه السوق الموازية هي الإمارات، وفق تقارير إعلامية، حيث سجلت سويسرا -على سبيل المثال- زيادة كبيرة في واردات الذهب من الإمارات.
ولذلك دعت المؤسسة السويسرية غير الحكومية للتعاون الإنمائي، إلى التأكد مما إذا كان هذا الذهب من روسيا، وفي انتظار نتائج التحقيقات السويسرية.
كما تسعى الإمارات بسبب تلك العقوبات الغربية على روسيا، ل”تعويض” النقص العالمي الكبير في التداول العالمي لـ الذهب، عبر “شراء الذهب السوداني”، في وضع تعيش فيه السودان أزمة سياسية واقتصادية خانقة منذ سنوات.
ويأتي ذلك في ظلّ أزمة سياسية يعيشها السودان منذ سنوات، بعد انقلاب عسكري أدى إلى قلب المعادلة السياسية في البلاد، لصالح نخبة عسكرية، تقول عدد من الصحف الغربية إن “الفساد ينخر تركيبتها”.